حجبت وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي أي) عن الكونغرس ثماني سنوات، معلومات حول برنامج سري لمكافحة الإرهاب، بناء على أوامر مباشرة من ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي سابقاً. وقال مصدران على علاقة بهذه المسألة، ان مدير الوكالة ليون بانيتا أوقف البرنامج عندما علم للمرة الأولى بوجوده من مرؤوسين له في 23 حزيران (يونيو) الماضي، وأبلغ الأمر الى لجنتي الاستخبارات في مجلسي النواب والشيوخ في جلستين مغلقتين اليوم التالي. وأشار مسؤولون في الاستخبارات والكونغرس الى ان الوكالة بدأت البرنامج بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، لكنه لم يصبح قط جاهزاً للعمل، ولم يشمل برنامج الاستجوابات الخاص بالوكالة أو نشاطات استخباراتية داخلية. ورفض الناطق باسم الوكالة بول غيميغليانو التعليق على التقرير. وقال: «عندما لفتت وحدة للوكالة انتباه المدير بانيتا لهذا الأمر، كان بتوصية أن يتم إبلاغ الكونغرس في شكل ملائم. وتلك كانت أيضاً وجهة نظره، وقام بعمل سريع وحاسم لوضعه موضع التنفيذ». كما رفض ناطق باسم جورج تينيت المدير السابق للوكالة حين بدأ تنفيذ البرنامج، التعليق على الأمر، مشيراً الى أن البرنامج لا يزال سرياً. وأُبلغ عدد من النواب للمرة الأولى في أيلول 2002، بأساليب الاستجواب القاسية التي اعتمدتها الوكالة، وبينها محاكاة الإغراق واختلفت نانسي بيلوسي الرئيسة الديموقراطية لمجلس النواب، ومسؤولو الوكالة، حول ما أُبلِغت به، لكن اطلاع النواب حصل بعد تعرض أبو زبيدة وهو مشتبه بأنه إرهابي، لمحاكاة الإغراق 83 مرة. ويلزم القانون الأميركي الرئيس بضمان اطلاع لجان الاستخبارات «في شكل كامل وآنيّ على نشاطات الاستخبارات، بما في ذلك أي نشاط استخباراتي مهم منتظر». لكن ثمة مهرباً في صيغة القانون حول الأمن القومي الصادر عام 1947، والذي ينص على ان ابلاغ الكونغرس يجب ان يتم «الى المدى المتوافق مع الاحترام اللازم للحماية من كشف غير مسموح به لمعلومات سرية متصلة بمصادر استخباراتية حساسة، وأساليب أو مسائل جد حساسة أخرى». كما ان القانون يسمح بأن يقتصر اطلاع الكونغرس على ما يعرف ب «عصابة الثماني»، وتتمثل في قادة الجمهوريين والديموقراطيين في مجلسي النواب والشيوخ، ورئيسي لجنتي الاستخبارات. وكتب النائب يان شاكوفسكي وهو عضو ديموقراطي في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، الى رئيس اللجنة النائب الديموقراطي سيلفستر رييس، يطلب إجراء تحقيق حول البرنامج وسبب عدم إبلاغ الكونغرس به. وقال مساعدون لرييس انه يدرس الطلب.