تبادل عراقيون غاضبون من أنصار الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر وجنود بريطانيون، إطلاق النار بعد ظهر أمس امام مقر المحافظة في البصرة، كبرى مدن جنوبالعراق.وبدأت المواجهات بين عربتين مدرعتين للجيش البريطاني ومسلحين ببنادق آلية من طراز كلاشنيكوف.وكان انصار الصدر احتلوا صباح أمس مقر محافظ البصرة ورفعوا العلم الاخضر على المبنى. وقد شوهد رجال مسلحون برشاشات وقذائف مضادة للدبابات داخل المبنى وعلى سطحه الى جانب رجال شرطة يقومون بحراسته. وقد رددوا "مقتدى مقتدى".وقال مراسلو الوكالات في مسرح الاشتباك: ان قتالا جديدا اندلع بين قوات أمريكية ومجموعة من الشيعة في مدينة الصدر (مدينة صدام سابقا) التي تقع في ضواحي العاصمة العراقيةبغداد وقصفت طائرتان هليكوبتر من طراز اباتشي أهدافا في المدينة. كما اندلعت النيران في عربة أمريكية.وشاركت الدبابات الأمريكية في دوريات منتظمة في ضاحية مدينة الصدر. وقال محمد خضير المسؤول الاداري بمستشفى الثورة لرويترز: ان القتلى والجرحى نقلوا الى المستشفى بعد القتال الذي شارك فيه مسلحون من أنصار الصدر. وقال الجيش الأمريكي أمس: ان ثمانية جنود أمريكيين قتلوا في القتال الذي اندلع يوم الأحد في حي مدينة الصدر. كما جرح اكثر من 20 في الاشتباك الذي قال الجيش الأمريكي انه بدأ حين حاول اتباع الصدر احتلال مراكز للشرطة. مواجهات ومحاصرة ل (الصدريين) اغلقت القوات الامريكية ومنذ صباح الاثنين مدينة الشعلة في ضاحية بغداد ثاني اكبر معاقل انصار الصدر فيما طوقت مدرعات ودبابات المنطقة لاقتحامها واغلاق مكتب تابع للصدر يعتصم فيه جماعة من انصاره. وكانت مواجهات دامية قد اندلعت في تلك المنطقة اثر قيام دوريات امريكية باطلاق النار على مكتب الصدر ادى الى مقتل خمسة اشخاص وجرح اكثر من عشرين آخرين فيما تم احراق عربة امريكية وقتل جندي امريكي واصابة آخرين. وتصاعدت اعمدة الدخان من عدة مبان من هذه المنطقة المكتظة بالسكان الشيعة بعد ان قصفتها طائرة الاباتشي الامريكية صباح الاثنين. وشاهد مراسل (اليوم) في بغداد مئات الشباب يتحلقون حول مكتب الشهيد الصدر في بداية المنطقة التي تشكل عقدة مواصلات لعدة احياء من بغداد باتجاه منطقة الكاظمية والغزالية والطريق السريع حول بغداد, فيما يمتد طريق خدمي بينها وبين مدينة الفلوجة عبر البساتين والمزارع حرص الامريكان على غلقه منذ صباح يوم الاثنين قبل مداهمة الشعلة. ويؤكد سكان في الشعلة ان الاجراء يبدو يهدف لمنع أي تواصل بين انتفاضتهم وانتفاضة ابناء الفلوجة ضد القوات الامريكية حيث صدر بيان من منظمات تابعة للمقاومة في الفلوجة تبارك مقاومة (الصدريين) في بغداد والنجف للقوات الامريكية. واغلقت القوات الامريكية كافة الطرق من والى الفلوجة استعدادا لتنفيذ مداهمات في المدينة. وفي الشعلة ورغم محاصرة القوات الامريكية لها كانت تتدفق بين الحين والحين مجموعات من الشباب وهي تحمل جرحى الى المستشفى الذي يبعد نحو كيلو متر واحد عن مكتب الصدر الذي ازدحم بانصاره منذ ليل الاحد بعد المواجهات الدامية التي شهدتها مدينة الصدر والتي قتل فيها وفق احصائيات من جماعة مقتدى الصدر اكثر من 50 عراقيا وجرح اكثر من مائة آخرين فيما قتل سبعة جنود امريكيين وجرح اكثر من عشرين واحرق المتظاهرون سبع آليات عسكرية امريكية وفق تصريح السيد عامر الحسيني احد المسؤولين في مكتب الصدر في بغداد الرصافة. وحتى مساء يوم الاثنين تواصلت المواجهات مع القوات الامريكية التي عززت وجودها لمحاصرة مدينة الشعلة بأكثر من الف جندي ومن عدة اتجاهات بينما اغلقت المحلات ابوابها وتجمع مئات من اهاليها قرب المستشفى لمعرفة مصير ابنائهم بين القتلى والجرحى حيث يؤكد شهود عيان احتمال زيادة عدد الجرحى مع تواصل تبادل اطلاق النار بين الاهالي والقوات الامريكية بعد تضاعف التعزيزات الامريكية التي يمكن ان تفجر الوضع في اية لحظة, في الوقت الذي بدأ فيه انصار مقتدى الصدر يستعدون لهذه المواجهة وقد حملوا بنادقهم واسلحة اخرى مثل السيوف والسكاكين والمسدسات وتحصنوا في مواقع عديدة خوفا من القصف الامريكي الذي طال المدينة طيلة صباح الاثنين. ويقول احد انصار الصدر: ان هدف تطويق الشعلة (هو منع تواصلنا مع الانصار الآخرين في مدينة الصدر وغلق مكتب الشهيد الصدر واعتقال من فيه, لمنع توسع الرفض والمواجهة ضد القوات الامريكية). وفي الوقت الذي تقترب فيه القوات الامريكية المعززة بالدبابات والمدرعات, نحو مداخل مدينة الشعلة, لم يبد ان الوضع فيها سيهدأ بعد ساعات قريبة بل ربما يزداد سوءا في اتجاهات اخرى, اذ ربما تتطور المواجهات من عمليات مباشرة الى عمليات سرية تستهدف القوات الامريكية في بغداد اجمعها مع اصرار كثير من الشيعة على الاخذ بثأر القتلى الذين سقطوا في بغدد يومي الاحد والاثنين والذي تجاوز عددهم 50 قتيلا واكثر من خمسين جريحا حتى ساعة اعداد هذا التقرير, بخلاف الذين قتلوا في النجف وارتفع عددهم الى 22 قتيلا بينما تقدر مصادر اعلامية عدد الجرحى ب 160 جريحا. ويرى مراقبون ان اعتصام مقتدى الصدر في مدينة الكوفة ومسجدها الكبير مع عدد كبير من انصاره واعلان الحاكم المدني الاعلى للعراق بول بريمر بان الصدر وجماعته يعدون خارجين عن القانون يمكن ان يطور المواجهات لتمتد الى مدن اخرى بعد ان توسعت في مدينة البصرة وقام انصار الصدر باحتلال المحافظة وطرد موظفيها, فيما تتواصل المظاهرات المؤيدة للصدر في العمارة وكربلاء والحلة وكركوك والناصرية. الصدر يفخر بأنه خارج عن قانون بريمر وقال مقتدى الصدر أمس الاثنين: انه "يفتخر" باعلان بول بريمر الحاكم الأمريكي للعراق في العراق انه "خارج عن القانون" كما افاد الشيخ قيس الخزعلي احد مساعديه الصدر لوكالة فرانس برس في مسجد الكوفة في وسط العراق. وفي وقت سابق توعد بريمر أمس الصدر ووصفه بانه خارج على القانون ويهدد أمن العراق. وقال بريمر: نواجه موقفا أمنيا صعبا.. لدينا جماعة يقودها مقتدى الصدر وضعت نفسها خارج نطاق السلطة القانونية وخارج نطاق مسؤولي التحالف والمسؤولين العراقيين. واضاف بريمر قوله للصحفيين وهو يجتمع مع وزراء عراقيين ليبحث معهم كيفية التعامل مع الصدر: في واقع الامر انه يحاول ارساء سلطته بدلا من السلطة الشرعية. ولن نسمح بذلك.. سنعيد فرض القانون والنظام وهو ما ينتظره الشعب العراقي. وأدلى بريمر بهذه التصريحات بعد يوم من المعارك التي دارت بين مسلحين تابعين للصدر والقوات التي تقودها الولاياتالمتحدة في بغداد ومدينة النجف القريبة وقتل فيها ثمانية من الجنود الاجانب وعشرات العراقيين. وقال الصدر (30 عاما) في بيان يتسم بالتحدي تلي في المسجد الذي يعتصم به في الكوفة: اتهمت من قبل احد زعماء الشر.. بريمر اني خارج على القانون واذا كان هذا يعني خرق قانون الطغيان الامريكي والدستور القذر للعراق فأنا افخر بذلك. وغضب الصدر من اعتقال احد مساعديه هو مصطفى يعقوبي الذي اعتقلته القوات الامريكية يوم السبت لصلته بمقتل رجل دين شيعي يدعى عبدالمجيد الخوئي. كما يطالب (الصدريون) باعادة فتح صحيفة الحوزة الناطقة باسم الصدر التي اغلقتها السلطات الامريكية. واعلن الصدر يوم الاحد انه سيعتصم بمسجد في الكوفة الى ان يستجاب الى مطالبه. وقصفت طائرتا الهليكوبتر الامريكيتان اهدافا في بغداد امس مع تصاعد المواجهة مع مسلحين شيعيين يتحدون خططا امريكية لعراق ما بعد الحرب فيما يعتقد انه اول قصف جوي من نوعه لبغداد منذ الحرب التي اسقطت الرئيس العراقي السابق صدام حسين قبل نحو عام. وفي حي مدينة الصدر صوبت اطقم الدبابات الامريكية اسلحتها نحو مئات من الشيعة تلاحموا حول مكتب الصدر واخذوا يكيلون السباب على الجنود الامريكيين ويحملون صور زعيمهم الشيعي. مذكرة اعتقال للصدر وقد اعلن ناطق عسكري امريكي امس في بغداد ان القوات الامريكية ستلاحق مقتدى الصدر لاعتقاله تنفيذا لامر قضائي قال انه صدر بحق الصدر بتهمة اغتيال الشيخ عبدالمجيد الخوئي العام في الماضي في النجف في ابريل العام الماضي. احتلال منزل محافظ البصرة وفي البصرة قال شهود عيان: ان مجموعة من المسلحين الشيعة احتلوا أمس الاثنين منزل محافظ البصرة بجنوبالعراق. وذكر شهود العيان ان نحو الف من أنصار الصدر موجودون داخل منزل المحافظ وخارجه ويطالبون بالافراج عن أحد مساعدي الصدر الذي اعتقلته قوات تقودها الولاياتالمتحدة كما يطالبون برفع حظر صادر ضد صحيفة الصدر. وأكدت بريطانيا التي تسيطر قواتها على البصرة نبأ احتلال منزل المحافظ. وقالت متحدثة باسم وزارة الدفاع البريطانية في لندن: دخل اعضاء من مجموعة الصدر الشيعية مبنى حكوميا وسيطروا عليه سلميا أثناء الليل. ومضت تقول: المحادثات جارية الآن بين الجماعة ومسؤولين عراقيين. وفر وائل عبد اللطيف محافظ البصرة من المبنى ورفعت صور الصدر على البوابة. ولم يشاهد اي من رجال الشرطة العراقية او القوات البريطانية. اشتباكات مع الأسبان وفي مدريد قالت وزارة الدفاع الاسبانية: ان القوات الاسبانية في العراق تعرضت أمس الاثنين لهجوم بنيران المورتر بعد اشتباكات وقعت مع محتجين في مدينة النجف المقدسة وقربها. وجاء في بيان لوزارة الدفاع الاسبانية تعرضت النجف والديوانية القاعدتان اللتان تحتلهما كتائب بلاس اولترا ب (قيادة اسبانيا) لهجمات متقطعة بقذائف المورتر لكن لم تقع اي خسائر في الارواح بين الافراد ولم تلحق اي اضرار بالمعدات. بوش: لن يخيفنا اللصوص قال الرئيس الامريكي جورج بوش امس الاثنين: ان الولاياتالمتحدة لن ترضخ امام ما قال: انه (الاعتداءات والعنف) في العراق وسنبقى هناك حتى اقامة نظام ديموقراطي. وقال بوش في كلمة القاها في شارلوت في كارولاينا الشمالية: لن يخيفنا اللصوص والارهابيون على حد قوله. واضاف (هؤلاء القتلة معدومو القيم). وقال بوش: ان العراق الحر سيشكل انتصارا في الحرب على الارهاب مع اقراره بان الولاياتالمتحدة تخوض عملية صعبة. واضاف: لكننا مصممون على المضي قدما معربا عن تفاؤله بان العراق الحر سيغير الشرق الاوسط ويجعل العالم وامريكا اكثر امانا. عراقيون غاضبون يحملون ويعرضون ضد قوات الاحتلال عراقية تبكي قرب سيارة اسعاف خارج مستشفى الكوفة