في صبيحة اليوم التاسع عشر من ربيع الأول 1435ه الموافق 10/1/2014م فوجئت بصحف الصباح (اليوم والشرق) تحملان نعي الأخ العزيز المربي القدير الشيخ عبداللطيف بن سعد عميد أسرة العقيل في قرية الجفر الذي غادر الدنيا الى الدار الآخرة بعد معاناة تكررت نوباتها لدى الأطباء فكانت صدمة لي تجرعتها بغصة. فلم أملك إلا الحمد والثناء على الله العزيز القدير والدعاء للفقيد بالرحمة والمغفرة، سائلاً الله -سبحانه وتعالى- ان يسكنه فسيح جناته، وأن يحشره في زمرة الأتقياء الأبرار. لقد اجتهد -رحمه الله- في ميدان عمله (التدريس) تلك الرسالة التي حملها المربون والمعلمون والإداريون الى جانب كتبه ولقد كان ذلك النبأ صدمة لي لعمق ما أحمله لهذا الفقيد العزيز من مشاعر الود الخالصة، حيث كان يداوم على زيارتي عندما كنت أتعالج في مستشفى الظهران لمدة ستة أشهر رغم ما به من أمراض وما يعانيه من آلام، حيث كان يحضر لزيارتي من الدمام فيجلس بقربي يحدثني ويواسيني، فيزيل بعض ما بي من الكرب. وبعد خروجي من المستشفى استمر في حضور مجلسنا بالمنزل بعد صلاة العشاء يوم الثلاثاء من كل أسبوع وكنت في كل مرة أترجاه ألا يزعج نفسه بالحضور، إلا انه كان يوعدني، ثم أفاجأ به حاضراً، اضافة الى أن هذا الإنسان الفريد ممن وصفهم الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز (الذين يمشون على الأرض هوناً) اضافة الى قلة الكلام وخفض الصوت وكلها صفات قل ان يتحلى بها كثير من الناس. إن هذا الشيخ المربي الذي اندمج مع مهنة التعليم منذ إشراق فجرها بالاحساء، حيث قضى في ذلك المسلك الشريف ما يزيد على أربعين عاماً تدرج خلالها حتى وصل الى وظيفة مفتش إداري. حصل خلالها على عدة دورات في التدريس والإدارة، وعندما طلب التقاعد من العمل لم يقض وقته في الفراغ، بل شغل نفسه بالتدريس والتأليف وحضور مجالس العلم والأدب الى ما يتجلى به من كرم النفس وسماحة الوجه وحسن الحديث. إن الفقيد العزيز الذي غادر الدنيا وهو راض كل الرضا عن نفسه وعمن حوله يذكرني بأولئك الأعلام الذين غادروا دنيانا الى الدار الآخرة، فلم نحس بعدهم بفراغ لان آثارهم المطبوعة والمخطوطة لا تزال تذكرنا بأفضالهم، لان مجرد رؤيتي له تعيد لنفسي الهدوء والراحة العقلية. لقد اجتهد -رحمه الله- في ميدان عمله (التدريس) تلك الرسالة التي حملها المربون والمعلمون والإداريون، الى جانب كتبه ومؤلفاته التي أخذت من وقته ومن صحته الكثير، وكان أول مؤلفاته (مذكرات مفتش إداري) والثاني (من محراب الصائمين) و(الحياة كفاح) وكتاب (الجفر ماضيها وحاضرها) وكتاب (في رحاب الإيمان) وأخر كتاب (الاحساء في عيون الشعراء). أودعك أيها الصديق العزيز، راجياً لك الرحمة والمغفرة، ولمحبيك الصبر والسلوان. [email protected]