استغل الناخبون الفرنسيون فرصة الجولة الأولى من الانتخابات الاقليمية التي أجريت أمس الاول للتعبير عن عدم الرضا عن حكومة رئيس الوزراء جان بيير رافاران بما يحتمل معه أن يفقد منصبه. وأشارت آخر التوقعات المستندة إلى استطلاعات آراء الناخبين بعد التصويت وإلى عمليات الفرز الجزئية إلى حصول حزب الاتحاد من أجل الأغلبية الشعبية الذي ينتمي إليه رافاران على نحو ثلث أصوات الناخبين على مستوى البلاد فيما يعد أسوأ أداء للجناح اليميني الفرنسي في الانتخابات المحلية. أما الاشتراكيون وحلفاؤهم من أحزاب اليسار فحصلوا على 5ر40 في المئة من الاصوات بزيادة نسبتها 4 في المائة على الانتخابات المحلية عام 1998. وتعد هذه الانتخابات التي تأتي بعد عامين من تولي رافاران منصبه أول فرصة للناخبين الفرنسيين لكي يصدروا حكما على أدائه، حيث يعيب كثير من الناخبين على الحكومة فشلها في الحد من تصاعد معدلات البطالة وفي التعامل مع موجة الحر الشديد في الصيف الماضي والتي أسفرت عن مقتل نحو 1500 شخص وفي إجراء متابعة ناجحة للاصلاحات الاقتصادية التي يعتقدون أنها جاءت لمصلحة رجال الاعمال لا العمال. وفي ضربة مؤلمة بصفة خاصة توشك منطقة بواتو شارانت التي ينتمي إليها رافاران نفسه فيما يبدو على الانتقال إلى الاشتراكيين. وبعد الانتهاء من فرز معظم الاصوات تبين حصول الاشتراكيين بزعامة وزيرة شؤون الاسرة السابقة سيجولين رويال على 8ر45 في المئة من أصوات الناخبين مقابل 9ر33 في المئة لقائمة حزب رافاران. وبات مؤكدا أن قائمة رويال ستفوز بالاصوات الضرورية في الدورة الثانية من الانتخابات امس الاول لتفوز بالمنطقة. وفي إيل دو فرانس أغنى مناطق فرنسا وأكثرها سكانا وهي تضم العاصمة باريس من المتوقع حصول الرئيس الاقليمي الاشتراكي الحالي على 5ر33 في المائة من الاصوات مقابل 8ر22 في المائة لقائمة حزب الاتحاد من أجل الاغلبية الشعبية بزعامة المتحدث باسم الحكومة جان فرانسوا كوبي. وفي لطمة أخرى لرئيس الوزراء حصل حزب الجبهة الوطنية المنتمي إلى أقصى اليمين بزعامة جان ماري لوبان على 5ر17 في المئة من الاصوات في أنحاء فرنسا. وتشير التوقعات الاولية للنتائج إلى نجاح حزب الجبهة الوطنية فيما يبدو في الحصول على 10 في المئة من الاصوات في 19 من الاقاليم الفرنسية البالغ عددها 22 إقليما بما يؤهله لخوض الجولة الثانية للانتخابات التي يرجح أن يحصل فيها على أصوات الناخبين الذين كانوا يؤيدون تحالف اليمين الذي ينتمي إليه رافاران. ويسيطر حزب الاتحاد من أجل الاغلبية الشعبية حاليا على 13 إقليما في فرنسا بينما يتولى الاشتراكيون سلطات الحكم المحلي في ثمانية أقاليم ويسيطر حزب الاتحاد الديمقراطي الفرنسي المنتمي إلى الوسط والمتحالف مع حزب رافاران على إقليم واحد. وإذا استمر الاتجاه الحالي في الجولة الثانية للانتخابات الاقليمية فمن شبه المؤكد أن يختلف هذا الوضع وفي هذه الحالة فإن الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي يوجه ناظريه إلى الانتخابات العامة والرئاسية عام 2007 قد يقرر الاستغناء عن رافاران. وقدر وزير الداخلية نيكولاس ساركوزي نسبة الاقبال على التصويت بنحو 61 في المئة فيما يمثل تحسنا عن الانتخابات السابقة عام 1998 التي بلغت نسبة الاقبال فيها 1ر58 في المئة. ويرى بعض المراقبين أن كثيرا من الناخبين ربما قرروا المشاركة بأصواتهم في الانتخابات بعد أن رأوا الناخبين في أسبانيا يقبلون على التصويت بأعداد كبيرة لم تكن متوقعة لازاحة الحكومة اليمينية من السلطة في أعقاب الهجمات التي وقعت في مدريد وأودت بحياة 202 شخص.