عاد الفرنسيون لصناديق الاقتراع أمس بعد شهر من انتخابهم لرئيس الجمهورية، وذلك لاختيار أعضاء البرلمان، وقد فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في أنحاء البلاد الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي واستمرت حتى 12 ساعة وذلك خلال الجولة الأولى من التصويت، ومن المقرر إجراء الجولة الثانية والأخيرة في 17 يونيو الجاري. ويأمل الحزب الاشتراكي الذي ينتمي له الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند في أن يحول انتصاره الذي حققه في الانتخابات الرئاسية الشهر الماضي إلى الفوز بالسيطرة على الجمعية الوطنية لأول مرة منذ عقد من الزمان، وتظهر معظم الاستطلاعات تقدم الحزب الاشتراكي على حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية اليميني الذي ينتمي له الرئيس السابق نيكولا ساركوزى، ولكن لم يتضح بعد ما إذا كان بوسع الحزب الاشتراكي وحليفه حزب الخضر الفوز بأغلبية 289 مقعدًا في الجمعية المؤلفة من 577 مقعدًا، وفي حال عدم تحقق أغلبية مطلقة سوف تحتاج الحكومة إلى دعم من الفصائل اليسارية الأخرى ومن بينها جبهة اليسار الراديكالية برئاسة جان لوك ميلانشون من أجل تمرير أي تشريع. وقد طالب أولاند بتحقيق « أغلبية كبيرة وصلبة ومتماسكة» وقال «لن أتمكن من تحقيق التغيير الذي طلبه مني الفرنسيون ما لم أحظ بأغلبية في الجمعية الوطنية». وقد حث حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية، الناخبين على الحيلولة دون أن يتمتع الاشتراكيون بنفوذ كبير للغاية، ويشار إلى أن الحزب الاشتراكي بجانب الرئاسة يسيطر على مجلس الشيوخ ومعظم المدن والمناطق الفرنسية الكبيرة، ولكن بدأ حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية يسير على غير هدى بعد أن انسحب ساركوزي من السياسة بعد هزيمته في 6 مايو الماضي، وهو موقف يأمل في استغلاله حزب الجبهة الوطنية بزعامة مارين لو بان اليميني المتطرف الذي يتنافس مع حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية على اصوات المحافظين. ويحق لنحو 46 مليون ناخب التصويت للاختيار ما بين 6603 مرشحين، وكان التصويت قد بدأ أمس الأول، ويحتاج المرشح الحصول على 50% + واحد من الأصوات للفوز في الجولة الأولى من الانتخابات، وإذا لم يتمكن مرشح من حصد هذه النسبة فإن المرشح الذي يحصل على أكثر من 5 .12% من الأصوات سوف يخوض جولة الإعادة في غضون أسبوع.