يعمل الانسان ويسعى محاولا اشباع حاجاته الذاتية والاجتماعية بما يتفق مع ظروفه المادية التي هو فيها، ولكن تعترضه عقبات تحول دون تحقيق رغباته أو تؤخر وصوله لما يريد. قد يلجأ لتفسيرات لا معقولة ناجمة عن حالة اللاوعي للتخلص من أزماته النفسية والتي يعتقد انها سبب الفشل كالادعاء ان الدنيا حظوظ (ومن لاحظ له لايتعب ولا يشقى). فمثلا عندما يقوم بمشروع صغير ولم يحقق الطموح الذي توخاه يلقي باللوم على الحظ في هذه النتيجة. ان الكثير منا يصطدم بمعوقات يصعب احيانا تجاوزها نمر خلالها بحالة من الاحباط واليأس تلك الحالة تعيدنا لمرحلة عمرية اقل علنا نجد الامان وان الحياة امامنا والفرص موجودة لتحقيق ما نرجوه. لكن عندما نفشل اكثر من مرة ونبرر فشلنا بأسباب غير منطقية فان العيب لاشك هو فينا أو في تدبيرنا للامور. ليس هناك مستحيل وفي كل تجربة صعبة تمر على امتداد التاريخ يوجد من يقول: ان لا شيء يستحيل بل هناك صعوبة وعلينا تجاوزها.. هؤلاء هم الواقعيون في تفكيرهم. ان الانسان ليتألم على كل فرصة ثمينة ضاعت ولكن أن لا يشعر بأن ما فقد لا يعوض وان ما انكسر لا يجبر. ان الشخص الفاشل ليس هو الشخص الذي يسقط في الحياة مرة واخرى انما ذلك الشخص الذي فقد النظرة المستقبلية ويضخم الخسارة التي تتحول بدورها الى كارثة. يقول الدكتور (جورف كوزاد: لا احد منا ينجح في كل مشاريعه وتنطوي الحياة على بعض السقطات الأمر الجوهري الا نستسلم لحظة المحاولة ونواصل جهد عطائنا للنهاية). @@ فاديا كامل