يعاني الكثير من الأسر في مجتمعنا المشكلات الاجتماعية والتي تتسبب في كوارث لا حصر لها لأنها تحدث فجوة عميقة وشرخا في جدار استقرار تلك الأسر. .. ولذا طرحنا هذا السؤال وغيره من الأسئلة لكي نساهم في وضع حلول جذرية من خلال مساهمة جميع شرائح المجتمع لحل المشكلات الزوجية. الصناعة الناجحة يقول ناصر عبد الرحمن صناعة الأسرة العصرية تتم عبر الدورات الاجتماعية المكثفة التي تنمي حس الأزواج وتساهم في زيادة الوعي والوصول إلى مجتمع أكثر واقعية. والمتابع لنشاطات الأسر السعودية يدرك أن الكثير من الأسر بحاجة إلى تثقيف حقيقي حتى نصل إلى صناعة ناجحة للأسرة التي تحتاج الكثير، وللأسف لدينا الكثير من الأزواج لا يدركون الواقع فيجب على الرجل أن يتشاور مع زوجته ولابد من التناصح لأنه مفتاح سعادة الأسرة. ويستطرد: أن جميع المجتمعات الخليجية تعاني للأسف الأنسياق وراء العواطف وللأسف بعض الأزواج لا يملكون الوعي. لابد من زيادة وعي الزوجة لكي تعرف كيف تربي أبناءها على الطرق السليمة، والكثير من الأزواج لا يملك عاطفة جياشة تجاه زوجته ولا يشعر بآلام الغير، ثم أن تربية الأبناء يجب أن تتم عن طريق تشكيلهم من الصغر بتعليمهم الأصول والمبادئ السامية وغرس محبة الناس في قلوبهم، ولابد من مشاركة الأب والأم في تلك الصناعة لأنها سوف تكون مساهمة قوية في نجاح الأسر هذا النجاح الذي يعود على المجتمع بكامله. وقفة صادقة المعلمة فاتن قالت: ان الأسرة السعودية بحاجة إلى وقفة صادقة من جميع وسائل الإعلام، وجميع فئات المجتمع بشرائحه المتعددة لكي تدعم واقعها، وصناعة الأسرة العصرية وهذا لا يعني تهميش دور الأب والأم، فدور الأم مهم أكثر من دور الأب الذي يعمل ليل نهار لكي يوفر الحياة الكريمة لأسرته، والدور لا يقتصر على الرجل فقط بل ان الجميع يجب اهتمامه بتلك الصناعة التي تبني المجتمع وتدعم ركائزه. وللأسف الكثير من الأمهات يبالغن في تدليل أبنائهن بطريقة تحسب ضد الإنسانية، ويجب على الأب أن يعلم أبناءه الثقافة والتعامل مع الآخرين بكل احترام، وصناعة الأسرة العصرية تعني الاهتمام بثقافة الطفل الذي يجب أن يشارك بكل فاعلية لأنه خلال المراحل القادمة سيكون له تأثير مباشر على المجتمع فهو أحد أركانه المهمة. التفاعل مع الآخر أما نايف محيسن فقال: لا أعتقد أننا وصلنا إلى مرحلة أن تكون لدينا أسرة عصرية والسبب الحقيقي يعود إلى افتقادنا الوعي، ولأن مجتمعنا لم يساهم ولو بجزء بسيط في وضع حلول للمشكلات الاجتماعية لأننا بحاجة للتفاعل مع الآخر بالشكل الصحيح. والكثير من الأزواج ليسوا على قدر بأهمية دور المرأة حتى يتم لنا الوصول إلى معادلة النجاح المفقودة، وتلبية متطلبات الأسرة لا تعني صناعة الأسرة لأن هذا واجب الرجل، والكثير من الأزواج يرى أن الإنفاق على الزوجة والمنزل بسخاء يخل بطبيعة الحياة بل بالعكس هذا البذل يساهم في استقرار الأسرة وصناعة أسرة عصرية والكثير من الأسر بحاجة إلى وجود مكتبة بالمنزل لكي يتم تثقيفها بالشكل الصحيح لأن ثقافة الأسرة مهمة جداً لكي تساهم في مسيرة البناء والتنمية. إعادة ترتيب وتقول أم صالح: يجب أن نزرع حب الانتماء لدى الزوجات وللأسف أغلب النساء لسن على قدر الثقة من خلال أعمالهن المنافية لتواجد الأسرة العصرية. وتستطرد: لا يوجد لدينا في العالم العربي أسرة عصرية لأن أغلب الأسر بحاجة إلى إعادة ترتيب من خلال الدروس العملية والمحاضرات التي نفتقدها، ولابد أن تتفاعل جميع الجهات المسؤولة وتتضافر الجهود لكي نصنع الوعي وحب الانتماء لدى الأزواج، فالكثير للأسف لا يدرك أن الحياة قاسم مشترك لأن الواجب هو الاستقرار الذي لا يوجد لدى الكثير من الأسر ان الزوجة التي تدرك حقوق زوجها يجب أن تسهم بكل فكرها وأعمالها في تلك الصناعة غير الموجودة أصلا. والنماذج الموجودة في الأسر السعودية بحاجة إلى دعم بالشكل الذي يسمح لنا بأن تكون الصناعة ذات مستقبل رائع، ولا يعني أن ما يوجد ضمن البرامج المقدمة على الصعيد الإنساني والعملي قوية بالعكس يجب أن تساهم وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وبقية الجهات المسؤولة من خلال نشاطاتها العملية والمنبرية في دعم الأسر من خلال تكثيف الدورات في المدارس والمساجد وغيرها وزرع الثقة في نفوس الطالبات والاهتمام بالأبناء أن أغلب الطالبات لسن على قدرمسؤولية الارتباط بالرجل لأنهن لسن على وعي بل إن أفكارهن لم تتشكل. محاربة الأخطاء وتقول خلود هاشم: تجب محاربة الأخطاء أولاً قبل الحديث عن الأسرة العصرية، فالكثير من الأزواج لا ينصت إلى زوجته ولا يسأل أسئلة تدل على اهتمامه وحرصه عليها، ولهذا تشعر الزوجة بأن الرجل لا يلاطفها ولا يبدى اهتمامه بها فلابد أولاً من صناعة الرجل قبل تكوين الأسرة العصرية. والكثير من الأسر بحاجة إلى فهم حقيقي لدور المرأة وصناعتها عن طريق زيادة وعي الرجل وتكثيف الدورات لكي تفهم المرأة دورها البناء وتساهم في تلك الصناعة التي نفتقدها. توظيف الإمكانات ويؤكد نبيل فهمي على ضرورة مساندة الأسر بالشكل الذي يسمح لنا بتوظيف الإمكانات لصالح تلك الأسر لكي تكون عصرية وذات صلة بالواقع الحقيقي.