يجد الزواج دعما كبيرا من المؤسسات الخيرية هدفها تسهيل امور الزواج وتقليل تكاليفه على الشباب عن طريق تقديم القروض وتوفير السكن والاثاث بل وحتى اقامة حفلات الزواج الجماعي بل وتعمل بعضها على المساعدة في ايجاد الشريك المناسب ولكن بعد الافراح والليالي الملاح يدب الخلاف وتكشف الضغينة عن انيابها لتنهش جسد العش الهادئ وتبدأ اجراءات الطلاق المريرة او ترسم الخيانة وجهها القبيح على ذلك البيت ليعيش طرفاه في وحل الألم والعار مدى الحياة. فالحياة الزوجية لذة لا يشعر بها الا من يفهمها جيدا بكل ما فيها من احاسيس ومواجهات وسوء اختلافات، حيث يجد الازواج عند الطرف الآخر عواطف متجمدة ومشاعر متبلدة، شخصين جمع بينهم عقد « النصيب» ربط بينهما رابط قوي في ظل سقف بيت واحد اجتمعا لتبدأ القصة .. فالفراغ .. يستنزف تفكير المرأة فإن وجدت المرأة مساحات في حياتها فارغة تجدها تبحث عن عيوب الطرف الآخر وتجد منها أيضا المقارنات بين حياتها وحياة صديقاتها الأخريات الزوجية ففي هذه الحالة يجب ان تنشغل هي ايضا اما داخل منزلها او بدراسة او عمل خارج المنزل بحيث لايؤثر ذلك على حقوقها الزوجية. وقد يكون للرجل دور اساسي في حرمان المرأة من الحس العاطفي التي تحتاجه المرأة من الرجل واشباعها اشباعا كاملا وتفهم نفسيتها والاستماع الى المرأة والجلوس معها والتنوع في خروجها لتغيير الجو من البيت ومناقشة اية مشكلة يا حبذا خارج اسوار البيت يوضع لها آلية مناسبة يتم الاتفاق من الطرفين. وبما ان الزوج يعمل ساعات طويلة .. وهي تعاني من فراغ كبير في اليوم .. تنتظر ذلك الزوج ان يعود لتفرغ مابها من طاقات .. فتجد امامها رجلا متعبا .. باليا، يبحث عن لقمته وفراشه لينام فتتذمر هي بدورها وتردد بأن زوجها مقصر في حياتها وانه لا يجلس معها ولا يتحدث كثيرا اليها .. متناسية بان عمله يستنزف مجهوداته العقلية والنفسية والجسدية .. فيجب على الطرفين المصارحة والمحاورة وايجاد حل مناسب للطرفين بخصوص فراغ الزوجة وانشغال زوجها عنها .. وقد يكون للرجل دور اساسي في حرمان المرأة من الحس العاطفي التي تحتاجه المرأة من الرجل واشباعها اشباعا كاملا وتفهم نفسيتها والاستماع الى المرأة والجلوس معها والتنوع في خروجها لتغيير الجو من البيت ومناقشة اية مشكلة يا حبذا خارج اسوار البيت يوضع لها آلية مناسبة يتم الاتفاق من الطرفين. والمرأة تحتاج من الرجل المدح والدلال وأن يثني عليها في شؤون البيت من الطعام والملبس وترتيب البيت وغيرها من امور البيت الاخرى ولابد من الاهتمام بالخروج سويا للتنزه وتغيير روتين البيت بين فترة واخرى.كما ان المعاشرة بين الزوجين تنمى العاطفة الى حد كبير بالذات من الزوجة. وهناك العديد من العوامل التى تواجهها مراكز اصلاح ذات البين: عند اللجوء لحل الخلاف منها: عدم قناعة الزوجين بالاخر ، أوعدم التنازل من بعض الزوجين للاخر، او العناد الناتج من شحن احد الاطراف على الاخر من خارج البيت او احد الاصدقاء او الصديقات، اوعدم فهم النفسيات لدى الزوجين، الانشغال بالاعمال الخارجية واهمال الزوج او الزوجة، عدم الاهتمام بالزوج من قبل المرأة عند انشغالها بالاولاد، او قد يظهر احد الطرفين انه هو صاحب الرأي السديد او الذي يرى نفسه ان الطرف الاخر لا يستطيع الاستغناء عنه.
صمت وخلاف دائمان بين الزوجين
برمجة الفرد تبدأ من الوالدين يوضح الدكتور خالد المنيف «استشاري» أن للاسرة دورها في زراعة الاخلاق وتنشئة القيم، والمجتمعات تصنع داخل الأسرة فالأفراد لبنات أي مجتمع وأقوى برمجة للفرد تبدأ من عند الوالدين ,وتصرفات الأب أو الأم ليست تصرفات لازمة خيرها وشرها معني بهما بل هو نفع وضرر متعدد فالأولاد إنما يتصرفون في مستقبلهم بحسب ما كان الوالد أو الوالدة تفعل إن خيرا فخير وإن شرا فشر ,وما أروع أن نتخذ من حبيبنا وقدوتنا محمد اللهم صل وسلم عليه أسوة لنا في رقة تعامله للأنثى واحترامه لها وحدبه عليها واعتبار رأيها سندا له. وتأسف الدكتور خالد المنيف على حال المدارس والبيئة التربوية وأكد قائلا: عموما البيئة التربوية غير مهتمة بصناعة الإنسان فلا نراه يقدم فيها الشيء الأهم وهو المهارات الحياتية فلا يعلم فن الحوار ولا يقدم للطلاب أي مهارة في فن التعامل وكل ما في الأمر هو حشو معلومات يستطيع استجلابها من بطون الكتب أو النت! وما فائدة المدارس إذا لم تهيئ الجيل للفوز في لعبة الحياة؟ وأقول ربما دورة واحدة لمدة أربع ساعات من مدرب متمكن تقدم للشاب أو الشابة ما ينفعهما في حياتهما ما لم يتمكن التعليم من تقديمه في ست عشرة سنة! لذا أرى أن تخصص محاضرات أو دورات معنية بفنون التعامل بين الزوجين ومهارات تطوير الذات بشكل احترافي ومنظم .
10 اتصالات «بالإصلاح» في اليوم الواحد وأكد نبيل سلامة من مراكز إصلاح ذات البين ان اتصالات الصوت الذكوري أكثر عند التداخل الخارجي من قبل أهل الزوجة. أما المرأة فتبحث عن حل للمشكلة عن طريق المشايخ أو بمن له علاقة بحل القضايا الأسرية، وأن عدد الاتصالات لمركز إصلاح ذات البين كثيرة حسب قد تكون في اليوم من 10 15 حسب الاحتياج، وقد يكون هناك استفسار من بعض الأزواج ونجد ان مراكز الإصلاح لها دور يتمثل في الدورات التثقيفية التى يقوم المركز بالإعلان عنها للزوجين، لكن لا يحبذ الطرفان حضور هذه الدورات ويكون أكثر عن طريق التواصل مع المصلحين، إما بالجوال أو حضوره في البيوت بصفة خاصة مع وجود الطرفين أو أهل الزوج أو الزوجة.
خلافات حادة بين الزوجين بسبب المصروفات
نحتاج إلى التثقيف وزيادة الوعي تقول «المشرفة التربوية» ابتهاج يأتي : إن الخلافات الزوجية قضية أصبحت للأسف الشديد منتشرة وانه لا يسود مجتمع سعيد إلا بالحب الذي يأتي بالحوار والمجتمع دون أي حوار يصبح مجتمعا أجوف فكيف بالاسرة ؟ فالأسرة بدون الحوار والمودة أسرة مفككة ليست بها روح ولا قوة ! فنحن نحتاج الى التثقيف وزيادة الوعي أكثر حول هذه القضايا، لان معاناتنا تستمر يوما بعد يوم الى ان تصبح مرضا خطيرا. فالمرأة تربت في مجتمع «أبوي» لا تريد مراهقا ولا شابا بل تريد رجلا صورة من أبيها .. رجلا مشرفا خرج من كتب التاريخ فهو الأب والأخ والزوج، وأضافت أننا بحاجة الى مناهج أقوى تغرس في ابنائنا احترام الأخت والأم والزوجة أكثر . كما ان مناهج الذكور تحتاج الى ذلك ايضا.
المؤسسات التعليمية .. مكمل لبناء الأسرة ويشير الدكتور عبدالله الناهسي « مستشار أكاديمي وإعلامي بجامعة الملك سعود « إلى ان مفهوم « احترام الحقوق وعدم التميز « مفهوم يستحق الاهتمام بحيث يجب على كل أسرة ان تأخذ على عاتقها نشر ثقافة واجبات المرأة والرجل ثقافة تتناقلها الاجيال فيما بينها وهذا لايمكن الا من خلال ركيزتي الاسرة « الاب والام « ابتداء بانفسهم انتهاء بتشرب الاطفال لهذه الثقافة . كما اشار الناهسي بان للمؤسسات التعليمية تعويلا كبيرا في تجسير ما تبنيه الاسرة فلذا مهم ان تكون المؤسسات التعليمية هي المكمل لبناء الاسرة وزرع المفاهيم الاسلامية والاجتماعية الحقيقية ذات الاهمية في الحفاظ على كيان الاسر من خلال معرفة الحقوق والواجبات الاسرية والتي لها دورها الكبير في استمرار الحياة الزوجية . وفي السياق ذاته تأسف الدكتور عبدالله الناهسي قائلا : ( لاتزال مناهجنا قاصرة عن تناول مثل هذه الموضوعات لما فيها أحيانا من حساسية نحو ثقافة المجتمع من عادات وتقاليد بالإضافة إلى الحرج الكبير عند تناول الثقافة الجديدة والتي هي بالأصل ثقافة شرعية لكن لم تترجم بالطريقة الصحيحة لا من خلال التعليم ولا التطبيق ) وإن طبقت ودرست في مناهجنا فمن أهم الصعوبات التي ستواجهها هو المقاومة الشديدة لنشر مثل تلك الثقافة والتي يخشى من نشرها وتعليمها الإنحراف نحو سلوك غير مرغوب فيه أو تعليم الصغار مالايجوز تعليمه إلا للكبار.