هل يمكن ان تكون المرأة ربة بيت وأم مميزة وفي نفس الوقت تكون امرأة عاملة ناجحة في وظيفتها وهل يمكن ان تحقق طموحها؟ وهل سيدعمها الرجل ويدفعها لتحقيق هذا النجاح؟ وما دور وأثر هذا النجاح على الزوج؟ حول هذا الموضوع التقت «الرياض» ببعض سيدات عاملات وربات بيوت لأخذ رأيهم حول هذا الموضوع. في البداية التقينا بالدكتورة سعاد معيدة في كلية التربية تقول ليس هناك تبادل بين نجاح المرأة مع الرجل فعندما نزلت المرأة للعمل وأرادت ان تثبت وجودها وجدارتها بدأ الرجل يعرف نقاط القوة عندها فبدأت المنافسة معها فأخذت المرأة تبذل مجهوداً مضاعفاً لتثبت كفاءتها وجدراتها رغم مشاغلها الأسرية فأثبتت قدرتها على أنها تعطي في العمل بالمقدار نفسه الذي تعطيه للبيت ودوماً تنتظر من الرجل الثناء وكلمة الاعتزاز، رغم ذلك وأثناء نجاحها تحاول ان ترضي الرجل أما المرأة التي تحاول بسبب نجاحها المهني ان تفرض سيطرتها على الرجل في البيت فهذه حالة فردية وليست ظاهرة في المجتمع السعودي. طبيعة الحياة أما خوله مترجمة لغة إنجليزية تقول لقد لعبت المرأة دوراً رغماً عنها فهي تعمل وتدير شؤون المنزل وفي يدها الميزانية وتعلم الأولاد وتقوم بواجباتها الأسرية وتقوم بعملها الخارجي بكل نجاح وتفاني على حساب صحتها وراحتها. ففسر الرجل كثرة هذه الأدوار على أنها سيطرة منها ولكنه لم يفكر بأنه نتيجة لطبيعة تطور المرأة وخاصة أنها تسهم في جزء كبير من ميزانية البيت أيضاً إذاً ليست المتحكمة بل طبيعة الحياة التي فرضت عليها هذا الدور وفسره المجتمع أو الزوج هكذا، الا تستحق منه الدعم والدفع للأمام ولو بكلمة طيبة. دعم المرأة دافع للأمام أما أسمهان موجهة تربوية تقول: إذا كان الزوج غير أناني وواع ويهمه بأن تصبح زوجته في الأوساط الاجتماعية لها شأن كبير فيدعمها بالأفكار ويساعدها ويدفعها للأمام دوماً فالعلاقة الزوجية بنيت على المودة والمحبة والتراحم وتحمل المشقة فأنا شخصياً يدعمني دوماً زوجي للوصول إلى النجاح ولكن هناك نوع من الرجال إذا شعر بنجاح زوجته تبدأ الغيرة والمشاكل ويدعي بأنها قصرت في واجبات المنزل والأولاد وعكس الآخر الذي يتقبل نجاحها ويساعدها في كل شيء لأنه يعرف ان نجاحها هو نجاح للأسرة كلها فينظر إلى ذلك النجاح بفرح وفخر. المشاكل لأتفه الأسباب أما مريم مكي معلمة في الثانوية تقول يجدر على الرجل ان ينظر لنجاح المرأة بكل اعتزاز وفخر فالعلاقة الزوجية بنيت على المودة والتراحم وتحمل المشقة فهناك زميلة لي كانت تدرس الطب ظل زوجها يدعمها حتى تخرجت وعملت في الطب وكان هو أيضاً يعمل طبيباً لكنها فكرت بأن تتخصص وتدرس حتى تصبح استشارية فبعد ان ارتفع مستواها العلمي بدأت المشاكل الزوجية بسبب الغيرة حيث طلبت منه ان يكمل ولكنه رفض وبدأ يخلق لها المشاكل على أتفه الأسباب. أماني ملا باحثة اجتماعية تقول: إن بعد مهنة المرأة عن زوجها يساعد في دعمها ودفعها للأمام فكلما تطورت وارتقت شعر براحة كبيرة، أعتقد بأن الغيرة تنشأ عندما يعمل الزوجان في مجال واحد. فهو يتأثر إذا تفوقت المرأة في عملها وأخذت فرصتها أكثر منه فالرجل تعز عليه كرامته ورجولته ويفتخر دوماً بالقوامة التي أعطاها إياه الدين، فعندما يحبط أو يحدث له نوع من التأثير النفسي تقل رغبته في العمل ويقل نشاطه ويصبح مكسوراً وشخصاً سلبياً عصبي المزاج ومتوتراً فيؤثر ذلك على حياته ومن أمامه، وطبعاً أول المتضرين هي زوجته. التواضع والنجاح مي عادل مترجمة تقول أعرف زوجات يقفن وراء أزواجهن من أجل الحصول على منصب إداري أو درجة علمية عالية فهذا بحد ذاته نجاح لها وأحياناً تصل المرأة إلى درجة عالية من العلم فيصيبها الغرور وتنظر إلى زوجها بدونية وهذا خطأ فالمرأة الناجحة هي التي تفصل بين نجاحها في الحياة العملية وبيتها وتجمع بين التواضع والنجاح مما يؤدي إلى الاستقرار الأسري. ومثلما يكون الزوج سبباً في نجاح المرأة يمكن ان يكون سبباً في فشلها فالرجل يلعب دوراً كبيراً في حياة كل امرأة والدعم يأتي منه بأشكال مختلفة فكلما تصل الزوجة إلى مرحلة فإنه يحاول ان يدفعها ويقف بجانبها مثلما تقف بجانبه فما أكثر العقبات التي تواجه المرأة في الحياة كما أنه يمكن ان يساعدها في مسؤوليات المنزل فالحياة تعاون. أهم نجاح في الحياة الاستقرار خيرية صابر موجهة تقول: يجدر على الرجل ان ينظر إلى نجاح زوجته بفرح وفخر لكن إذا كانت نفسيته غير سوية فإن نجاح زوجته يشعره بالغيرة نوعاً ما وهذا يمكن ان يولد عدم التفاهم والتوتر العائلي واصلاح الأمر بيد المرأة نفسها بحيث تكون دبلوماسية في التعامل مع زوجها حتى تتجاوز هذه العقبة لأنه هناك يوجد توازن بين العمل والأسرة ولابد على المرأة ان تقسم الوقت وتحسن استغلاله ولا تجعل النجاح في العمل على حساب الأسرة فالزوج هو السند في النجاح والعون عند الفشل والمرأة دوماً تحتاج إلى من يقف بجانبها ويشجعها وفي النهاية فإن الاستقرار العائلي هو أهم نجاح في الحياة فلو لم يكن فلا قيمة للنجاح. رأي الرجل بنجاح المرأة هذا رأي السيدات، ولكن ما هو رأي الرجال بنجاح المرأة وكيف يتقبله منها.. محمد عايد موظف ببنك يقول عندما تكون المرأة ناجحة فهذا دليل بأن اختيار الرجل لها صائب لأن ذلك يشكل دعماً كبيراً للرجل، فالمرأة المتفوقة التي تحصل على مناصب سواء في عملها أو دراستها لابد ان يفتخر بها زوجها وأبناؤها فزوجتي لها أعمالها الخاصة وهي ناجحة في عملها ومنزلها فماذا أريد منها أكثر من هذا فمتابعتها لنا تخلق علاقة أسرية صحيحة وبشكل عام عندما يكون التفاهم قائماً تتذلل الصعاب وكل زوجين يسهم في نجاح بعضهم البعض. للزوج نصيب في النجاح ويؤكد أحمد الملا موظف في مؤسسة خاصة: للزوج نصيب في نجاح زوجته فهو الذي يدعمها، فيجب عليه ان يعتبره نجاحاً شخصياً له فهما يعيشان تحت سقف واحد أما إذا وجدت هناك بعض المشاكل إما بسبب سوء تصرف الزوجة أو باحساسها في وقت من الأوقات بأنها ليست بحاجة إلى الزوج هنا يبدأ الخلل ويبدأ، الخطأ ولكن إذا أيقنت الزوجة بأن نجاحها في حياتها العملية أو العلمية كان الفضل فيه لله أولاً ثم بدعم من زوجها فهذا يؤدي إلى التوافق التام فالمرأة الناجحة بلا شك هي التي تستطيع ترتيب وقتها وجهدها لكي تفي بجميع الالتزامات التي عليها. فراس البارعي موظف في الخطوط يقول إذا كان الزوج ذا مستوى متدن في التعليم وليس اجتماعياً فهذا سيؤدي إلى احساسه بالنقص أما الشخص المتعلم الواعي سيعتبر نجاح المرأة نجاحاً له فهي جزء منه فزوجته وأم عياله ورفيقة دربه فيفتخر بها أمام الجميع دون مبالغة ولا يؤثر ذلك على حياتهم. استخدام الدبلوماسية عبدالله موظف حكومي يقول إذا كانت نفسية الرجل غير سوية يجد نجاح المرأة يشعره بالغيرة نوعاً ما وهذا يمكن ان يولد عدم التفاهم بين الزوجين، وفي هذه الحالة يجب على الزوجة استخدام الدبلوماسية مع زوجها بشتى الطرق، ولكن للأسف يوجد بعض من الزوجات عندما تنجح فإنها تتعالى على زوجها أيضاً فتبدأ بالتذمر وعدم الرضا بحياة زوجها وتطلب التغيير في كل شيء حتى لو كان على حساب حياته مع زوجه وأولادها فهذا خطأ جسيم يؤثر على حياتهم وعلى الأطفال الذين معهم ويجب التعقل والتفكير بجدية فالنجاح ليس لشخص واحد طالما هو يعيش بين أسرة كاملة بل للجميع يجب ان يتمتعوا به لا يدفعوا ثمنه بخسران حياتهم واستقرارهم. رأي محايد الأستاذة عادلة استشارية الأسرية فتقول كيف تفهم المرأة هذا النجاح وتحافظ على القيم داخل البيت خاصة ما يتعلق بالزوج؟ فبعض النساء عندما يصبن نجاحاً يخرجن من جلباب البيت فلابد ان تتمتع المرأة بوعي كاف للتعامل مع الحالة والتعايش مع هذا النجاح وان يكون الرجل على وعي كاف بنجاح المرأة لأن ذلك يصب داخل الأسرة فإن الاستقرار الأسري لا يهدد إلاّ في حالة غياب الوعي عند الطرفين أما إذا كانا متماسكين فإنهما يعملان معاً ويتقبلان النجاح ويتمتعان به معاً. ويقول الدكتور عزت هاشم ان المسألة تبدأ بالتفاوت بين الزوجين إذا كان ذلك في المستوى العلمي والثقافي أيضاً التفاوت في مستوى العمل بدرجة الوظيفة ففي أغلب الزيجات يكون الزوج هو الأعلى في الوظيفة وتدرج في مناصب عليا أكثر من الزوجة ولكن تبدأ المشكلة عندما تحصل المرأة على مؤهلات علمية أكثر من الزوج هنا يبدأ الشعور بالدونية والمشكلة لا تكون بارزة بشكل كبير لكنها تبرز إذا كانت شخصية المرأة أقوى من شخصية الزوج ومتى ما وجدت المرأة في منصب أعلى وشخصية أقوى تعيشها وتتقمصها بشكل أكبر من اللازم بحيث تكون هي الآمرة والناهية والمسيرة لشؤون البيت لدرجة ان هذا الموضوع ينعكس على الأبناء وتبدأ المشكلة .والسيطرة على الأبناء تصبح مختلفة بين الزوج والزوجة. فالأم دوماً مصدر الحنان والعطف للأسرة فالابن أو البنت في الأسرة يتقبلان الأوامر الأكثر صرامة من الأب فإذا كانت السيطرة من الأم فهناك يحدث التشتت بين قبولها كقائد مسيطر وأم تعطيهما الحنان والعطف فيحدث الخلل بشخصيتهما.