أدركني يا د/ ناصح الرشيد.. وأرشدني إلى الرأي السديد.. تزوجته منذ سنين طويلة.. ولم تكن يومها لدي حيلة.. فقد كنت حينها طفلة صغيرة.. ترتمي على ظهري تلك الظفيرة.. ألهو وألعب مع صويحباتي.. ولم يكن الزواج ضمن مخططاتي.. مرت الأيام وأنجبت منه تسعة أولاد.. وكان راتبه ضعيفاً وكنا نجد قوت يومنا بالكاد.. فهو ينفق جل راتبه على الشراب.. ولا يميز بين الخطأ والصواب.. ويمضي معظم سهراته في البحرين.. وقد ينام هناك قرير العين.. واستمر بنا الحال سنوات على هذا المنوال.. وبعد أن خرج على التقاعد من شركته.. سافر والريالات بصحبته.. حتى فاجأني منذ أيام بضرة صبية من بلاد الشام.. صرخت بوجهه وبدأت بعتابه.. فبرر فعلته بأن من حقه أن يجدد شبابه.. سألت نفسي عندها سؤالا.. وكان قد أصاب عقلي الخبل.. أهذا ثمن الوفاء والصبر.. أم أن زوجي يريد أن يميتني من القهر..وفي لحظة إحساس فظيع بالمرارة.. حزمت حقائبي وغادرت الدار.. تركت الأولاد والبنات.. وخرجت وسط بكائهم والصيحات.. وهو الآن يحاول إعادتي. لكني أرفض حفاظاً على كرامتي.. أما أهلي فهم يحاولون إجباري.. وأنا مصرة على موقفي رغم حزني وانكساري.. أتظاهر أمامهم بالثبات والتماسك.. بينما قلبي قد أضحى متهالكا.. فشوقي للأولاد والحنين قد ذوب قلبي الحزين.. لا أدري هل أعود إليه وأكفكف الدموع.. أم أبقى عند أهلي أذوب كما الشموع.. ساعدني يا صاحب الرأي والمهابة.. وبنفس أسلوبي أريد منك الإجابة. أم عمر- الخبر الرد السديد على الظلم العتيد الأخت- أم عمر هل هذه مشكلة تحتاج إلى إجابة أم اختبار في مسألة الكتابة، نثني على مهارتك ونؤكد على قدرتك، فالضرة الشامية لم تشغلك عن ظرفك رغم المأساوية ونقول لك بروية خذى الأمور بأريحية فالأولاد التسعة يحتاجون إلى القرب منك لا البعاد فهم الآن بعد ما سميته القهر والكرامة في حاجة إلى الأمن والسلامة. ونرى بعد شرحك القصير عن الزوج النحرير أنه كان ينفق راتبه على الشراب ولا يميز بين الخطأ والصواب وأنت راضية رغم هذا العذاب فأين كانت الكرامة في الحرام الذي كان يقوم به الهمام لتستدعيها في الحلال.. نقصد الزواج بعد الترحال. فاتركي مسألة الكرامة وشدى العزم والهامة وارجعي إلى بيتك راضية مرضية، فعسى الأمور لا تبقى كما هي، ويعود الهمام إلى صوابه ويدرك أنه لا شيء يجدد شبابه سوى الحق والاستقامة دون عتاب أو ملامة من الأهل أو الصحاب فالشباب لا يتجدد بالظلم والعذاب ظلم أم الأولاد والصبية الشامية. التي ربما دفعتها الظروف إلى هذا الزواج البلية، أولاً من شخص غريب ليس بقريب وثانياً فارق العمر العجيب ونسأل هنا يا إخوان: أين التكافؤ الذي أوصانا به الدين، وأين العقل الرزين؟ أختنا أم عمر اتركي الكدر وأصغى لنداء الأهل واختاري الطريق السهل وعودي دون إصرار إلى الأولاد في الدار وأتركي الكرامة وآثري السلامة حتى لا تحل بعد ذلك الندامة. وفقك الله وسدد خطاك. ووهبك السعادة وحماك. ناصح