رعى صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني افتتاح مشروع تطوير الغاز الطبيعي والزيت في حرض التابع لارامكو السعودية والذي يعد نموذجا للجيل المستقبلي من معامل الزيت والغاز في العالم وذلك في يوم الاحد 26 من ذي القعدة 1424ه الموافق 18 يناير 2004م حيث تفضل سموه بادارة مقبض تشغيل المعامل ايذانا ببدء تشغيل المشروع وسط حشد كبير من المدعوين الذين شاركوا في الحفل الذي اقيم في منطقة معمل الغاز الطبيعي بحرض والتي تقع في الجزء الجنوبي من حقل الغوار العملاق وتعتبر البوابة الشمالية لصحراء الربع الخالي. وقد اشار معالي المهندس علي بن ابراهيم النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية رئيس مجلس ادارة ارامكو السعودية في كلمة القاها في حفل الافتتاح الى غبطة العاملين في صناعة البترول السعودية بتشريف ورعاية ولي العهد افتتاح هذا المشروع الوطني الحيوي الذي يعد من اكبر المشروعات الانتاجية من نوعه في العالم وقد تطرق معاليه في كلمته الى عدد من ملامح استراتيجية المملكة في مجال الصناعة النفطية مؤكدا ان المملكة تمتلك كميات كبيرة من الزيت والغاز الطبيعي وتنتجهما بتكلفة تعد من بين الاقل في العالم وان التصرف الاقتصادي السليم هو استغلال هذه الميزة النسبية عن طريق جذب وتشجيع استثمارات لصناعات مرتبطة بالزيت والغاز والصناعات التي تستخدم الطاقة البترولية بكثافة عالية وان هذين الامرين هما بالفعل جزء من استراتيجية المملكة للزيت والغاز التي نسعى لتطبيقها بكل جهد في اطار المناخ الاستثماري الجديد في المملكة مشيرا الى انه سيتم التركيز والتوسع في هذا النوع من المشروعات في السنوات القادمة باذن الله. من جانبه اكد عبدالله بن صالح بن جمعة رئيس ارامكو السعودية وكبير ادارييها التنفيذيين في كلمة بهذه المناسبة ان مشروع تطوير الغاز الطبيعي والزيت في حرض هو منظومة تنموية متكاملة ويتكون بشكل رئيسي من معمل غاز عملاق يمكنه يوميا معالجة بليون وستمائة الف قدم مكعبة قياسية يوميا من الغاز الطبيعي غير المصاحب ومائة وسبعين الف برميل من المكثفات يوميا وانتاج تسعين طنا متريا من الكبريت الخام ويضم المشروع كذلك معملا متطورا لفرز الغاز من الزيت هو معمل حرض رقم (2) ويمكن لهذا المعمل ان يعالج ثلاثمائة الف برميل من الزيت الخام العربي الخفيف وحوالي مائة وثلاثين مليون قدم مكعبة من الغاز المصاحب لانتاج الزيت الخام كما اشار جمعة في كلمته الى اعتزاز السواعد الوطنية التي كان لها دور رائد في انجاز هذا المشروع الحيوي بمستويات قياسية من حيث الجودة والتميز وقد ادى المشروع الى زيادة طاقة معالجة الغاز في المملكة الى تسعة بلايين قدم مكعبة قياسية من الغاز يوميا والى رفع طاقة انتاج غاز البيع الى 7 بلايين قدم مكعبة في اليوم مؤكدا ان هذه الطاقة الانتاجية تمكن من الوفاء باحتياجات بلادنا الحالية والمتوقعة لعدة سنوات قادمة من هذا المصدر الحيوي. كما اضاف ان هذا المشروع مكن من الاستمرار في استغلال واحدة من اثمن الثروات البترولية الا وهي المكثفات ذات القيمة الاقتصادية المرتفعة حيث ينقل انتاج مشروع حرض من المكثفات عبر بقيق الى مصفاة رأس تنورة لتكريره وتجزئته الى منتجات بترولية عالية الجودة تسهم في تغطية الاحتياجات المتنامية للسوق المحلية من انواع الوقود المختلفة كالديزل والبنزين واوضح الاستاذ عبدالله جمعة ان مزايا هذا المشروع اثمرت زيادة طاقة التكرير في مصفاة رأس تنورة من حوالي ثلاثمائة واربعين الف برميل في اليوم الى ما يزيد على نصف مليون برميل يوميا كما نوه رئيس ارامكو السعودية بالجهود المتواصلة التي تبذلها الشركة في سبيل توفير احتياجات القطاع الصناعي من الغاز واشار الى انه بعد اكمال مشروع حرض ومن قبله مشروع الحوية والتوسعات التي اجريت لشبكة الغاز الرئيسية امكن ايصال امدادات غاز البيع الى المنشآت الصناعية في مناطق الاستهلاك الرئيسية كالرياض وينبع وذلك في اطار تلبية الطلب الوطني المتزايد على الغاز وقودا او مادة خام كما عبر عبدالله جمعة عن اعتزازه بالدور المتميز للقطاع الخاص السعودي في انجاز هذا المشروع حيث انجز اعمالا تزيد قيمتها الاجمالية على 2.5 بليون ريال شملت اعمالا هندسية وانشائية وتصنيع وتوريد مواد للمشروع. وقد كشف عبدالله جمعة عن المستقبل المتعلق بتطوير اعمال الزيت والغاز في حرض مشيرا الى ان حرض ستصبح بحلول عام 2006 ان شاء الله مصدرا يمد العالم بنحو مليون برميل من الزيت الخام يوميا وهو رقم يفوق انتاج العديد من الدول البترولية بالاضافة الى كونها مصدرا حيويا للغاز الطبيعي والمكثفات الضرورية لامداد الوطن بالطاقة. وقد اهدى موظف الشركة الشاعر جاسم الصحيح قصيدة بهذه المناسبة رحبت بسمو ولي العهد وعبرت عن كفاح العاملين في المشروع لانجاز هذا المشروع الجبار بمستويات قياسية تحقق الريادة والتفوق للمملكة. ثم اعطى سمو الامير عبدالله اشارة بدء التشغيل للمشغلين الفنيين السعوديين في غرف التحكم في معمل الغاز ومعمل فرز الغاز عن الزيت في حرض وفي مركز تنسيق العمليات بالظهران حيث تم الربط الكترونيا وبعد ذلك تفضل سموه بازاحة الستار عن اللوحة التذكارية للمشروع التي كانت على شكل خزان غاز صمم بطريقة مبتكرة تعبيرا عن روح الطاقة التي يجسدها المشروع وبعدها تجول سموه يرافقه عدد من سمو الامراء والمعالي الوزراء ومسئولي الشركة في معمل الغاز الطبيعي ومرافق المشروع حيث التقى بالعاملين في غرفة التحكم في معمل الغاز ثم غادر مقر الحفل بمثل ما استقبل به من حفاوة وترحيب. سمو ولي العهد اثناء الحفل الخطابي المشروع يبدأ العمل