واصل منتدى الحوار بين العالم الإسلامي والولاياتالمتحدة أمس جلساته التي تبحث سبل تضييق الهوة بين واشنطن والعالم الإسلامي التي أفرزتها مضاعفات هجمات 11 سبتمبر/ أيلول عام 2001. ومن أهم المحاضرات التي تمت مناقشتها خلال الملتقى "الإمبريالية الجديدة.. مستقبل الدور الأمريكي في الخليج" و"تجاوز الانقسام.. دور الجالية المسلمة في الولاياتالمتحدة". وكان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني من أبرز المتحدثين بالجلسة الافتتاحية التي عقدت أمس الأول ليستهل أعمال المنتدى بكلمة دعا فيها إلى تسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني, قائلا إن تردي الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة بلغ حدا غير مقبول بسبب ممارسات الاحتلال الإسرائيلي.. ودعا واشنطن وعواصم المجتمع الدولي إلى "ضرورة تعزيز الجهود الرامية لإنهاء العنف المستمر حتى يمكن العودة إلى المفاوضات وتطبيق خارطة الطريق". وأضاف أن العالم الإسلامي يتساءل عن سبب إحجام المجتمع الدولي عن ممارسة الضغط على إسرائيل في وقت تقع الضغوط كلها على الجانب العربي وحده. كما دعا الشيخ حمد العرب والمسلمين إلى العمل على معالجة المشاكل والأزمات "التي يعود الكثير منها إلى عوامل ذاتية" وإلى القيام بإصلاحات سياسية واقتصادية وثقافية لصنع مستقبل أفضل للأجيال القادمة. وأعلن الشيخ حمد في كلمته أن الدوحة ستكون مقرا دائما لمنتدى الحوار بين العالم الإسلامي والولاياتالمتحدة, مؤكدا أمام 150 مشاركا أتوا من 38 بلدا "أنشأنا مشروع قطر بروكينغز الذي سيتولى مسؤولية الإشراف الدائم على أعمال هذا المؤتمر ودوراته المتعاقبة.. وسيتضمن افتتاح مقر دائم للمنتدى بالدوحة يكون له مجلس استشاري دولي من شخصيات عالمية". من جهته دعا المندوب الأميركي السابق بالأمم المتحدة ريتشارد هولبروك إلى عدم تركيز المنتدى على القضيتين الفلسطينية والعراقية رغم أهميتهما.. مؤكدا أن واشنطن "لن تدير ظهرها لإسرائيل" مضيفا أن الأخيرة "دولة ذات سيادة وعضو بالأمم المتحدة ولا نستطيع أن نملي على الدول الأجنبية رأينا.. لكن إذا كانت لدينا آراء فإنا نعرب عنها" . ورغم أن هولبروك دعا الأميركيين إلى الاستماع للرأي الآخر, فإنه دعا العرب والمسلمين إلى أن يتعلموا من التجربة الأمريكية في محاربة المرض والفقر والأمية. غير أن الداعية الإسلامي الشيخ يوسف القرضاوي قال في مداخلته إن العلاقة بين الطرفين "تغيرت قبل أحداث 11 سبتمبر بعد أن كانت جيدة, وذلك بسبب الانحياز الأميركي المطلق لإسرائيل وبسبب المنظرين للسياسة الأميركية الذين رشحوا الإسلام ليكون البديل للاتحاد السوفياتي". وتساءل عن سبب اتهام الإسلام وحده بالإرهاب "في حين أن الإرهاب ظاهرة عالمية وأن المسلمين أدانوا أحداث 11 سبتمبر". وقال "إن المتطرفين في العالم الإسلامي أقلية وإن التيار الأوسع هو تيار الوسطية". أما حسام بدراوي عضو مجلس الشعب المصري المشارك في المنتدى فرأى أن المؤتمر مجال جيد لتقريب وجهات النظر والمعرفة بما يراه الآخر بالنسبة للآخرين, وأنه فرصة جيدة للطرف الأميركي للتعرف على ما يدور في ذهن الجانب الإسلامي. ومن أهم الحاضرين بالملتقى الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون الذي سيحضر اختتام الملتقى، ووزراء خارجية كل من العراق والمغرب والأردن ووزير الإعلام الفلسطيني السابق ياسر عبد ربه ووزيرة شؤون المغتربين السورية بثينة شعبان. ويحضر من الجانب الأمريكي مارتن إنديك وعدد من الأكاديميين ومسؤولي معهد بروكينغز الذي ينظم الملتقي بالتعاون مع الخارجية القطرية.