كان قرار عزل الاخت الفاضلة هدى المنصور مفجعا لمن يعرف الدور التاريخي في سجل الاغاثة والوقاية الصحية للاحساء الذي قامت به مناضلة الكفاح المدني الاخت هدى , لقد صيرت هذه الانسانة الاحساء همها الأول وتطوعت في كثير من جهودها للعمل على وقاية المجتمع الاحسائي من اخطار أمراض الدم الوراثية , خاصة أن الاحساء مسجلة عالميا كأكبر منطقة اصابة بهذا المرض الخطير والمضعف للبنية الجسدية للانسان , وكلنا يعلم أن مجتمعنا فيه مثل الحالات. والامر الهام الخطير الذي استنفرت الاخت هدى المجتمع لأجله هو العمل على تلافي تكرار حالات الاصابة بهذه الامراض لاعضاء الاسرة الاحسائية بأخذ الاسباب المشروعة لهذا الامر التي بعد توفيق الله عز وجل أولا وأخيرا تساهم مساهمة كبيرة في تقليل حالات الاصابة، بدأ بلجوئها لعلماء الشرع الحنيف لتبيين مشروعية وجوب العمل على وقاية المجتمع. لقد شعر المجتمع الاحسائي بتوفيق الله ثم بفضل جهود هذه الانسانة العظيمة المخلصة بفداحة هذا الامر , ولأول مرة في تاريخنا الاجتماعي والصحي ادرك أهالي الواحة كليا أو جزئيا عبر النشاط المكثف والمركزي لأختنا بأن هذه الامراض هي حقيقة ماثلة في المجتمع وخطر يجب العمل على درئه في صور عديدة من جهود التوعية من المحاضرات والنشرات وغيرها لتنبيه المجتمع وقد أفلحت بفضل الله. لقد كان كفاحها المدني لتأمين السلامة للمجتمع يقوم على كلا الصعيدين العلاج والوقاية بأنموذج رائع من انكار الذات وتطوير القدرات والامكانيات خدمة لهدفها النبيل عبر هذه الروح الرائعة التي تحملها. كثيرون هم من يتحملون المسؤولية وربما قصروا فيها أو أدوا ما يستطيعون حسب الاجراءات الرسمية المعتادة لكنهم قليلون قطعا من ينذرون أنفسهم ويسخرون كل طاقاتهم وقودا في معركة الكفاح المدني لاحتياجات مجتمعاتهم ورعايتها فكيف اذا كان ذلك في صحة المجتمع. لا أدري ما الاسباب التي دعت الشؤون الصحية في الاحساء الى هذا القرار وليس من المفترض ان يتفق العاملون في أي قطاع على وتيرة واحدة من العمل او تصوره الشخصي لأسلوب العمل ولكن من أدنى درجات التقييم لكل جهد ان ينظر الى العطاء بعمومه وانجازاته , وهو ما بلغت به الاخت هدى الامتياز مع مرتبة الشرف , ولكنها شهادة تكتب على قلوب المصابين وأهليهم والمجتمع الذي وقاه الله بفضله ثم بتضحيات المخلصين من ابنائه. ولكن وبكل تأكيد أننا فقدنا جندية محتسبة يعز على المجتمع أن يوجد مثلها. وأني لأرجو من مؤسساتنا الاجتماعية والخيرية أن يبادروا الى تكريم هذه الاخت العظيمة واخص بالذكر الاخوات في جمعية فتاة الاحساء واللجنة النسائية للندوة العالمية للشباب الاسلامي بالاحساء برعاية صاحب القلب الكبير أخينا الحبيب فضيلة الشيخ محمد عبد الرحمن النافع وغيره. اما أنت ايتها الاحسائية المعطاءه كنخلة هجر الكريمة الصبورة لا نستطيع أن نقول لك : كم نحن فخورون بك , وقد رفع الناس دعاءهم لله شكرا لك وعرفانا وابشري بتاج يعلوه قول الرسول صلى الله عليه وسلم( خير الناس انفعهم للناس). @@ مهنا الحبيل