وزير العدل: مراجعة شاملة لنظام المحاماة وتطويره قريباً    سلمان بن سلطان يرعى أعمال «منتدى المدينة للاستثمار»    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    المملكة تستضيف اجتماع وزراء الأمن السيبراني العرب.. اليوم    تباطؤ النمو الصيني يثقل كاهل توقعات الطلب العالمي على النفط    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    مترو الرياض    إن لم تكن معي    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أطفالنا.. مستقبلنا في خطر
اليوم.. تعيد فتح الملف
نشر في اليوم يوم 21 - 07 - 2002


انتبهوا..
فأطفالنا.. فلذات اكبادنا.. مهددون بالاصابة بأخطر امراض الدم الوراثية.. ومنذ عشرين عاما والوزارة (اعني وزارة الصحة) تنبه وتحذر.. ووصل الأمر لحد الصراخ.. لابد للمقبلين على الزواج من فحص طبي كامل حتى لا نقع في هاوية الخروج منها أمر بات مستحيلا.
فماذا نفعل اكثر من تكثيف برامج التوعية.. في كافة وسائل الاعلام وعن طريق كتيبات ونشرات تبين خطورة المرض على حياة ابنائنا الصغار.. وماذا اكثر من قرار مجلس الوزراء الذي خصص لهذا الغرض مبلغا ضخما يضاف الى ميزانية وزارة الصحة سنويا ويستفاد منه في تجهيز المختبرات وتأهليها، وتوفير الاجهزة والتدريب عليها في جميع المناطق لتسهيل عمليات اجراء الفحوص المخبرية عن الامراض التي ترى الوزارة ضرورة فحصها.
"اليوم" تعيد فتح هذا الملف من جديد.. ولن نمل من الحديث فيه مادمنا نريد صالح هذا الوطن وصالح اطفاله الذين هم رجال المستقبل القريب.
وقد التقينا بعدد من الاطباء ورجال الدين والمواطنين والمسئولين.. ليقولوا رأيهم ويوضحون اكثر للذين لا يقرأون ولا يسمعون الا انفسهم غير عابئين بغد مشرق لابنائهم ينعمون فيه بالصحة والعافية.
يقول د. سعدون سعد السعدون رئيس لجنة خدمة المجتمع التابعة للغرفة التجارية بالاحساء: كل هذا الاهتمام الشديد والمبالغ فيه في تهيئة الاهالي لتقبل قرار، ارتأت وزارة الصحة ضرورة تطبيقه منذ عشرين سنة مضت وحتى الآن لم يطبق وكل يوم يتأخر فيه التطبيق يولد فيه العديد من الاطفال المصابين وقد ارتفعت نسبة انتشار المرض من 15% الى 30% خلال هذه المدة ثم لم بالمقابل اهمال حق طفل في الحياة الصحية، ان معاناة احراج الشباب المقبلين على الزواج لا تقارن ولا تعد شيئا بالنسبة لمعاناة وألم طفل مصاب ينزف دمه ثمنا لتأخير قرار، وللعلم فإن ضرورة الزام الفحص كان يجب تطبيقه منذ عشرين سنة لحماية الاطفال ولكن المسؤولين بوزارة الصحة اصروا على حملات توعوية وتهيئة للأهالي أخذت السنوات الطوال فعشرون سنة توعية وتهيئة لتقبل قرار من الواجب تطبيقه لدرء الضرر عن الاطفال أمر غير صحيح الا يعلمون انهم بهذا تسببوا في اصابة عشرات الآلاف من الاطفال كما انهم بطلب ثلاث سنوات اخرى لتوعية وتهيئة سوف يضيفون الى هذه الاعداد من الاطفال المصابين آلافا اخرى من مواليد مصابين جدد خلال هذه الاعوام الثلاثة يعذبون بآلام المرض ويشقون بويلاته.
كما اننا كاهالي ومواطنين نثق بولاة امورنا وبقيادتنا الرشيدة ونقدر قراراتهم التي تهدف دائما مصلحة الامة وطالما انهم يرون تطبيق قرار الزامي للفحص الطبي قبل الزواج عن اكثر امراض الدم الوراثية خطورة وانتشارا وذلك لحماية اطفالنا ووقايتهم من الاصابة فنحن مهيئون لذلك وليتم التطبيق لرفع الأذى عن الاطفال احباب الله بأسرع وقت حتى يتم انقاذ ما يمكن انقاذه منهم وارى ضرورة الزام راغبي الزواج بالفحص الطبي قبل عقد القران.. ولا يجوز لكاتب عقد الزواج اتمام ذلك الا بعد الاطلاع على وثيقة رسمية من وزارة الصحة تنبه ان الفحص الطبي على الاثنين (الرجل والمرأة) قد تم وذلك مثلما حدث عندما انتشر مرض شلل الاطفال فكان لا بد من قرار بصفة رسمية بتطعيم الاطفال ضد الشلل قبل استخراج شهادة الميلاد.
ويقول عبداللطيف بن صالح النعيم مدير مركز التأهيل الشامل بالدمام: انه لمن المفيد جدا اثارة هذا الموضوع بصورة اجتماعية بناءة فطالما عانينا نحن في الشرقية من التهام هذا المرض الفتاك لحيوية خيرة شبابنا ونعتقد ان المجتمع مدين لأجياله القادمة بالفحص الالزامي قبل الزواج بعد فشل كل خطط التوعية في منع زيادته، ان الفحص الاجباري هو الخيار الوحيد لاستئصال هذا الشبح، وانه من المناسب في هذا المقام ان ننوه بأن الفحص الالزامي هو مطبق فعليا في الدولة ولكن مأخوذ به فقط في حالات زواج المواطنين بالأجانب، فنرى وعي المسئولين وادراكهم لخطورة الأمر ولكنه من الاولى تطبيقه على زواج المواطنين من بعضهم البعض حيث من المشاهد والمعروف ان نسبة كبيرة من الشباب حاملة للمرض، ونذكر ايضا ان دولا كثيرة ومجاورة ادركت هذا الخطر وتصدت له بالفحص الاجباري قبل الزواج من اجل اجيالها وبناة مستقبلها.
وتقول حصة السهلاوي: مديرة الاشراف التربوي بالرئاسة العامة لتعليم البنات بالاحساء: يسعدنا جدا اهتمام المسئولين بالحد من الاصابة بامراض الدم الوراثية خاصة الانيميا المنجلية والتي يطلق عليها الأهالي تكسر الدم الحاد، وفي الحقيقة هذه الامراض يعاني منها الكثير من ابناء هذه المنطقة الشرقية والجنوبية بالاضافة الى بعض المناطق الاخرى. اعداد المصابين في تزايد بما فيهم عدد كبير من الطالبات يعانون من هذه الأمراض والتي تؤثر بصورة سلبية على تحصيلهن العلمي.
لذا ارى ضرورة اصدار قرار الزامي للفحص قبل الزواج عن هذه الأمراض، حيث انه قد حان وقت تطبيقه. إن حملات التوعية قد تمت وبالصورة المطلوبة بالاضافة الى ان امكانيات اجراء هذا الفحص متوافرة.
وللعلم فإننا قمنا ببرامج توعوية مكثفة خلال السنوات الثلاث الاخيرة شملت جميع مدارس البنات بالمحافظة.
ويقول محمد العوامي بادارة تعليم الاحساء لقد قمنا بالعديد من الحملات لكل مدارس البنات بالاحساء والحث للمبادرة بالفحص قبل الزواج ولمسنا تقبلا لهذا الفحص ولكن دون وجود آلية فعلية تنظم هذه العملية فمعظم الأهالي لا يجدون جدوى من التوعية بالفحص دون الزامية ليشملهم قرار واحد عادل يجعلهم سواسية لا يشعرون بقيود تفرضها العادات الخجولة ولا فروق بين شريحة واخرى. ومن هذا فان التوعية المقرونة بالزامية الفحص هي سبيل القضاء على امراض الدم الوراثية الخطيرة وليس احداهما دون الآخر.
خاصة ان مرض الأنيميا المنجلية الثلاسيميا الذي يعد من اخطرها ينتشر بصورة واضحة في منطقتنا ونسبة 30% لاتنشار مرض امر يجعل الزام الوقاية امر لا يقبل التأجيل.
ويقول د. حسن الوصيبعي طبيب اطفال من الاحساء: انا أتابع بعض الحالات بمركز امراض الدم الوراثية بالاحساء وانه ليؤلمني ان العدد بازدياد مستمر ويحز في قلبي ان هناك الكثير من الاطفال غير مسجلين بالمركز وهم الذين يقطنون في أماكن بعيدة، ولا يتمكنون بسهولة من المتابعة لفقر ذويهم او لجهلهم بمرضهم، واحيانا كثيرة يصلون للمستشفى وهم في حالة يرثى لها وقد تطور لديهم المرض بصورة بشعة ثم يختفون بعد ذلك، ولا يظهرون الا في الأزمات. ان معالجة اكثر الأمراض تكون لفترة ثم يشعر المريض بتحسن ولكن مريض الثلاسيميا والمنجلية علاجه هو في التخفيف من حدة معاناته ومحاولة ابقائه حيا.
لذا فأنا ارى العلاج الأكيد والفعال للخلاص من هذا المرض في مجتمعنا هو الالزام باجراء فحص ما قبل الزواج للطرفين وان لا يتم عقد القران الا به، واخبار الطرفين بجميع الاحتمالات وتوعيتهم بخطورة الموقف. وهذا في نظري هو الحل الوحيد لانقاذ الاطفال القادمين، وسرعة البدء بتطبيق الفحص سوف تخفض نسبة ولادة مصابين بصورة مذهلة، وقد تصل الى الصفر بمشيئة الله. ويؤكد فضيلة الشيخ عبدالله المصلح عندما سئل في برنامج باحدى القنوات الفضائية بخصوص الزام المحاكم وكتاب عقود الزواج باقرار الفحص قبل الزواج عن مرض تكسر الدم الوراثي وجعله شرطا من شروط اتمام عقد القران في المحافظة التي تتعدى فيها نسبة حاملين المرض والمصابين به اكثر من 30%.
فقد قال: نحن جميعا نعلم بأن هذا الدين عظيم جاء بالمقاصد الخمس التي تبنى البنى الاجتماعية، والبناء الاجتماعي في ظل هذا الدين يبنى على قواعد خمس.
القاعدة الاولى.. الحفاظ على الدين.
القاعدة الثانية.. الحفاظ على النفس وسوف نتوقف عند هذه بالتفاصيل.
القاعدة الثالثة.. الحفاظ على العقل.
القاعدة الرابعة.. الحفاظ على المال.
القاعدة الخامسة.. الحفاظ على النسل والعرض.
وبما ان الاسلام قد جاء وكان فيما يعتبره ويعتز به الحفاظ على الانسان بصحته وجسمه وعقله لذلك حرم الله علينا اشياء لما يترتب عليها من ضرر في الجسم، وبما ذكر ان قضية الحفاظ على الجسم مطلب من المطالب الشرعية وهذا بناء الله وبناء الله له حرمة وفي هذا البناء انظر ماذا يقول. يقول عندما ينظر الى الكعبة والله ان حرمتك عند الله لعظيمة وحرمة دم المسلم اعظم عند الله منك، ويقول الرسول (صلى الله عليه وسلم) في حديث (لزوال الدنيا وما عليها أهون عند الله من قتل رجل مسلم).
ونقترب في جولتنا ممن عانوا مرارة العذاب في اطفالهم.. نتيجة عدم الوعي بمسألة الفحص قبل الزواج فكانت العاقبة وخيمة.
فيقول (س. ع. ج):
تزوجت منذ سنوات.. وكنت وزوجتي نحمل موروثات المرض وهي استعداد وراثي لا تظهر له اعراض.. سمعنا قبل الزواج عن ضرورة الفحص.. ورغم اننا على درجة جيدة من الثقافة لكن لم يخطر ببالنا ان نفحص انفسنا في البداية مادمنا بصحة جيدة والحمد لله. لكن رزقنا الله بطفلين اصيبا بمرض الدم الوراثي.. وادركنا الحقيقة ولكن بعد فوات الاوان.. والان ما من شخص أعرفه واعرف انه مقبل على الزواج الا واسارع بنصيحته بالفحص مع من ارتضاها زوجة له وذلك من اجل ابنائهم القادمين.
ويقول (م. ع. س) من الشرقية: انا شاب من المنطقة الشرقية اعاني ويلات المرض الوراثي اللعين (الأنيميا المنجلية) والذي نغص علي حياتي، وتأثرت جدا عندما قرأت ان قرار الوقاية ضد هذا المرض سوف يتأخر لمدة ثلاث سنوات اخرى. واسمحوا لي أروي عليكم قصة معاناتي مع هذا المرض.. لقد مررت بتجربة صعبة وقاسية بسبب عدم وجود قرار الزام الفحص عن امراض الدم الوراثية قبل زواجي.
لذا فانه ارجو التعجيل بتطبيق هذا القرار حتى لا تتكرر مأساتي مع احد. ولعلمي بأنني مصاب بالانيميا المنجلية فقد صممت على ان لا اعقد قراني الا بعد التأكد من ان الفتاة التي سأرتبط بها لا تحمل نفس مورثات المرض وذلك حتى لا ننجب اطفالا مصابين يعانون مما اعاني منه، وهذا لا يتم الا بإجراء فحص ما قبل الزواج عن هذا المرض.
وعندما تقدمت لاسرة الفتاة التي سأرتبط بها اخبرتهم بأنني مصاب بالمرض وانه يجب عليهم ان يفحصوا ابنتهم حتى نتأكد ان نتيجة الفحص سليمة وان دماءنا متوافقة وحتى لا ننجب اطفالا يعانون من ويلات هذا المرض.
وبعد فترة اخبرني اهل الفتاة أنهم قد قاموا بالفحص وان الفتاة سليمة ولا تحمل المرض. وتم زواجي عليها وانا سعيد جدا لانني اعلم بأنني سأنجب اطفالا اصحاء، ولكن بعد الزواج اكتشفت انهم لم يقوموا باجراء الفحص على ابنتهم. فاخذتها الى مركز امراض الدم الوراثية واجريت لها الفحص وتأكدت من انها تعاني مما اعاني منه ومن هذه اللحظة وانا في حيرة شديدة، فلقد كانت زوجتي حسنة المعاشرة معي وعشنا اجمل لحظات عمرنا، لكن لا مفر امامنا الا ان ننفصل واطلقها وذلك حتى لاننجب اطفالا يتعذبون، وكان قرار الطلاق قرارا حتميا وذلك لحماية اطفالنا واناشدكم التفكير معي، بالله عليكم لو كان قرار فحص ما قبل الزواج الزاميا على كل زوجين لما وقعت في هذا المأزق ولما اضطررت للطلاق ابغض الحلال عند الله.
ويقول عبدالخالق محمد الحليمي طالب جامعي بالمنطقة الشرقية: لماذا يغفل المسؤولون عن آرائنا نحن الشباب، نحن فئة المقبلين على الزواج طلبة الجامعة، مقتنعون تماما بالفحص خاصة عن امراض الدم المنجلية والثلاسيميا بما نراه من اخطار هذين المرضين، ولكننا نلاقي صعوبة في التطبيق بناء على توعية فقط. فدون عمل تفعيل لخطة رسمية يحترمها الجميع نصبح في متاهة.
انا ومجموعة طلبة في جامعة الملك فيصل نقود حملة توعوية عن هذه الامراض استمرت لمدة ثلاثة اعوام الشرقية، ونشارك بمشروع مكافحة أمراض الدم الوراثية الذي تبنته لجنة خدمة المجتمع بالأحساء على مستوى المنطقة الشرقية وشاركنا في الكثير من الندوات والمعارض بهذا الخصوص، وقد اتت تلك الحملة ثمارها في تقبل الغالبية العظمى للفحص وننتظر المسؤولين بوضع قرار الالزام الذي يسهل اجراء الفحص والذي توقعنا صدوره بعد كل هذا العناء والنشاط الملحوظ الذي نقوم به نحن واعضاء المشروع، ونأمل الا تخمد جذوته بتأخير القرار لمدة ثلاث سنوات اخرى، وقد عملنا جاهدين وبكل ما نستطيع في مجال التوعية ولطالما تحركنا بسياراتنا الخاصة وامكانياتنا المتواضعة للقيام بالتوعية في القرى والتجمعات والاسواق والمدارس والمساجد.
ويقول أبو يوسف ان قضية تزايد الاصابة بامراض الدم الوراثية (الأنيمياء المنجلية والثلاسيميا) خاصة في جنوب وشرق المملكة، لهو امر خطير جدا خاصة في حالة تأخير قرار الزام الفحص الذي يعد الحل لهذه المشكلة. ومعالجة هذه القضيةبهذه الصورة واهتمام المسؤولين بها ومشاركة المواطنين بطرح الحلول لهو اكبر دليل على الثقافة التي يتمتع بها مجتمعنا وحرص القيادة الرشيدة على مصلحة المواطنين. لذا لا يسعنا سوى شكر المسؤولين وحثهم على المزيد.
ويقول (رائد ع. ف.) طالب جامعي:
انا شاب مقبل على الزواج. وبصارحة انا حامل لصفة الانيميا المنجلية وحمل الصفة لا يؤثر علي بشيء، فصحتي سليمة والحمد لله ولكنني علمت من برامج التوعية المكثفة والمعارض المقامة في الشرقية خاصة خلال السنوات الاخيرة ان هناك احتمالا كبيرا في أن يصاب اطفالي بأشد امراض الدم الوراثية خطورة (الانيميا المنجلية) التي احمل مورثاتها. اذ لم يتم التحليل الخاص بي وبالفتاة التي سوف اتزوجها قبل عقد القران انا مقتنع بذلك، ولكنني محرج لطلب ذلك الفحص بنفسي من اهل العروس، كما أنني لا اريد ان يساء فهمي، لذا فانا اتابع بكل حرص واهتمام صدور هذا القرار بصفة رسمية، حيث يطلب ذلك الفحص مني ومنها رسميا. وبذلك فقط استطيع أن اتأكد من تناسب دمي ودم الفتاة التي سوف اتزوجها بضمان اطفال اصحاء، لذا فانا من اول المشجعين والمطالبين بتعجيل صدور هذا القرار حتى لا اظلم اطفالي واعيش نادما طوال عمري.
وشاب التقيناه عمره 20 سنة يقول:
انا مصاب بالانيميا المنجلية التي تهددني في كل لحظة من لحظات حياتي وتهدد دراستي فلهذا المرض ازمات كبيرة وذلك حينما يتكسر الدم بصورة حادة يطرحني المرض ارضا ويجعلني وانا الشاب ذو العشرين من عمري اتلوى في الارض وابكي كالاطفال واحس بدبابيس حادة تسري في شراييني تقطعها، احس بوخزات هذا الالم في كل شبر من عظامي خاصة العمود الفقري وساقاي لا تقوى على حملي.
وتقول ع. أ "جدة":
انا وزوجي نهتم جدا بأمر الوقاية من امراض الدم الوراثية (خاصة فقر الدم المنجلي والثلاسيميا) والذي يعد الفحص الطبي قبل الزواج هو السبيل الوحيد الذي يتحقق به انجاب اطفال اصحاء من هذه الامراض.
ولاننا رزقنا بطفل مصاب بالثلاسيميا ونحن نتألم لحاله ليل نهار فقد آلمنا جدا ان يتأخر قرار الزام الفحص للمقبلين على الزواج عن هذه الامراض لثلاثة اعوام اخرى وهو قرار الوقاية الوحيد. وامراض الدم الوراثية المذكورة تنتشر بصورة سريعة في جميع انحاء المملكة ولو انتظرنا ثلاثة اعوام اخرى فسوف ترتفع هذه النسبة، ومن واقع نعيشه مع ابننا المصاب فنحن ندعو الله ان يصدر هذا القرار بالعجل وان لا ينتظر حتى تزداد اعداد المواليد المصابين خلال هذه السنوات الثلاث.
وكان لابد قبل ان نختتم هذا التحقيق من مقابلة هامة مع د. هدى المنصور مديرة مشروع مكافحة امراض الدم الوراثية بالاحساء حيث قالت في البداية: لقد طالعنا عبر الجرائد مع بداية مطلع هذا العام الهجري قرار اقرار فحص السعودييين والسعوديات قبل الزواج ونشكر المسؤولين لاهتمامهم بهذه القضية حماية لاطفالنا.. اجيال المستقبل لكننا لم نتوقع ان يكون اجراء الفحص غير الزامي للمقبلين على الزواج فالامر هو الحل لتتخلص المنطقة من الاصابة. ولم نتوقع ايضا ان يتأخر تطبيق القرار لمدة ثلاثة اعوام اخرى اضافة الى العشرين سنة الماضية. لقد كنا نأمل ان يطبق القرار بصورة الزامية حيث تعتبر الامراض الوراثية (الانيميا المنجلية والثلاسيميا) من اكثر الامراض انتشارا بالمملكة.
وهناك مبررات عديدة لتعجيل صدور قرار الزام الفحص عن اشد الامراض الوراثية خطورة وهذه المبررات هي:
اولا: ان هناك فرقا شاسعا بين نسبة انتشار هذين المرضين الوراثيين ونسبة انتشار الامراض المعدية في المملكة، حيث تتراوح نسبة انتشار الامراض المعدية من 1% الى 6% (مثل التهابات الكبد الفيروسية) بينما تصل نسبة انتشار خطر امراض الدم الوراثية الى (30% في حالة الانيميا المنجلية تقريبا و20% في حالة انيميا الثلاسيميا الكبرى) وهي نسبة خطرة وحالات الاصابة في ازدياد لا يحتمل التأخير.
ثانيا: ان التكاليف المادية في حالة الفحص عن امراض الدم الوراثية المذكورة اقل بكثير من فحص الامراض المعدية التي قد تعادل خمس اضعاف تكلفة الفحص عن الامراض الوراثية المذكورة.
ثالثا: ان الفحص قبل الزواج هو السبيل الوحيد للوقاية وحماية الاجيال القادمة في حالة امراض الدم الوراثية المذكورة بل ولا يمكن لهذه الامراض ان تنتشر الا من طريق التوارث بتزواج الحاملين والمصابين بينما هذا الفحص لا يحقق الحماية من اصابة الاجيال القادمة في حالة الامراض المعدية وان كان من احد الاسباب وذلك كونها أمراضا تنتقل بعدة وسائط وطرق بين افراد المجتمع ولذلك فان عدم اجراء الفحص قبل الزواج ليس هو السبب الاساسي في اصابة الاجيال بالامراض المعدية، بينما نجد انه هو السبب الرئيسي الوحيد لاصابة الاجيال بامراض الدم الوراثية المذكورة.
رابعا: تعد المملكة من اعلى النسب اصابة في العالم بهذين المرضين الوراثيين (الانيميا المنجلية والثلاسيميا).
خامسا: العلاج من هذين المرضين (الانيميا المنجلية والثلاسيميا) قاس جدا ويبدأ الشخص المصاب المعاناة من الاعراض والمضاعفات الناتجة عن المرض بذاته او من الاثار الجانبية للعلاجات منذ نعومة اظفاره، كما ان تكلفة العلاج عالية جدا حيث تتكلف الدولة 100 الف ريال سنويا لعلاج المريض الواحد.
سادسا: مرئيات علماء الدين وتأكيدهم على ضرورة التعجيل بصدور قرار الفحص عن اخطر امراض الدم الوراثية (الانيميا المنجلية والثلاسيميا) السابقة الذكر. حتى انه وصل البعض منهم على تأثيم الارتباط دون الزام اجراء الفحص في حالة انتشار المرض وعلم المسؤولين بذلك.
سابعا: توصيات مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على ضرورة اعتبار الامراض الوراثية من اولويات الاستراتيجيات ضمن خطط التنمية الوطنية واعتبار الفحص عنها قبل الزواج من المتطلبات الملحة.
ثامنا: متطلبات الفحص والكشف عن هذه الامراض متوافرة في معظم انحاء المملكة من محافظات ومدن وقرى وبذلك يسهل على الاهالي تطبيق القرار بصورة فورية حال صدوره وبصورة الزامية على العكس في حالة الكشف عن الامراض المعدية وامراض العقم التي لا تتوافر الا في المرافق الصحية المركزية والتي تعيق تطبيق القرار بالصورة المأمولة.
تاسعا: فرصة الزواج الآمن متاحة لجميع افراد المجتمع في حال الكشف عن امراض الدم الوراثية بمراعاة شروط التوافق بينما العكس وارد في حالة الكشف عن الامرض المعدية.
عاشرا: اعتماد العلاج في بعض امراض الدم الوراثية على تكرار اعطاء الدم للمريض منذ نعومة اظفاره وطوال حياته يعتبر مبررا كافيا لتعجيل استصدار قرار يلزم بالفحص عن هذه الامراض قبل الزواج حيث ان الدم لا يعتبر مادة مصنعة كباقي الادوية والعلاجات التي تستعمل في الامراض المعدية وغيرها كما ان تزايد حالات حاملي الصفة لهذه الامراض يقلل من توافر المتبرعين بالدم والذين يعتبرون المصدر الاساسي لعلاج المريض.
الحادي عشر: انه طبقا لدراسة علمية قام بها مشروع مكافحة امراض الدم الوراثية بالاحساء باستخدام نظرية التوقعات المحتملة على منطقة مثل الاحساء تنتشر فيها هذه الامراض بنسبة 30% ويبلغ عدد سكانها 1300000 نسمة وذلك لمعرفة مدى تزايد الحالات المصابة والحاملة للمرض خلال السنوات الثلاث المقبلة كانت كالاتي:
يزداد مجموع الحالات الجديدة خلال السنوات الثلاث وبالطبع ستزداد بنفس المعدل سنويا في حالة عدم تطبيق القرار بصورة الزامية وعليه يمكن القياس على مناطق مشابهة من حيث نسبة انتشار هذه الامراض مثل القطيف وجيزان وخيبر حيث تصل الاصابة فيها الى نسب مقاربة لما في الاحساء.
الثاني عشر:
ان تجربة استئصال مرضى شلل الاطفال بالمملكة عن طريق الزام التطعيم لكل الاطفال بعد الجهود التوعوية المضنية التي قامت بها وزارة الصحة والجهات المسؤولة لابراز اهمية التطعيم في الوقاية من هذا المرض الخطير ولكن بقيت نسبة الاطفال الذين تم تطعيمهم 15% فقط ولكن بعد صدور الزام التطعيم واثباته في شهادة خاصة بالتطعيمات لكل طفل قد اتى ثماره بنجاح مذهل حيث ارتفعت هذه النسبة من 15 الى 95% وهنا يتضح ان الالزام في التطبيق مطلوب واساسي في حل المعضلات المشابهة وقد ظهرت جدوى ذلك بوضوح وكان الالزام هو الحل الامثل للوقاية من هذا المرض الخطير بفضل الله.
الثالث عشر:
ان مراكز الفحص لدينا بالمنطقة تجري هذه الفحوصات عن امراض الدم الوراثية (الانيميا المنجلية والثلاسيميا) للمقبلين على الزواج من السعويين بالاجانب بقرار رسمي من وزارة الداخلية وقد اقرته هيئة كبار العلماء لان فيه مصلحة للطرفين بل مصلحة للامة وحماية الاجيال القادمة باذن الله واعتبر هذا الشرط ملزما لاتمام الزواج، وتمت وقاية الاطفال بالشكل المطلوب والمضمون باذن الله المولودين من زواجات السعوديين بالاجانب، وطالما اجيز وضع الالزام كشرط في اتمام عقد الزواج في هذه الحالة فهذا يعتبر احد المبررات الهامة لتعجيل تطبيق قرار الالزام في حالة زواج السعودي بالسعودية حيث ان خطر انجاب اطفال مصابين في هذه الحالة هو اكبر بكثير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.