في برنامج تلفزيوني جرى استفتاء للمشاهدين عن حادثة القاء القبض على الرئيس المخلوع صدام حسين، فيما اذا كانت الطريقة التي قدم بها الى العالم تمثل اهانة ليس لصدام وحده، بل للعرب جميعا وقد بلغت نسبة الذين قالوا (نعم) انها اهانة موجهة الى العرب نحو 95%.. الاهانة التي تطاردنا، نحن بني يعرب، في حالة حكم زعماء الدكتاتورية وفي حال ترجلهم عن السلطة عنوة والاختباء في الجحور ثم الظهور المرتب (المهين) بدلا من (المهيب) كل ذلك جرى اعداده بدقة اقتضى شهورا ل (الصورة) في حال القبض على الدكتاتور حيا او مقتولا، كما قرأنا عن ذلك تصريحا لمدير الاستراتيجية الاعلامية لقوات الاحتلال في العراق.. الصورة برمزيتها الى الاذلال والخنوع والاستسلام، وانقضاء سطوة السلطة، وقصم ظهر الصورة السارية عن الشبح الذي يهدد بالرجوع. هاهو يبدو طيعا لينا تقلبه و(تفليه) يد الطبيب بقفاز!! انكشاف حقبة مظلمة ظالمة اطبقت لاكثر من ثلاثة عقود على انفاس العراقيين ودول الجوار تبددت فيها الثروات والمقدرات، عاش فيها الشعب رهين المعتقلات والمدافن الجماعية وجبهات القتال داخليا وخارجيا.. شعب انتهى الى الخوف والفقر والتشرد في قبضة عاتية لاتسمح لا بالتنفس ولا بالكلام، الا ما سمح به السيد الرئيس والقائد المهيب من التهليل له والتمجيد لمقامه والمباركة لخطواته الطائشة ومغامراته المجنونة. فهل نجزع لسقوط الطاغية في حفرة العنكبوت؟ هل نتألم لمشهد الذل الذي عاش مثله، وانكى منه، الشعب العراقي على مدار العقود الماضية؟ هل نذود الطير عن شجر، بلونا المر من ثمره؟ لماذا الوقوع في (سحر التعميم) بأن مشهد الاهانة ممتد الى العرب من الماء الى الماء, وانه اشارة كما يقول الداعية الصدامي سيد نصار(!!) الى وجوب دخول بيت الطاعة الامريكي، والا فهذا هو المصير من الاهانة ينتظرنا جميعا. المشهد الختامي (او شبه الختامي) خاص بالدكتاتور وحده، وحده فقط ومن على شاكلته الذين اداروا ظهورهم لشعوبهم ووطئوا على رقابهم واسلموهم لليل الزنازين وغرف الاشباح.. اما نحن - المحكومين - من امة العرب (شو خصنا؟) فيكفينا مانلناه من اهانات وأكلناه من (....) في هذا العصر فقط من أمجاد ياعرب أمجاد!! ومانريده قبل الاهانة وبعدها ان يعتبر المعتبرون فهل نادينا حيا، ام اننا في كل مرة نحتاج الى (يد عمرو) تنجز لنا مانعجز عنه ونسميه الاهانة.