رفضت صحيفة «الصن» البريطانية الكشف عن المصادر التي أمدتها بصور خاصة للغاية تخص الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي ظهر وهو عارياً إلا من قطعة و احدة في ملابسه الداخلية تغطي الجزء الأسفل من الجسم. ونشرت الصحيفة البريطانية مع صحيفة نيويورك بوست الأمريكية عدة لقطات للرئيس العراقي السابق التقطت له داخل زنزانة يمكث فيها منذ القبض عليه في ديسمبر عام 2003م.. وتحتجز السلطات الأمريكية صدام حسين في سجن يخضع لإجراءات أمن مشددة. وقالت صحيفة «الديلي ميل» البريطانية ان نشر الصور سيجدد ما جرى في سجن «أبوغريب» حيث تم الاعتداء على خصوصيات مساجين عراقيين تعرضوا للإهانة على يد قوات أمريكية تحرس السجون وقامت بالتحقيق مع محتجزين. وتحدث معلقون بريطانيون على ان اتفاقية جنيف بشأن سجناء الحرب تمنع نشر الصور عنهم بغرض إهانته.. ونشرت «الصن» البريطانية عدة لقطات لصدام حسين خلال حياته اليومية العادية كسجين داخل زنزانته وهو يبدل ملابسه ويقف شبه عار تماماً مما يمثل إهانة بالغة له كما قال معلقون تحدثوا للمحطات التلفزيونية البريطانية. ودافعت صحيفة «ذي صن» البريطانية أمس عن قرارها نشر الصور، وأكدت ان أي صحيفة أخرى كانت ستفعل الشيء نفسه لو كان لديها هذه الصور. وقال رئيس تحرير الصحيفة غراهام دادمان «انها صور مطلوبة ومثيرة. واتحدى أي صحيفة أو مجلة أو محطة تلفزيون أن لا تقوم بنشرها لو تلقتها». وأضاف متسائلاً انه «رجل قتل 300 ألف شخص على الأقل فهل علينا أن نشعر بالأسف لأن أحداً التقط صورة له؟ لم يتعرض لسوء المعاملة انه يغسل سرواله. انه «هتلر» العصر الحديث ورجاء لا تطلبوا مني أن أشعر بالأسى لحاله». من جانبه أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش أمس الجمعة انه لا يخشى حدوث تصعيد للعنف في العراق بعد الصور التي نشرتها صحيفتان بريطانية وأمريكية للرئيس العراقي السابق صدام حسين وهو في سرواله الداخلي. وقال بوش للصحافيين لدى استقباله رئيس الوزراء الدنماركي انديرز فوغ راسموسن في البيت الأبيض «لا اعتقد ان صورة يمكنها أن تتسبب بجرائم. اعتقد ان الارهابيين تحركهم أيديولوجية من الوحشية والتخلف إلى حد انه لا يمكن للكثيرين في العالم الغربي أن يفهموها». ونشرت صحيفة «نيويورك بوست» الأمريكية وصحيفة «ذي صن» البريطانية أمس صوراً للرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي اعتقلته القوات الأمريكية في «كانون الأول» ديسمبر 2003، وهو يغسل جواربه، ويتنزه في باحة السجن ونائم في زنزانته. من جانبه قال سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي أمس على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في الأردن أن نشر صور الرئيس العراقي المخلوع سيثير الشعوب العربية لأنه يلحق بها «الإهانة». وأضاف سيف الإسلام للصحافيين «لست أدري ما إذا كانت هذه الصور حقيقة أو مزورة وإذ كانت حقيقة فستكون كارثة كبيرة للجيش الأمريكي كونه يعتقل الرئيس». وأكد انها «انتهاك لحقوق الإنسان والحياة الخاصة وإذا كانوا يريدون اهانة الشعب العربي فسيكون لديهم أعداء كثيرون كل يوم». وتابع ان «الشعوب العربية ستشعر بالاهانة من عرض مثل هذه الصور وحتى من ليس معجباً بصدام سيشعر بالغضب كونه تعرض للاهانة». ويحرج نشر الصور الولاياتالمتحدةالأمريكية وغير معروف حتى الآن كيف وصلت اللقطات إلى صحيفة بريطانية شعبية تهتم بالإثارة ونشر الصور العارية للنساء. وتشكك بعض الدوائر في حقيقة الصور التي تم نشرها.. وان هناك احتمالات بتدخل تقني في تركيب لقطاتها.. لكن حتى الآن تصر الصحيفة على أن الصور حقيقية وغير ملفقة على الاطلاق. وتقول صحيفة «الديلي ميل» انه من المتوقع أن يشهد العراق زيادة عمليات المتمردين نتيجة هذه الصور التي تضع صدام حسين في وضع مهين للغاية بعيد التذكير بما جرى في سجن أبوغريب. ٭ إلى ذلك، اعلن الجيش الأميركي أمس الجمعة انه فتح تحقيقا لتحديد مصدر صور صدام.وقال الجيش في بيان «ان مصدر هذه الصور مجهول في الوقت الراهن«، مضيفا انها «قد تعود الى اكثر من عام» وانها التقطت «في انتهاك لأنظمة وزارة الدفاع وعلى الأرجح لاتفاقيات جنيف ومعاهدة المعتقلين». وابدى الجيش خيبة امله ازاء «تمكن احد المسؤولين في حرس صدام من التقاط هذه الصور وعرضها على الصحافة». واضاف الجيش «اننا نأخذ على محمل الجد مسؤوليتنا في ضمان امن كل المعتقلين«، مؤكدا ان «تحقيقا معمقا اطلق لكشف من التقط هذه الصور والتاكد من انه سيصار الى احترام الأنظمة المرعية ومنع تكرار هذا الأمر». واكدت صحيفة «ذي صن» انها «اول صور» تلتقط لصدام حسين في سجنه. وتظهره الصورة الثانية جالسا على كرسي بلاستيكي زهري اللون وهو يغسل سروالا له على الأرجح. وفي الصورة الثالثة يظهر صدام واقفا وبعض مظاهر القلق على وجهه بينما تكشف الصورة الرابعة وجهه على وسادة وهو نائم على ما يبدو. واوضحت الصحيفة ان الصور التقطت «في مكان سري في العراق حيث تحتجز القوات الخاصة والشرطة العسكرية صدام». كما اكدت الصحيفة انها تعرف مكان احتجاز الرئيس العراقي السابق، مشيرة الى انها لن تكشف اي معلومات بهذا الشأن «بناء على طلب الحكومة الأميركية». وهدد محامو الرئيس العراقي السابق أمس الجمعة بمقاضاة الصن. وقال المتحدث باسم هيئة الدفاع عن صدام المحامي الأردني زياد الخصاونة لرويترز ان «نشر الصورة الفاضحة للرئيس بملابسه الداخلية وصور أخرى مهينة مخالف لاتفاقية جنيف وهو يمثل إذلالاً... ننوي مقاضاة الصحيفة ومن زودها بهذه الصور وإذا رفضت اطلاعنا على هوياتهم فستتحمل هي المسؤولية».