شكا بعض المغسلين غير السعوديين الذين يبلغ عددهم ثلاثين موظفاً في المنطقة الشرقية ل «اليوم» من عدم منحهم بدل العدوى، مؤكدين رفع شكواهم ومطالبهم وبث همومهم إلى المسئولين بعد ان اصابهم الاحباط من تصريحات موظفي الخدمة المدنية باستحالة ترسيمهم المغاسل تعاني نقص التجهيزات والصيانة (اليوم) استطاعت أكثر من سيدة في المنطقة الشرقية أن تتحدى الصعاب وتتخلى عن مشاعرها كأنثى، وتبني حياتها على أجر الله سبحانه وتعالى أولاً وعلى الأعمال الإنسانية والوظيفية ثانياً.. هكذا هي طبيعة عمل «مُغسّلات الموتى» فعلى الرغم من اتهامهن ب»قوة القلب» ونظرة المجتمع لهن بعبارات من الخوف إلا أن عملهن الإنساني يُنسيهن كل أصابع الاتهام المُوجهة إليهن، مواطنون يشتكون بقلة الخدمات في أحد الجوامع بالدمام وموظفون يطالبون بالترسيم أسوة بالموظفين الآخرين. «اليوم» تجولت بين المغاسل بمساجد مختلفة في المنطقة الشرقية ورصدت رأي أصحاب المهنة فى التحقيق التالي. فى البداية تقول أم مريم «خبرة 6 اعوام»: أشعر بفخر كبير لأنني قمتُ بتغسيل أكثر من 2000 جنازة في المنطقة الشرقية وعلى الرغم من أنها وظيفة مهنية لدي إلا أنني أعتبرها مهنة إنسانية بالدرجة الأولى وعلى الرغم من ارتفاع رواتبنا أكثر من 20 بالمائة إلا أن ذلك لا يؤثر إطلاقاً على عملي فطبيعة مهنتي تتطلب الإخلاص والتفاني، كما تتكرر على مسامعي كثيراً جملة «أم وجدان متطوعة» وتضيف أن اهتمامها بتغسيل الموتى ينبع من داخلها الإنساني، مشيرة الى قيامها بتغسيل الجنائز دون أي مقابل وذلك لحبها العمل مؤكدة ان دافعها الى ذلك هو عمل الخير فقط. احدى المغسلات أشارت إلى أن اهتمامها بتغسيل الموتى ينبع من داخلها الإنساني، لافتة الى قيامها بتغسيل الجنائز دون أي مقابل وذلك لحبها العمل مؤكدة ان دافعها الى ذلك هو عمل الخير فقط.وحول نظرة المجتمع لها كونها «مُغسّلة» تضيف أم مريم: على صعيد أهلي فإن نظرتهم لي فيها فخر واعتزاز بل والأغلبية يعتبرونني محظوظة بهذا العمل كوني أكسب الأجر الكبير «ان شاء الله» أما على صعيد المجتمع الآخر من حولي فأستغرب نظرتهم السلبية تجاهي وهنا أذكر أحد المواقف التي مازلت أتذكرها تجاه هذا الجانب حينما كنت في أحد المجالس النسائية وعندما علمت من كانت بجانبي جالسة أنني «مُغسّلة» على الفور نهضت ولم تطق الجلوس بقربي لشعورها بالخوف مني. وتضيف إحدى المغسلات بقولها: أكثر ما يتعبنا هو استلامنا موتى مجهولي الهوية خاصة ممن تعرضوا لحوادث أو حريق إلا أن سرعة تغسيله وتكفينه أمر إنساني واجب، ومن جانب آخر عبر الكثير من أهالي الدمام استياءهم الشديد من مغسلة احد جوامع الدمام والتى تعاني انعدام الصيانة الدورية فيها ونقص تجهيزاتها بطريقة صحية اضافة لطفح المجاري وتكهرب المياه وكثرة الذباب وضغط الجنائز عليها ووضع الجثامين على الأرض انتظارا لدورها في كثير من الأحيان, فيما شكا بعض المغسلين غير السعوديين ل «اليوم» من عدم منحهم بدل العدوى، كما طالب موظفو المغاسل والذين يبلغ عددهم ثلاثين موظفاً في المنطقة الشرقية وتحت إدارة صحة البيئة بالترسيم، مؤكدين رفع شكواهم ومطالبهم وبث همومهم إلى المسئولين بعد ان اصابهم الاحباط من تصريحات موظفي الخدمة المدنية باستحالة ترسيمهم.
حقائب خاصة بمستلزمات الدفن فى اطار العمل التطوعي ، وجهت 11 فتاة ضمن فريق تطوعي بالمنطقة الشرقية اهتماماتهن الى صيانة مغاسل الموتى بمدينتي الدماموالخبر، عبر حملة أطلقن عليها ل «نكرمهم» التي اقتبست من حرص الإسلام على إكرام الميت حتى دفنه ليكون الميت هو محور وأساس حملتهن من خلال توفير حقائب خاصة للدفن بكافة المستلزمات المطلوبة ، واستهدفت الحملة رفع مستوى المكان الذي يتواجد فيه كل إنسان قبل أن يوارى الثرى، واشارت احدى المشاركات إلى أن ضعف إمكانيات بعض المغاسل، واستخدامها أدوات متهالكة دفعهن إلى تقديم شيء لهذا المكان والالتفات لبعض الأسر الفقيرة التي لا تستطيع توفير مستلزمات الغسيل لمتوفيها، وتقوم الحملة على زيارة جميع مغاسل مدينتي الدماموالخبر ودراسة أوضاعها وتقدير احتياجات كل مغسلة على حدة.
معاناة ومواقف غريبة داخل البيوت يعاني كثير من المغسلات في إقناع أهالي المتوفاة بترك البدع والخرافات والتي يصرون عليها ومنها إصرارهم على المغسلة أن تذكر الله وتكرار بعض الأدعية بصوت عال، كما يحرص البعض على الحصول على «الصابونة» التي تستعمل في غسل الميت أو»الليفة» الخاصة بالتنظيف بقصد استعمالها في العلاجات من بعض الأمراض المستعصية مثل علاج العقم والتبول اللا إرادي وعلاج الخوف أو يستعملها البعض في السحر والأذى وهذه كلها بدع وخرافات، أما المغسلة «ام عبدالله» والتى تذهب للغسل داخل البيوت فتشير الى معاناة مغسلة الموتى داخل البيوت، ومنها حرص الكثيرين على الحصول على الماء المستعمل في غسل الميتة من أجل الاستشفاء به وهذا من البدع، كما أن كثيرا من أهل الميتة يحيطون بها ويبدؤون قراءة القرآن بالتناوب وهذا من البدع أيضا وأثناء الغسل يحضر أهل الميتة بعض الورد المجفف من أجل نظمه في خيوط وجعله على هيئة أساور وقلائد وتجميل الميتة به، وهذه من البدع التي نجد صعوبة في إقناعهم بتركها، كما يقوم البعض بأداء الأذان في أذن الميتة، أو وضع الورد المجفف داخل الكفن ورش الميتة بكمية كبيرة من ماء الورد مع الحنوط على الكفن، مما يجعل مظهر الكفن في الخارج أشبه بالمتسخ ولم يأمرنا ديننا إلا باستعمال المسك والكافور» ، إضافة إلى أن كثيرا من أسر المتوفيات يطالبونها بالخروج من البيت قبل خروج الميتة، اعتقادا منهم أن بقاءها يستدعي وجود حالة وفاة جديدة من نفس الأسرة وهذا من التشاؤم.
تدريب المتطوعات على الغسل والتكفين
نسبة المتطوعات قليلة وصفة «قوة القلب» شائعة تقول الناشطة الدعوية نهى العمري إن النظرة إلى المغسلة من قبل المجتمع بخوف إنما تعود للتذكير بالحقيقة الحتمية والنهاية الأكيدة, وهي حقيقة الموت نفسه لأنها هي من تمثل ذلك الأمر وليس الخوف من شخصها وذلك في ميزان حسناتها بإذن الله تعالى «، وتؤكد الناشطة نهى العمري أن نسبة السعوديات المتطوعات في مجال غسل الموتى هي قليلة وأن هذا المجال بحاجة إلى المتطوعات, إضافة إلى تدريبهن من قبل المتخصصات بكيفية الغسل والتكفين على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وارجعت النقص إلى عدم تمكن المتطوعة السعودية من الخروج في ساعات متأخرة وحرجة مثل عندما تطلب المغسلة فجراً ، وتبتسم أخرى وتقول إن هذه المهنة الشريفة دفعتها الى وضع حدود دنيوية لحياتها، بعد ان توقفت عن الاهتمامات الدنيوية وأصبحت تراها بعين صغيرة وذلك بعدانخراطها في تغسيل الموتى ، وتلتقط أم عبد الرحمن خيوط الحديث وتقول : على الرغم من أنهم يصفوننا بقوة القلب إلا أن أكثر ما يحزنني عندما أرى وصول المتوفاة إلينا وحدها دون وجود مرافق لها وكلنا نعلم أن «الميت يشعر بمن حوله « واكثر ما يؤلمني وجود الميت دون مرافق وخاصة المرأة الكبيرة في العمر فيجول في خاطري سؤال هو : لطالما آخر يوم في حياتها ولم يرافقها أحد .. إذا متى سيرافقها ذووها ؟ .
سيارات لنقل جثث الموتى بالمجان
30 عاما الحد الأدنى لعمر المُغَسِلَة والخدمات «مجانية» يشير المشرف العام على مغاسل الموتى بالدمام إبراهيم الدارج الى تحديد عمر المتطوعات لتغسيل الموتى بالثلاثين عاما فما فوق , وأرجع ذلك الى أن الصغيرات قد لا يتحملن بعض مناظر المتوفيات خاصة إذا كان سبب الوفاة حادثا أو القصاص ، بالإضافة إلى أهمية القوة الجسمانية التي تتمتع بها المغسلة الكبيرة عن الشابة، وأضاف الدارج أن جميع المغسلات بالدمام سعوديات وتمت السعودة بالكامل في الفترة الأخيرة, مشيراً إلى أن عدد المغسلات في الدمام أربع عشرة مغسلة وفي الخبر ست مغسلات, وعدد المغسلين في الدمام اثنا عشر مغسلاً وفي الخبر ثمانية مغسلين، مؤكدا حرص البلدية على تقديم الدورات التدريبية لتعليم المغسلات أساليب الغسل والتكفين على السنة النبوية الشريفة بصفة دورية لاسيما للمستجدات في المهنة. ورداً على ما يعتقده البعض من أن الطلب على التغسيل يزيد في شهور معينة يقول الدارج: هناك مواسم يزيد فيها الضغط على المغاسل وهي مواسم الأعياد والعطل لكثرة الحوادث, وكذلك شهور الصيف التي تكثر بها الوفيات من كبار السن لحرارة الطقس، وأضاف الدراج أن المغاسل تعلق إعلاناً يقضي بمنع تقديم أية مبالغ نقدية للمغسلات لعدم وعي بعض المستفيدين بأن جميع الخدمات مجانية وحكومية وأن الشخص الذي يرغب فى التصدق عليه جلب مواد عينية تحتاجها المغسلة وتمنع المغسلات من أخذ أي صدقات مالية ويترتب على أخذ ذلك كتابة تعهد خطي مع اعادة المبلغ أو شراء أدوات عينية لحاجة المغسلة بفواتير تقدم لإدارة المغسلة.