بات تعيين سفير أمريكي جديد في المملكة محققاً بشكل كبير بعد أن أوصت لجنة الشئون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، يوم أمس الأول بالموافقة على ترشيح إدارة الرئيس جورج دبليو بوش للتكساسي جيمس اوبروتر، المقرب من الإدارة الأمريكية وأسرة بوش، لشغل منصب سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية لدى المملكة خلفاً للسفير روبرت جوردون الذي لم يمض سوى سنتين في الرياض. ويعمل جيمس اوبروتر (59 عاماً) حالياً نائباً لرئيس الشركة النفطية "هنت" التي تتخذ من دالاس، تكساس مقراً لها، للشئون الحكومية والعامة. وأعرب رئيس اللجنة ريتشارد لوغار عن أمله، في خلال جلسة عقدتها اللجنة لفحص الترشيح، أن يحظى الترشيح بالدعم الكامل من مجلس الشيوخ. وشغل اوبروتر منصب رئيس لجنة عامة مختصة بالاتصالات في معهد البترول الأمريكي "أيه بي أي" وهو مجموعة ضغط صناعية نفطية تمثل أكثر من 400 شركة وجمعية أعمال تغطي كافة مجالات صناعة النفط والغاز الطبيعي. ورأس حملة بوش الإنتخابية في تكساس عام 1992. كما عمل سكرتيراً صحافياً للرئيس جورج بوش الأب، حينما كان الأب عضوا في الكونغرس عن هيوستن. وأصبح عضوا في الفريق الانتقالي في واشنطن بعد أن فاز بوش الأب بالانتخابات عام 1988. وتبرع اوبروتر بألفي دولار لحملة إعادة انتخاب الرئيس الحالي في العام القادم، وكان قد تبرع بألف دولار لحملة الانتخابات الرئاسية عام 1999 لصالح الرئيس بوش. وعمل اوبروتر كرئيس للجنة في ولاية تكساس، تابعة للحاكم بوش، تراقب سوء استخدام الكحول والعقاقير. وسلطت الأضواء على اوبروتر حينما عرضت المباحث الفيدرالية الأمريكية، في عملية تمويه، أن تبيعه معلومات مسجلة تتعلق بروس بيرو، وهو بليونير من تكساس، الذي لم يفصح آنذاك عن ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية، ولكن اوبروتر رفض العرض. ووفقاً لمواقع تختص بتحليل مواقف الإدارة الأمريكية، يعتقد أن الإدارة الأمريكية قد استدعت السفير الأمريكي الحالي في الرياض روبرت جوردون، وهو محام شخصي للرئيس دبليو جورج بوش، نظراً لقرب موعد بدء الحملة الانتخابية لاختيار رئيس جديد للولايات المتحدةالأمريكية. ويتمتع جوردون بمهارات يمكن أن تساعد في نجاح حملة إعادة انتخاب الرئيس جورج دبليو بوش. ويتوقع أن تكون الانتخابات الأمريكية القادمة ساخنة، خاصة أن الديمقراطيين ينوون استثمار أخطاء فادحة ارتكبتها إدارة بوش بالتسرع في شن حرب على العراق، دون غطاء دولي كاف، وأخطاء النزعة لاستخدام القوة، وأخطاء في أسلوب محاربة الإرهاب مما أكسب الولاياتالمتحدة المزيد من الأعداء ولم يهزم الإرهابيون، وفقاً لمادلين اولبرايت وزير الخارجية الأمريكية السابقة في عهد الرئيس بيل كلينتون. وجوردون مشارك في تأسيس شركة تكساسية للمحاماة باسم بيكر بيت، وهي مؤسسة رائدة في التبرع لحملات بوش الانتخابية. وكثير من المحامين الكبار في الشركة، بما فيهم، جيمس بيكر وزير الخارجية في عهد الرئيس بوش الأب، قد ساعدوا آل بوش خلال معركة إعادة العد للأصوات في فلوريدا عام 2000. وكان جوردون عنصراً مهماً في انتزاع الرئاسة لمصلحة بوش من المحكمة الأمريكية العليا التي أمرت بوقف عد الأصوات في فلوريدا لتحسم الانتخابات لصالح بوش الأبن، وبالتالي هزيمة الديمقراطيين بزعامة أل غور. ووجد ترشيح جيمس اوبروتر سفيراً لدى المملكة معارضة من عضو مجلس الشيوخ تشارلز ستشمر بحجة أن اوبروتر خبير في عالم النفط ولكنه يفتقر إلى الخبرة الدبلوماسية. ولكن ستشمر ليس عضواً في لجنة الشئون الخارجية ورأيه ليس حاسماً سوى من خلال التصويت في المجلس. وتتسم مواقف ستشمر نحو المملكة بالعدائية والتشنج.