ماذا يعني التخلف المدرسي الذي يعاني منه طفلي وهل هو مشكلة كبيرة. @@ ام ناصر الأخت أم ناصر لايزال التحصيل المدرسي مقياسا رئيسيا في تحديد ذكاء الطفل ليس للاهل فقط ولكن للاختصاصيين ايضا. ومن الطبيعي ان يلجأ الاهل بطفلهم الى الاختصاصي اذا مالاحظوا عجزه عن مواكبة برامج التحصيل المدرسي. وقبل التصدي لمشكلة التخلف المدرسي الفعلي علينا اولا مناقشة مجموعتين من الحالات التي تتطلب التدقيق قبل وضعنا لمثل هذا التشخيص. وهاتان هما: أ الاهلي المتطلبون: يعمد بعض الاهل الى توظيف طفلهم لتعويض نواقصهم الذاتية. ومثل هؤلاء الاهل لا يراعون القدرات الفعلية لطفلهم ولايراعون متاعبه النفسية وجهوده التي يبذلها حثيثة للتكيف مع اجواء خارج البيت وخاصة في المدرسة. وهذا التطلب الزائد هو في الحقيقة استمرار لصورة الطفل الوهمي الذي تخيل الاهل انهم سينجبونه اثناء الحمل. ب الاطفال المشوشون: ان الطفل هو انسان كامل له عالمه الخاص. وفي هذا العالم ما يكفي من مصادر الشدة الفنسية والارهاق بحيث تخلق لدى الطفل معاناة نفسية تؤدي به الى صعوبة استخدام قواه الادراكية. وهذه الصعوبة وان أدت الى تعثر تحصيله المدرسي الا انها تعكس ذكاء يفوق المعدل الطبيعي للذكاء. فالطفل الفاشل دراسيا لايكون دائما غبيا او مصابا بعلة عضوية او عقلية. وحسبنا في هذا المجال ان نذكر السبب الذي طرد لاجله الطالب انشتاين: ان وجوده في الصف يؤثر سلبا عليه وعلى بقية رفاقه. وكان هذا الطالب عبقريا كما نعرف! اذا فنحن لانستطيع ان نلقي باللائمة على الطفل اذا كانت البرامج الدراسية لاتستفزه كي يوظف ذكاءه فيها فهذا الرفض لايعني غياب الذكاء. بعد هذا العرض للتشخيص التفريقي لحاغلات التخلف المدرسي نأتي على مناقشة المشكلة بحد ذاتها ونقصد مشكلة التخلف المدرسي. اذ ان لهذا التخلف اسبابا متنوعة لم يستطع العلماء حصرها حتى الآن. لذلك فاننا سنعرض للاسباب المعروفة للتخلف المدرسي وهي: 1 الاسباب العضوية: عديدة هي الاسباب العضوية التي تنعكس سلبا على القدرات العقلية للمريض. ولعل اكثر هذه الاسباب انتشارا هو قصور الدرقية الخلقي. 2 الاسباب العقلية: وقد عرضنا للامراض العقلية الطفولية في اكثر من موضع من هذا الكتاب. * الاسباب الوظيفية: لم يتوصل العلماء بعد الى تحديد الناقلات العصبية والمواد الكيميائية المؤثرة في القوى الادراكية كالذاكرة والتفكير والوعي. اما بالنسبة لعلاج حالات التخلف المدرسي فانه بالطبع يختلف باختلاف الاسباب الكامنة وراءه. فاذا كان السبب عضويا وجبت مراجعة الطبيب الاختصاصي لعلاج الحالة. اما اذا كان السبب نفسيا فان العلاج النفسي للطفل واحيانا لعائلته يطرح نفسه وذلك تبعا لحدة الحالة ولامكانيات الاهل الثقافية والمادية والتربوية في اتباع مثل هذا العلاج على انه وفي مثل هذه الحالات فانه من الخطأ معاملة هذا الطفل على انه متخلف عقليا او علاجه على هذا الاساس او قبوله في المدارس وفي الصفوف التي تضم المتخلفين. وفي الحالات التي ينجم فيها التخلف عن سبب عقلي فان علاجه يتبع في مساره نفس الخطوط العريضة التي شرحناها في الفقرة السابقة حول تربية الطفل المعاق عقليا. وفي نهاية حديثنا عن الاخفاق المدرسي لدى الاطفال لايمكننا ان نتجاهل العوامل الخارجية العديدة المؤثرة واحيانا المؤدية الى هذا الاخفاق. فهذه المشكلة ليست مسؤولية الطفل وحالته العقلية فقط بل هي مسؤولية الام، العائلة، المجتمع، المدرسة، البرامج الدراسية، الاساليب التعليمية والوراثة. هذه العوامل تتحمل مسؤولية غالبا ما تفوق مسؤولية الحالة العقلية للطفل.