المعلم الرباني الحكيم هومصباح الهداية , وشمس المعرفة وقمر الحقيقة , ونجم الارشاد، , قوله فصل في الخطاب , وفعله شرعة غمراء , هو قائد الفكر , وامام الرأي , وطبيب النفس , وليس هناك اقدر على التربية بعد الوالدين بتوفيق الله من المعلم الناجع الذي وفقه الله وسدد رأيه , وأنار بصيرته بالحق واستاذي (البوعلي) صاحب القلب الكبير , والعطاء الوافر الذي لا زال يعطي , ويعطي بسخاء من فكره وخلقه عطاء متميزا ولا عجب , فكأني به قد نذر نفسه للعلم والتعليم والتربية , فقد مارس التدريس والعمل الاداري في مدارس عدة مما اضاف الى شخصه الكريم تجارب وممارسات عديدة مكنته من اداء الواجب الانساني والحق الرباني في التسديد والتوجيه والنصح والارشاد وبالبحث على العلم وبالتخلق بآداب العلماء ورثة الانبياء وهذا هو ديدن ابو احمد وفقه الله ونفع به وبعلمه ولقد تشرفت بأن أكون احد تلامذته في المرحلة المتوسطة فكنت ارى فيه الاب الموجة المتابع , والاخ الفاضل الكريم والمعلم المربي الناصح.... كان يتحين الفرص السانحة واوقات النشاط فلا يبخل علينا بكلمات من نور لا زال اثرها منطبعا في نفوسنا يشهد له بها الطلبة والمعلمون على السواء .. ولم يتوقف هذا العطاء الثر بل استمر حين احيل على التقاعد فقد رأت النور تجاربه ومواقفه التربوية في كتابه الموسوم(حنين الذكريات) الذي وفق فيه بعد توفيق الله تعالى بان اخرج هذا السفر, وهو اضافة جادة في في مجاله : كي يستفيد منه العاملون في حقل التعليم والتربية، تربويين واداريين ومن اللافت في هذا الكتاب , أنه رسم من القلب , وصدق في القول وتجارب مواقف حقيقية لامست واقع التعليم والتربية في مملكتنا الحبيبة , نعم لقد دون فيه خواطره الجياشة وافكاره في ابداع , والمؤلف الكريم جال في مثل هذا واجاد , وجدير بمن ينظر في مثل هذه الاسفار بعين فاحصة مركزة أن يعود بخير عميم وقد اشتمل هذا المؤلف على اهداء مؤثر وتقديم معالي وزيرالتربية والتعليم الاستاذ الدكتور محمد بن أحمد الرشيد , وفقه الله وسدد خطاه شاهد صدق على محتوى الكتاب وروعة هذا الانجاز , حيث قال:أنه كتاب ادب , وعلم , وتربية , وسيرة ذاتية يستمتع بقراءته هاوي القراءة , ويستفيد من تجاربه العامل في حقل التربية والتعليم , ومن خبرته كل التلاميذ في مدرسة الحياة ) والمؤلف طرح وجهات نظره المبنية على التجربة بمنظور تربوي فكانت فصوله الثمانية قد اشتملت على تجاربه في الادارة المدرسية , والمعلم من وجهة نظره , ورحلته مع التعليم , ثم نزهه مع النشاط العلمي ولم يغفل اراءه في التربية بل دونها على شكل اسس وقواعد في اطار الشريعة السمحة , ناهيك عن مواقفه التربوية الطريفة , فكانت قمة في الاداء , وفضلا لأهل الفضل(وهل جزاء الاحسان الا الاحسان) ثم عرج على رحلاته المدرسية مع ابنائه الطلبة المدعمة بالشواهد وهي تعد اضواء مشبعة بالذكريات الحسنة وبالعلوم النافعة وبمعرفة الاماجد ثم ختم كتابه بقبسات من الماضي اشعلت فينا الحنين فكانت بحق حنين الذكريات , إنها شذرات ندية عبقة ووفاء كريم من رجل التعليم فهنيئا لك بهذا التطواف الجميل مع حنين الذكريات وكفى شرفا بالتعليم أن يرى المعلم ابناءه في مراكز متقدمة ومناصب عليا خدمة للعلم والتعليم والتربية والوطن , إنها ثمار التعليم وقد قطفت.. وعذرا ايها القارئ فلست بناقد للكتاب انما هي مساهمة مقلة ومشاركة أملاها علي الواجب لعلها تؤدي بعض الحقوق وتفي ببعض ما ذهبت اليه , إنه كتاب جدير بأن يقرأ ليس من ذوي الاختصاص فقط ولكن من كل من أراد الاستفادة من موضوع الكتاب .. اللهم اغفر لنا ولعلمائنا ولمشايخنا ولمعلمينا ولمن له فضل علم علينا. علي صالح السنني