حمد أحمد البوعلي، أحد رواد التربية والتعليم في بلادنا، حيث شهد بدايات التعليم النظامي، وعاش تطوره، وساهم بفاعلية من خلال أدوار متعددة. ولد عام 1356ه، وهو العام الذي افتتحت فيه مدرسة الهفوف الأولى (الأميرية)، وبداية التعليم النظامي في محافظة الأحساء، الذي تعثر قليلا، وبحكمة نجح الأستاذ والمربي الفاضل محمد علي النحاس في التأسيس الصحيح والانطلاقة، ولذا تدين له العملية التربوية والتعليمية في المحافظة أو أي منشأة تربوية أخرى. ومسيرة كفاح البوعلي وطموحه بزغت مع الإجازات الصيفية، حيث عمل لدى رجل الأعمال سعد حمد المعجل، ثم في الأمانة العامة للجمارك، وبعدها مدققا لمسيرات الرواتب بوزارة المعارف، وعين معلما عام 1384ه، لمادة اللغة العربية بمعهد إعداد المعلمين الابتدائية، وبعد عامين رشح مديرا لمدرسة الجفر الابتدائية والمتوسطة، ثم وكيلا لثانوية الهفوف، ومن عام 1388ه، وكيلا رسميا لثانوية الهفوف، وفي عام 1396ه كلف مديرا لثانوية الهفوف النهارية والليلية، حتى عام 1408ه، وبعدها مديرا لثانوية حراء، حتى تقاعده عام 1416ه، وبذلك تصبح حصيلة عمله في الميدان التربوي ثلاثة عقود ونصف العقد، وسبق هذه المسيرة النهل من العلوم والمعارف، وكانت البدايات بمدرسة الهفوف الأولى عام 1369ه، وانتقل بعد عام إلى مدرسة الكوت الابتدائية في منزل الأفندي، وتخرج من الابتدائية عام 1374ه، وتخرج من المعهد العلمي عام 1379ه، وبعدها بأربعة أعوام تخرج من كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وحصل على شهادة الصحافة بالمراسلة من القاهرة عام 1960م، وعمل مندوبا لمجلة الفكر العربي، وابتعث للدراسة بالجامعة الأمريكية في بيروت عام 1395ه. مسيرة علمية وعملية حافلة، زامل خلالها العديد من الشخصيات القيادية، ومن أبرزهم وزير التربية والتعليم الدكتور محمد احمد الرشيد، وخرج بخبرات عديدة وذكريات جميلة، وثقها في كتابه (حنين الذكريات.. مواقف واحدث تربوية)، الذي أصدره قبل أيام، رصد من خلاله تجاربه في الإدارة، ووجهة نظره في المعلم، ورحلته مع التعليم والنشاط الطلابي، وإدارته في التربية، وشريط الذكريات لمختلف المناشط، وأختتم بقبسات من الماضي. وجميل أن يطالعنا هذا التربوي بخبراته الطويلة أثُناء التحصيل والعمل، وما انعكس عليها من رؤى وأفكار نيرة، تخدم دون شك المهتمين بالحركة التربوية والتعليمية والتاريخية والاجتماعية، حيث لامس العديد منها، وطرحه بأسلوب أدبي، وتقرير وصفي رائع، وتميز في طرحه بمخاطبته القارئ بأسلوب النحوي المتمكن، وربيب اللغة الضليع، وبذلك يعد هذا الكتاب إضافة إلى المكتبة التربوية العربية المحلية. شمال شرق كسبنا الزميل العزيز الأخ خالد يوسف اليوسف أخا وزميلا فاضلا، ضرب أروع الأمثلة في التعاون والتكامل بين الإدارة والتحرير في مكتب الدار بالأحساء، وكانت مخرجات ذلك تطور في مستوى الأداء، ومثل أبي عبدالعزيز لا يفقد المكان، ولكن المكان هو الذي يفتقده، لأن الناجح دائما يحمل نجاحاته إلى أي موقع يذهب إليه.. نجاحات في فرع الدار بحفر الباطن مع أسرة المكتب هناك، ولن نقول لأبي عبدالعزيز وداعا، ولكن نقول أننا نعيش يوميا مع بعضنا، حيث تختلط أنفاسنا مع إصدار هذه المطبوعة.. معشوقتنا جميعا، حيث نلتف كلنا حولها على الخير دائما.