النفط يرتفع وسط مخاوف من اضطراب الإمدادات    نائب وزير الخارجية يستقبل سفيرَي بولندا وسريلانكا لدى المملكة    أمريكا تفرض عقوبات على قائد قوات الدعم السريع في السودان    حملات تمشيط تلاحق «فلول الأسد»    من رواد الشعر الشعبي في جازان.. علي بن صديق عطيف    53 قتيلا ضحايا زلزال التبت الصينية    محافظ صامطة يعزي أسرة البهكلي والشيخ المدخلي    بأمر الملك.. تعيين 81 عضواً بمرتبة مُلازم تحقيق في النيابة العامة    تعديل نظام المرور والموافقة على نظام المواد البترولية والبتروكيماوية    «الدفاع المدني»: أنصبوا الخيام بعيداً عن الأودية والمستنقعات    «الحياة الفطرية» تطلق 95 كائناً مهدداً بالانقراض في محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية    هيئة الأدب والنشر والترجمة تطلق النسخة الأولى من معرض جازان للكتاب    8 ملاعب تستضيف كأس آسيا 2027 في السعودية    45,885 شهيدا جراء العدوان الإسرائيلي على غزة    طرح سندات دولية بالدولار بقيمة 12 مليار دولار أمريكي    "سلمان للإغاثة" يوزّع مساعدات إغاثية متنوعة في مدينة دوما بمحافظة ريف دمشق    136 محطة ترصد هطول أمطار في 9 مناطق    اتفاق سوري - أردني على تأمين الحدود ومكافحة التهريب    أمانة المدينة تدشن المرحلة الثانية من مشروع " مسارات شوران "    إي اف جي هيرميس تنجح في إتمام صفقة الطرح الأولي ل «الموسى الصحية»    تعليم القصيم يطلق حملة "مجتمع متعلم لوطن طموح"    أمير الشرقية يستقبل رئيس وأعضاء جمعية أصدقاء السعودية    نائب أمير تبوك يطلع على نسب الإنجاز في المشروعات التي تنفذها أمانة المنطقة    جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل تطلق برنامج «راية» البحثي    التشكيل المتوقع لمواجهة الهلال والإتحاد    لياو: شكرًا لجماهير الرياض.. وإنزاغي يؤكد: الإرهاق سبب الخسارة    اللجنة المنظمة لرالي داكار تُجري تعديلاً في نتائج فئة السيارات.. والراجحي يتراجع للمركز الثاني في المرحلة الثانية    رئيس جمهورية التشيك يغادر جدة    "الأرصاد": رياح شديدة على منطقة تبوك    عبد العزيز آل سعود: كيف استطاع "نابليون العرب" توحيد المملكة السعودية تحت قيادته؟    البشت الحساوي".. شهرة وحضور في المحافل المحلية والدولية    القطاع الخاص يسدد 55% من قروضه للبنوك    6 فوائد للطقس البارد لتعزيز الصحة البدنية والعقلية    5 أشياء تجنبها لتحظى بليلة هادئة    الذكاء الاصطناعي ينجح في تنبيه الأطباء إلى مخاطر الانتحار    سفير فلسطين: شكراً حكومة المملكة لتقديمها خدمات لجميع مسلمي العالم    تنامي السجلات التجارية المُصدرة ل 67 %    في ربع نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين.. كلاسيكو مثير يجمع الهلال والاتحاد.. والتعاون يواجه القادسية    «شاهقة» رابغ الأقوى.. المسند: خطيرة على السفن    بداية جديدة    أهمية التعبير والإملاء والخط في تأسيس الطلبة    ليلة السامري    هندي ينتحر بسبب «نكد» زوجته    العداوة الداعمة    بلسان الجمل    النائب العام يتفقد مركز الحماية العدلية    جلوي بن عبدالعزيز يُكرِّم مدير عام التعليم السابق بالمنطقة    احتياطات منع الحمل    البلاستيك الدقيق بوابة للسرطان والعقم    جهاز لحماية مرضى الكلى والقلب    "رافد للأوقاف" تنظم اللقاء الأول    استقالة رئيس الحكومة الكندية    لماذا الهلال ثابت ؟!    مكة الأكثر أمطاراً في حالة الإثنين    صافرة الفنزويلي "خيسوس" تضبط مواجهة الهلال والاتحاد    العالم يصافح المرأة السورية    حماية البذرة..!    الأمير سعود بن نهار يزور مركزي" السيل والعطيف" ويقف على الأسكان التنموي والميقات.    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاستثمار السياحي في الاحساء يخيف رجال الأعمال
تمتلك كل مقومات النجاح في هذا المجال.. ولكن!
نشر في اليوم يوم 15 - 09 - 2003

تعج محافظة الأحساء بسلسلة من المواقع التاريخية الأثرية الهامة التي دائمأ ما تكون مقصداًً سياحيا يقضى فيه أهالي الأحساء أوقات الصيف فيها حتى غدا مقصدا سياحيا يتهافت عليه الزوار من خارج المحافظة ، والجهات المختصة من الهيئة العليا للسياحة واللجنة السياحة بالغرفة التجارية والصناعية بالأحساء وضعت جل اهتمامها الأول لإدراج تلك المواقع ضمن خططها المستقبلية لتحقيق أهداف تطويرية للمواقع الأثرية في محافظة، إضافة إلى توفر مواقع استراتيجية بمساحات وأسعار مناسبة تحملها بأن تكون موطنا لأستثمار سياحي بإقامة المشاريع التي تعكس صورة السياحة بالأحساء، وتعتبر دعوة قوية لرجال الأعمال لإقامة مشاريع استثمارية إذا طرحت الجهات المختصة في المواقع السياحية الحكومية فرصة لإستثمار المواقع السياحية التي دائما ما تشتهر بها محافظة الأحساء من سياحة ثقافية وتاريخية ، بدليل النجاح الباهر الذي حققه مهرجان ( غير جو ) في الأحساء الذي شهد إقبالاً كبيرا وصل إلى أعداد خيالية في العديد من الفعاليات لعل من أبرزها مهرجان سوق هجر التراثي ومهرجانات المدن السياحية ، وعروض صقور الجو، وفعاليات الأسواق والمجمعات إضافة إلى افتتاح ميناء العقير التاريخي.
ومع هذه العناصر البارزة والعوامل المشجعة إلا أن هناك عوائق للاستثمار السياحي تواجه رجال الأعمال في الأحساء.
وما يحمل على الأحساء لجعلها مقصدت سياحيت وخاصة في أوقات الصيف هي كونها أراضي زراعية خصبة فأكثر من 10 آلاف هكتار من الأراضي تعود لأكثر من 30 الف مزارع تشكل واقع الأحساء الزراعي الموغل في العمق التاريخي فالأحساء واحة زراعية حسدتها طبيعة المكان ووفرة المياه التي يرمز اليها مسماها ففي الأحساء اكثر من مليوني نخلة تنتج أفضل أنواع التمورفي العالم كالخلاص والرزيز والشيشي والغر والخنيزي والزاملي وغيرها. هذا إضافة الى أنتاج الأرز الحساوي ذي الجودة المتميزة والكثير من الفواكه والخضار, لذلك قامت الدولة بإنشاء مشروع الري والصرف بالأحساء للعمل على تقنين توزيع المياه على المزارعين في الواحة وفق أسس علمية إضافة الى توفير الرطب في زمن الصيف ويعقبه جني محصول التمر ، فتمور الأحساء تعد في واقع الأمر من اشهر التمور وأجودها في العالم، ويقال أن أنواعها تربو على مائة وأربعين نوعا شهيرا يقف على رأس قائمتها (الخلاص والرزيز والشيشي) وثمة أنواع عديدة أخرى وقد قامت حاليا على هذه الثروة الزراعية الهامة صناعات متعددة وسباق استثماري شرس ولاسيما ما يتعلق منها بصناعة الحلويات .
إضافة إلى موقعها الجغرافي المميز فهو يشكل ممراً يصل ويربط دول الخليج العربي بعضها ببعض ، كما حباها الله بطبيعة خلابة ومناخ صحو معتدل أغلب أوقات السنة ومواد طبيعية متعددة وامتلاكها المواقع التاريخية والأثرية إضافة الى الكثافة السكانية والاستقرار البشري والحضاري وتمتع أهلها بدماثة الخلق وأصالة التقاليد والمواريث الشعبية التي تشهدها محافظة الأحساء فقد بلغ عدد سكانها لهذا العام الحالي أكثر من (1230000نسمة) كما بلغت الواجهة البحرية لمحافظة الأحساء 230 كم ،جاء ذلك في دراسة أقامتها الإدارة العامة للتخطيط العمراني ببلدية الأحساء .وهناك العديد الذي لا يحصى من عوامل الجذب السياحي ومصادر المناشط السياحية والترفيهية على مستوى رفيع ، ولكن تبقى مخاوف رجال الأعمال من خوض منافسات استثمارية لمواقع سياحية أحيانا ، وتبقى حواجز منيعة توضع أمام رؤوس أموالهم لتعيق حركة التطور السياحي في الأحساء ، وهناك عدة تساؤلات ظلت حائرة أمام أهالي الأحساء لمعرفة أسباب التخوف والمعوقات التي تواجه الاستثمار السياحي في المحافظة.
صناعة هامة
تحدث عبدالمحسن عبد العزيز الجبر نائب رئيس مجلس إدارة الغرقة التجارية والصناعية بالأحساء ورئيس اللجنة السياحية قائلاً: أن السياحة في وقتنا هذا تعتبر صناعة هامة سريعة النمو والتطور حتى غدت الأولى اقتصادياً في تحريك وتنمية اقتصاد بعض الدول ، فالسياحة لها إسهامات واضحة وانعكاس مباشر على النمو الاقتصادي والرخاء الاجتماعي بما توفره من فرص وظيفية وتنشيط السوق المحلية وتحريك القطاعات الاستثمارية لذا على رجال الأعمال في المحافظة اعتبار السياحة رافداً وموردا اقتصاديا وفيرا بعيدا عن التخوف في خوض تلك المنافسات التي أصبحت ملازمة لبعض المستثمرين هنا ، مع وجود كل مقومات السياحة الناجحة بشتى أنواعها . ونحن في اللجنة السياحية نسعى جادين الى تطوير النمو السياحي والحفاظ على الطابع الفريد الذي تنفرد به الأحساء تاريخيا وتراثيا ، وخير دليل ولله الحمد النجاح الذي حققته سياحة الأحساء هذا العام فقد لاقى إقبالا كبيرا وتهافتا متزايدا من أهالي المحافظة وخارجها حتى آخر لحظات ختام الفعاليات ، وما سجلته سياحة الأحساء في السنوات القليلة الماضية يعتبر نذيرا لقرع جرس المنافسة سياحياً على مستوى المملكة لتكون الأحساء أحد المصايف الهامة في البلاد في السنوات القادمة.
المعوقات
وتحدث عبدالعزيز عبد الرحمن العامر مدير عام شركة الأحساء للسياحة والترفيه (أحسانا) وعضو اللجنة السياحية ..عن المعوقات التي تواجه الاستثمار السياحي قائلاً: هناك العديد من المشكلات والعوائق التي تواجه رجال الأعمال والشركات السياحية في الاستثمار السياحي في المحافظة والتي تقف أمام تطور قطاع الاستثمار السياحي الخاص ، منها وجود قوانين وأنظمة قديمة لا تتماشى مطلقا مع التطور الحديث لإنشاء استثمار سياحي في الوقت الراهن فضلا عن القيود التي فرضت على المستثمر فيما يتعلق بتملك الأراضي والعقارات وإتاحة الفرص، والمعاملات الطويلة التي تأخذ في إجرائها سنوات متعددة ، ويرى العامر: أن من الضروري إزالة تلك العوائق من أجل منظور سياحي يعكس صورة طيبة بدلا من جعل المشاريع حبرا على ورق ومعاملات في أدارج العديد من الشركات السياحية.
وأضاف.. أن تأسيس هيئة محلية مستقلة في محافظة الأحساء سوف تقلص بنسبة كبيرة من العقبات التي تواجه جميع الشؤون السياحية في المحافظة ، والمحافظة كفيلة بالنجاح بحكم مقوماتها أن تكون محط اهتمام جميع من له بصمة في الساحة السياحية في المملكة.
تخوف رجال الاعمال
وذكر إبراهيم بن محمد الدوسري مدير التسويق بالغرفة التجارية والصناعية بالأحساء وعضو اللجنة السياحية فيها : أنا أتساءل دائماً ما أسباب تخوف رجال الأعمال من طرح مشاريع سياحية داخل محافظة الأحساء بدلا من إقامتها خارج إطار منطقته ، فالكثافة السكانية والمواقع العقارية تجعلها كفيلة بنجاح تلك المشاريع ولا سيما إقامتها بين العمران والمناطق السكنية ، فأهالي الأحساء بالفعل يعانون من عطش ترفيهي وشح أماكن الترفيه ، ومناخ الاستثمار السياحي في الأحساء كفيل بكل مقومات النجاح ، ويعتبر ميناء العقير التاريخي على رأس البيئات المناسبة لإقامة مشروع سياحي يخدم أهالي الأحساء بدلا من التشبع الكبير الحاصل على أقصى الساحل الشرقي ، إضافة إلى جبل القارة ومسجد جواثا ومنتزه الأحساء الوطني والعيون المائية التي تملأ المحافظة ، كما يوجد مجال كبير لاستغلال الكوادر الحرفية التراثية والتاريخية التي تشتهر بها الأحساء والتي مثلت المحافظة في عدة مهرجانات.
البنية التحتية
وذكر محمد الحسيني عضو اللجنة السياحة بغرفة الأحساء : إن تكامل البنية التحتية ضرورية لإقامة أي مشروع استثماري ، والبنية الأساسية للاستثمار السياحي في الأحساء شبه مفقود وذلك فيما يتعلق بتوفير الخدمات والمتطلبات الأساسية التي يحتاجها أي مشروع سياحي من تنفيذ طرق ممهدة تصل بتلك المواقع وتوفير الخدمات بها ، فميناء العقير مثلاً يحتاج لمزيد من تلك الأساسيات التي يحتاجها المشروع السياحي ، فلو وفرت تلك الخدمات لتهافت رجال الأعمال وتسابقوا في صرا عات استثمارية في إقامة المشاريع هناك .
وأضاف الحسيني : أن قلة الوعي السياحي لدى أبناء المنطقة قد يكون عائقا أمام التطور في نمو سياحة الأحساء ، لذا يجب أن نعمل جادين على نشر الوعي السياحي بشتى الطرق والوسائل، ولا ننسى أن السياحة تعتبر من الروافد اللازمة للنمو الاقتصادي في البلاد.
سياحة الثقافة والتراث
وأكد وليد عبدالله الحسين رئيس وحدة الآثار والمتاحف بإدارة التربية والتعليم بالأحساء : أن الأحساء لها جوانب عديد تحملها على مستقبل سياحي كبير لكثرة المواقع الأثرية والثقافية ، خاصة بعد إعلان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان الأمين العام للهيئة العليا للسياحة ببرنامج ( سياحة الثقافة والتراث ) لتكون الأحساء من المواقع الأولى لتنفيذ هذا البرنامج كما أن الأحساء تتميز بتوفر الكثير من المواقع التراثية والتاريخية القديمة الصالحة لأن تكون مواقع سياحية كميناء العقير التاريخي والقصور والقلاع الأثرية وجبل القارة ومسجد جواثا والعيون المائية ، كما كان لموقعها الجغرافي نقطة التقاء في رفع مستواها السياحي
وكان التركيز على الجانب التراثي الأحسائي في إقامة العديد من فعاليات سياحية في صيف الشرقية لهذا العام .. جاء من دراسة عميقة بأسباب وعوامل عديدة فأبرز تلك الفعاليات مهرجان سوق هجر التراثي حيث شمل هذا الجانب من السوق الشعبي بدكاكينه وأجنحته وساحاته الداخلية والخارجية التي تتنوع فيها الأنشطة سواء الحرفية منها أو الصور الاجتماعية المتنوعة، حرف وفنون وعادات وتقاليد القدماء.
اهداف السياحة
وأضاف يوسف الخميس المشرف الثقافي برعاية الشباب بالأحساء ومسؤول التراث الشعبي بجمعية الثقافة والفنون يقول : تركزت أهداف السياحة التراثية على غرس القيم الدينية، والاجتماعية التي تمتد جذورها في أعماق التاريخ للبطولات الإسلامية لاسترجاع العادات، والتقاليد الحميدة، التي حث عليها الدين الإسلامي الحنيف وإيجاد صيغة للتلاحم بين الموروث الشعبي بجميع جوانبه، وبين الإنجازات الحضارية التي تعيشها الأحساء والعمل على إزالة الحواجز الوهمية بين الإبداع الأدبي و الفني و بين الموروث الشعبي وتشجيع اكتشاف التراث الشعبي، وبلورته بالصياغة، والتوظيف في أعمال أدبية، وفنية ناجحة ، و الحث على الاهتمام بالتراث الشعبي ورعايته وصقله، والتعهد بحفظه من الضياع، وحمايته من الإهمال والعمل على صقل قيم الموروث الشعبي ليدفع برموزه إلى واجهته الإبداعية، ليكون في متناول المبدعين من مورثاتهم الفنية بألوان الفن والأدب فقد تركزت تلك الفعاليات على الموروث الشعبي والتراث القديم.
وأضاف.. أن الأحساء بعد مرور سنتين من نشاطها السياحي وتنوع فعالياتها تعتبر بصمة نجاح لمستقبل سياحي واعد ، وهناك خطط ومشاريع كبيرة نحتفظ بها وبتنفيذها نصل إلى مزاحمة المواقع السياحية في المملكة.
وثمة قصور تاريخية اشتهرت بها الأحساء أهمها قصر إبراهيم بحي الكوت بالهفوف، وهو احد القصور الذي يعد بالفعل معلما سياحيا بارزا والذي أقيمت فيه فعاليات مهرجان سوق هجر التراثي،ضمن فعاليات مهرجان سياحة الأحساء هذا العام ( غير جو) والذي لاقى إقبالا كبير من الزوار والسواح، وتأتي أهميته التاريخية في موقعه في الجزء الشمالي الشرقي من حي الكوت أحد أقدم أحياء المنطقة وكان يشكل جزءاً من سور المدينة الشمالي الذي تم بناؤه في فترة الاحتلال العثماني الأول ما بين عام 956ه وعام 1091ه ، وتم تطوير المنطقة المحيطة بالقصر وأصبحت مركزاً إدارياً للحكومة الإقليمية .
أما تاريخ بناء هذا القصر الذي تقدر مساحته ب 16500م فيرجع إلى عهد الجبريين الذين كانوا يحكمون الأحساء قبل قدوم العثمانيين ما بين عام 840ه وعام 941ه وقد استولى العثمانيون في حملتهم الأولى على قصر إبراهيم إلا أنهم لم يدخلوا أي تعديلات على الشكل العام عليه ولكنهم أقاموا سور الكوت وأوصلوه بسور القصر ليصبح القصر قصراً داخلياً بعدها تم إحداث عدة تغييرات كبيرة داخله وكان ذلك بمثابة انعكاس للتغيرات العسكرية والثقافية حيث جلب العثمانيون معهم أساليب وطرزاً معمارية جديدة مع الموروث المعماري المحلي بالمنطقة ونشأ من هذا أسلوب معماري جديد ظهر في شكل الأقواس والقباب والزخارف الجصية الموجودة في مباني القصر والتي فرضتها مواد البناء التقليدية المحلية.
العقير مشهد تاريخي قديم
هو الميناء للمملكة على شاطئ الخليج العربي سابقا حيث ترسو المراكب التي كانت تفد إليه من دول ذات الاتصال التجاري في المنطقة, فقد كانت المؤن تصل الى الأحساء ونجد وعدد من المناطق الداخلية في المملكة عبر جمرك هذا الميناء, وقد اشتهر الميناء بعقد اتفاقية العقير الشهيرة بين المملكة وبريطانيا وقد توقف العمل في الميناء بعد توسع أعمال تصدير البترول من الموانئ الحديثة وإنشاء ميناء الملك عبدالعزيز في الدمام لتلبية الاحتياج المتزايد من التبادل التجاري مع دول العالم, ولا تزال آثار العقير باقية حتى الآن منها ساحة الجمرك ومكاتب الوكلاء ومكاتب الميناء, وتعد وزارة المواصلات لإعادة الطريق القديم الذي يربط الأحساء بالعقير من خلال بلدة الجشة, كما انه يوجد طريق من خلال مدينة العيون يصل الى العقير التي تبعد مسافة 120 كيلو مترا ولعلي هنا لا انسى ميناء العقير، وهو اشهر ميناء عرف ليس في تاريخ الأحساء، بل في تاريخ شبه الجزيرة العربية والخليج لفترة تاريخية، موغلة في القدم، فقد عرف هذا الميناء بنشاط تجاري كبير، حيث ترسو فيه السفن المحملة بمختلف البضائع المجلوبة من دول الشرق والغرب، وقد تحولت الأحساء بسبب وجود هذا الميناء إلى منطقة جذب تجاري شهير يعرفه التجار جيدا، ولعله مازال يعلق في ذاكرة بعضهم. وقد ضمنت الجهة المنظمة لمهرجان سياحة الأحساء لهذا العام التابع لمهرجان سياحة الشرقية (غير جو) فعاليات متفرقة في مبنى الخان القديم الذي تم ترميمه وتجهيزه مأخراً ليكون صالحا لاستقبال الزوار وإقامة الفعاليات فيه من المسابقات للعوائل والأطفال وعروض للفنون الشعبية وتوزيع الجوائز ، كما هيأت بلدية الأحساء الشاطئ بتأمين المرافق والمظلات والإنارة ودورات المياه سعياً الى راحة ورضا الزوار للفعاليات المهرجان
العيون تطبع السياحة
برونق فريد
واذا كانت هذه الواحة الجميلة قد اشتهرت بزراعة التمور حيث تنتج اجود التمور في العالم ، فانها اشتهرت كذلك بمياهها الجارية الدافقة التي مازالت تروي بساتين الواحة على امتدادها،مما أخذت الطابع السياحي فالأحساء ارض خير اكتسبت اسمها من مضمون طبيعتها الجغرافية حيث وفرة المياه وعذوبتها إذ توجد أكثر من 30 عيناً طبيعية التدفق كانت تمد الواحة الزراعية بالمياه عبر مجموعة انهر وجداول تشكل في مضمونها شبكة الري التقليدية في الأحساء قبل إقامة مشروع الري والصرف ومن أهم هذه العيون: باهلة وبرابر والبحيرية والقربات والحقل والحارة والحويرات والجوهرية والخدود والمطيرفي وأم سبعة وصويدرة ومع إنشاء مشروع الري والصرف تم تحسين وضع هذه العيون بإقامة مسابح حولها وطرق تصريف مدروسة لإمداد قنوات الري, كما أدخلت الهيئة تقنيات حديثة لزيادة قدرات هذه العيون على إمداد قنوات الري بالمياه بعد حالة التراجع في مستويات تدفقها وتعد الخدود من اكبر هذه العيون إضافة الى عين الحقل وعين أم سبعة أما عين النجم ذات المياه المعدنية الكبريتية والخاصية الدافئة فقد كان لها مكانة هامة ثم اخذت مكانتها في سنوات لاحقة بعد دخول الملك عبدالعزيز للأحساء واعيد بناء قبتها والمجالس المحيطة بها وتم تطوير مسابحها والحدائق حولها. ويقال ان عددها يربو على تسعين عينا شهيرة، وبعضها تنبع منه مياه كبريتية، ولذلك اشتهرت بعض العيون بالأحساء بانها خير منتجع صحي لمن يعانون آلام الروماتيزم والمفاصل وغيرها من امراض العظام، بل ان مياهها مفيدة لعدد غير قليل من الامراض الجلدية الشائعة، و الهيئة العامة للسياحة بالمملكة قد ادرجت هذه العيون في قائمة اهتماماتها المستقبلية لتحديث المناطق السياحية بالأحساء وهي تستحق ذلك.
جواثا معلم إسلامي قديم
هو ثاني مسجد أقيمت فيه صلاة الجمعة في الإسلام بعد مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ حين اسلم بنو عبد قيس هموا ببناء هذا المسجد الذي لاتزال آثاره باقية حتى الآن واهتمت إدارة المنتزه الوطني بالأحساء باعتبارها الجهة المسؤولة عن المنطقة المحيطة بها برعاية وتحسين تلك المنطقة وتحويلها الى مقر سياحي يقصده العديد من الزوار, وتقوم إدارة الآثار التابعة لوزارة المعارف بالتنقيب حول المسجد وترميم بقاياه ويبعد المسجد عن الهفوف حوالي 17 كلم وبالأحساء أنشطة متعددة إذا استثنينا الأنشطة الزراعية التي اشتهر بها اهلها من بينها اشتغالهم بصناعة البشوت، وهي صناعة شهيرة عرف بها اهالي الأحساء منذ زمن قديم، وتحديدا منذ أن بدأ إنسان هذه المنطقة في استخدام البشوت، والبشت الحساوي له شهرة طبقت الآفاق ويزور الأحساء على مدار العام شخصيات مرموقة من دول الخليج للبحث عن البشوت الحساوية، وبعضها يصنع حسب مواصفات يطلبها الزبائن من الصانعين إضافة إلى الحرف التي اشتهرت بها الأحساء من صناعة الفخار وصناعة المداد والخواصة وهي صناعة مستلزمات مختلفة من خوص النخل كالمفارش والقفاصة والحصر والسلال والمنسف والسفر.
وبعد ذلك كله يبقى السؤال: من المسؤول عن تطوير السياحة في الأحساء هل هم رجال الأعمال والقطاع الخاص ، أم من المسؤول؟.
احدى عيون الاحساء


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.