شهد القطاع السياحي الاردني هذا الصيف حالة من عدم التوازن وفقدان الاستقرار متأثرا بالدرجة الاولى بالتطورات السياسية الاقليمية اضافة الى عوامل محلية اخرى وعوامل المنافسة الشديدة من دول الجوار0وبالرغم من هذا الوضع غير المستقر فان المسؤولين عن القطاعات السياحية الاردنية يرون ان المرافق السياحية في العاصمة عمان من فنادق وشقق مفروشة شهدت انتعاشا مقبولا بفضل السياح العرب. ولم تفلح جهود وزارة السياحة الاردنية في انعاش الموسم السياحي بالدرجة المطلوبة نظرا لان هذه الجهود جاءت متأخرة بعد ان اجتاز الموسم السياحي نصف مدته ونظرا للمنافسة الشديدة على استقطاب السياح العرب بصفة عامة والخليجيين بصورة خاصة من قبل الدول المجاورة.ولم يخف المسؤولون الانتقادات التي وجهوها سواء للمواطن الاردني الذي اقبل هذا العام بصورة غير مسبوقة على السياحة الخارجية بسبب انخفاض التكاليف واغراءات العروض التي قدمت اليه او الى اصحاب الفنادق الذين لم يقدموا العروض السياحية التي تغري المواطن للبقاء في بلده0 وحفلت الصحف اليومية بالنصيب الاكبر من حملة ترويج سياحية الى الخارج وخاصة الى سورياولبنانوتركيا بحيث شكلت الاعلانات السياحية للشركات والمكاتب السياحية يوميا وعلى مدار الاسبوع اكثر من 50 بالمائة من الحجم الاعلاني للصحف0 وبحسابات بسيطة جدا تبين للمواطن الاردني ان قضاء اربعة او خمسة ايام في لبنان او سوريا او تركيا تكلفه اقل كثيرا من تمضية يومين في العقبة او البتراء الاردنيتين0وحفز هذا الوضع وزراة السياحة الى اقناع المسؤولين عن الفنادق والشركات السياحية الى اطلاق حملة متأخرة لاستقطاب السائح الاردني والعربي محليا وانقاذ ما تبقى من الموسم السياحي خاصة فى منطقة البتراء الاثرية التي كانت الاشد معاناة وخسارة وعانت ازمة حقيقية في هذا المجال0 واطلقت هذه الحملة قبل اسبوعين عارضة على المواطن والسائح العربي تمضية ليليتين مع وجبتين في فنادق ثلاثة نجوم بما يعادل سبعة دنانير اردنية /حوالي عشرة دولارات/ ترتفع تدريجيا الى 29 دينارا /حوالي 37 دولارا/ في فنادق الخمسة نجوم0 وسبقت هذه الحملة ورافقتها حملة لوزارة السياحة عبر رسوم كاريكاتيرية تحت عنوان ياهلا بالضيف تحث المواطن الاردني ايا كان موقعه على التعامل الطيب والحسن مع السياح والزائرين بما يعكس مدى التحضر وسمو الاخلاق ومقدار المسؤولية تجاه الوطن0واكد رئيس سلطة اقليم البتراء المهندس شحادة ابو هديب على وجود ازمة حادة في السياحة تهدد فنادق الاقليم بالاغلاق مشيرا الى نسبة الاشغال في بعض الفنادق خلال العامين الحالي والسابق تكاد تصل الى الصفر لافتا الى ان تحسنا طفيفا طرأ واقتصر على بعض الفنادق الكبيرة فقط فيما لاتزال الفنادق من فئة ثلاثة نجوم واقل تعاني الازمة الحادة. واعرب ابو هديب عن امله في ان تساهم السياحة الاوروبية والاجنبية التي تبدأ مع مطلع شهر سبتمبر المقبل في انعاش ولو بسيط لهذه الفنادق حيث يساعد المناخ على زيارة هذه المدينة الاثرية فى هذا الموسم. وقال مسؤول فى احد الفنادق الكبيرة في العاصمة ان الموسم السياحي العربي وعودة العديد من المغتربين انعش هذه الفنادق بصورة ما الا انه لم يعد الحياة اليها0 وقال امين سر جمعية الفنادق الاردنية عبد الرؤوف ابو رصاع ان نسبة الاشغال في الفنادق الكبرى وصلت الى 60 بالمائة مبينا ان الخسائر تقدر بالملايين داعيا الى مزيد من الجهد والوقت لتجاوز الازمة0. واعرب ابو رصاع عن الاسف لان الاوضاع لاتزال دون مستوى الآمال في ظل عدم الاستقرار السياسي الذي تشهده المنطقة وفي ظل تأثير الاسواق المجاورة التي تقدم اسعارا مخفضة جدا مقارنة باسعارنا. واشار مسؤول آخر الى ان السياح العرب يركزون على متطلبات خاصة تختلف عن متطلبات السائح الاوروبي والاميركي حيث يقبلون على الشقق المفروشة وعلى المواقع الترفيهية اكثر من الاقبال على المواقع الاثرية.وقال ان نسبة الاشغال في الشقق المفروشة وصلت الى حوالي 80 بالمائة