ينتظر أن يرتفع عدد زوار المهرجانات خلال العام الحالي إلى 8.800 ملايين زائر مقارنة ب 8 ملايين زائر العام الماضي، فيما تعد مهرجانات التسوق القاسم المشترك في جميع الفعاليات السياحية التي تقام في مناطق المملكة. وقد أعلنت هيئة السياحة والآثار أن الصيف الحالي يشهد إطلاق أكثر من 500 فعالية ترفيهية وثقافية واجتماعية وتراثية ورياضية في مختلف مناطق المملكة عبر 27 مهرجانا سياحيا. وكشف مسؤولو المهرجانات السياحية في مناطق المملكة عن العديد من الفعاليات وما تحمله من جديد هذا العام، مؤكدين الحاجة إلى تكثيف الفعاليات والمهرجانات لتشمل العام بأكمله، وليس فترات الإجازة المدرسية وحدها، لما لها من دور مهم في دعم الاقتصاد الوطني وتصحيح وتغيير كثير من المفاهيم الخاطئة عن السياحة. وفق المعلومات التي أعلنتها الهيئة فإن إجازة الصيف تمتد لحوالى 86 يوما وتتضمن فترة عيد الفطر المبارك وما بعدها حتى بدء العام الدراسي، وأن عدد مهرجانات الصيف زادت 17 في المئة مقارنة بعدد المهرجانات الصيفية في 2011، وتقام الفعاليات والأنشطة السياحية في 10 مناطق بالمملكة، فيما يبلغ متوسط مدة المهرجانات 30 يوما، فيما ستسهم المهرجانات في توفير 3800 فرصة وظيفية للشباب بصورة مؤقتة في الصيف، كما تسهم في إنعاش الاقتصاد المحلي للمنطقة التي يقام فيها المهرجان، بجانب تسويق وإبراز الوجهات السياحية وتحقيق الجذب السياحي. وتشير التوقعات إلى ارتفاع حجم عدد الرحلات السياحية المحلية خلال هذا الصيف حيث تشير دراسات مركز (ماس) إلى ارتفاع الرحلات السياحية المحلية إلى 6 ملايين رحلة، مقابل 5.7 ملايين رحلة سياحية متحققة لنفس الفترة من صيف العام الماضي، بنسبة نمو 5 في المئة وارتفاع مصروفات الحركة المحلية لصيف هذا العام إلى 7.4 مليار ريال، مقابل دخل متحقق بلغ 6.5 مليار ريال لصيف العام الماضي، بزيادة 14 في المئة. إلى ذلك أوضحت دراسة لمركز «ماس» التابع للهيئة العليا للسياحة أن حاجة الأسر السعودية إلى غرفتين بالفنادق على الأقل، ترفع التكلفة وتجعل من الشقق المفروشة خيارا ضروريا للعائلة حيث يتراوح إيجار الشقق المفروشة من 250 ريالا يوميا إلى 550 ريالا. وأوضحت دراسة إحصائية مختصة أن عدد مباني الشقق في محافظة جدة يصل إلى أكثر من 490 منشأة بطاقة قدرها 11500 ألف وحدة سكنية فيما يبلغ عدد الفنادق في جدة أكثر من 98 فندقا بطاقة تشغيلية قدرها 12.5 ألف غرفة وتتراوح التكلفة ما بين 100ريال للغرفة إلى 900 ريال للفيلا الواحدة وتعتبر الشاليهات الأكثر تكلفة حيث يبلغ متوسط الإيجار حوالى 1000 إلى 2500 ريال لليلة الواحدة. وكانت إحصائية أجراها مركز المعلومات السياحية والأبحاث في الهيئة العليا للسياحة قد أظهرت أن 20 في المئة من زوار جدة يفضلون السكن بالفنادق بينما يفضل 50 في المئة الشقق المفروشة، و 19 في المئة يفضلون السكن الخاص أو الإقامة مع الأقارب والأصدقاء. في إجازة الصيف وما بين السياحة الداخلية والسياحة الخارجية قواسم مشتركة فكل شيء ملتهب: الأسعار، البرامج ودرجات الحرارة، والسياحة الداخلية سيناريو متكرر كل عام، أنشطة وبرامج محدودة أو مكررة أو غير كافية، حجوزات طيران غير متوفرة، شقق وفنادق تستغل المواطن وشاليهات بأسعار خيالية تصل إلى 1500 ريال في اليوم. أما السياحة الخارجية فهي على مستويات منها ما يخص العوائل التي كانت تتجه إلى عواصم عربية معروفة، وحسب استطلاعات الرأي يتجه أكثر من 70 في المئة من السياح السعوديين إلى تغيير وجهتهم عنها في ظل الأوضاع المتردية في بعضها حيث انعدمت نسبة المسافرين إلى سوريا وانخفضت إلى مصر ولبنان وتونس، فيما كسبت ماليزيا الجولة مع تركيا حيث ظلتا الخيارين المفضلين للعائلات. وعلى الصعيد العالمي تراجعت أسر سعودية عن قرار السفر إلى بعض الدول الأوروبية بعضها لأسباب مادية وبعضها الآخر بسبب المضايقات التي تتعرض لها السائحات خاصة في ما يتعلق بالحجاب. مكاتب الحجز وتنظيم الرحلات أكدت أن تركيا وماليزيا هما الخياران المتداولان للأسر السعودية متوسطة الدخل في صيف العام. وداخليا تتنوع مهرجانات الصيف من منطقة لأخرى فمن مهرجانات التسوق والمعارض والفنون الشعبية إلى الرياضات البحرية وفعاليات الصحراء وعروض السيارات القديمة والسيرك إلى المنتجات التراثية وأسواق الحرف اليدوية والأسر المنتجة وفعاليات ذوي الاحتياجات الخاصة ومسرح الطفل والأسرة والأمسيات الشعرية. ويعزو مختصون ارتفاع أسعار الخدمات إلى قصر مدة الإجازة الصيفية حيث تقتصر على أسبوعين من رجب وثلاثة أسابيع من شهر شعبان بينما لا يعد كذلك شهر رمضان الذي تتوقف خلاله الأنشطة الترفيهية. ضمن برامج الصيف ويشتكي سياح الداخل من ارتفاع أسعار الشاليهات والخدمات وزحام المرور حول الأسواق والمراكز التجارية في مدينة جدة بوجه خاص، وعدم إحكام الرقابة على المطاعم في المدن السياحية بشكل عام، فضلا عن غياب برامج الفعاليات والأنشطة المصاحبة لهذه المهرجانات. وإلى ذلك يشير محمد صالح ومحمد العبدالله وسالم الزهراني إلى أنهم لا يعلمون شيئا عن أي برامج معدة مسبقا عن هذه الأنشطة، مرجعين أسباب ذلك إلى ضعف الدعاية للمهرجانات والأنشطة، أو ربطها بملاهٍ ومراكز تجارية وبرامج للتسوق يتم إقحامها كأنما هي برامج خاصة بالصيف. ويشتكي فريق آخر من قلة خيارات السياحة الداخلية أمامهم حيث تأتي جدة في المرتبة الأولى لقربها من مكةالمكرمة وتنوع برامجها، وبعدها أبها والطائف بدرجات أقل، وما عدا ذلك محالاوت خجولة في باقي مدن المملكة وبرامج لاتجد الإقبال المنتظر. وقال متعاملون في قطاع السفر والسياحة بالمنطقة الشرقية إن أغلب المقاعد على الرحلات المتجهة إلى تركيا وماليزيا قد نفدت قبل بدء الإجازة، فيما انخفضت نسبة السفر إلى مصر ولبنان. وتمثل الإجازة فرصة مناسبة للسفر للدول المجاورة وخصوصا البلدان القريبة كما يرى سامي العبد الهادي «متعامل»، موضحا أن تركيا وماليزيا ومصر ولبنان تمثل أكثر البلدان جذبا للأسر السعودية، مضيفا أن جميع الرحلات المنطلقة من الدمام باتجاه تلك الدول قد وجدت إقبالا ملحوظا، كما أن عملية الحجز المبكر بدأت بشكل كبير خلال الأسابيع الماضية، حيث يحرص الكثير على شراء المقاعد المخفضة، فيما سجلت العديد من مكاتب السفر والسياحة استقبالا مبكرا لحجوزات الصيف، مضيفا أن حركة السفر مع انطلاقة إجازة الصيف تتركز في المرحلة الأولى على دول شرق آسيا فيما ترتفع وتيرة الطلب على البلدان الأوروبية والولايات المتحدة في المرحلة الثانية. وقال عادل العبدالله الذي قرر تمضية إجازته في جدة وزيارة مكة: «لاحظت زحام الشقق المفروشة ومغالاة الشاليهات حتى وصل سعر الليلة الواحدة فيها إلى 5 آلاف». ويتفق عدد من الزوار، على أن مظاهر الزحام في جدة وأبها والطائف تنعكس على الشقق المفروشة والشاليهات، فيما تشهد أسواق جدة زحاما ملحوظا لقضاء وقت لأجل التجول في السوق وتناول العشاء على اعتبار أن الخيارات لمن يرغب في قضاء وقت مع أسرته خيارات محدودة ولا تخرج عن المركز التجاري أو المطعم وإن كانت الأسواق والمراكز التجارية الجديدة تحتوي على مطاعم تلبي احتياجات الأسرة. ويذهب مواطنون إلى التنبيه على مخاطر السفر إلى بعض الدول العربية التي تعاني من اضطرابات ومشكلات، فضلا عن أن السفر إلى أوروبا يعد خيارا محدودا لكثير من الأسر، فيما يشتكي المصطاف عادة من ارتفاع أسعار التذاكر وندرة العروض المشجعة للسفر إلى دول آمنة ومقبولة اجتماعيا، ويجمعون على أن العام المنصرم شهد إقبالا على السفر للخارج وقد تكرر هذا العام مع توجيه بوصلة السفر إلى دول محدودة أبرزها تركيا وماليزيا في حين أن أسرا سعودية أصبحت تقضي إجازتها في دول مثل كندا واستراليا وبريطانبا وأمريكا ليس بقصد الاصطياف هناك لكنه بقدر ما هو لزيارة أبنائهم المبتعثين إلى تلك الدول، وهذا يكون فقط للأسر المقتدرة ماديا لاسيما أن أسعار التذاكر إلى تلك الدول مرتفعة. ويرى فيصل محسن العطاس أن معاناة السياح في كل موسم صيف تتمثل في ضعف البرامج الصيفية، والأجواء الحارة والأسعار المرتفعة وصعوبة الحجوزات، ولا يمكن نجاح أي سياحة ما لم يتم ضبط الأسعار وتوفير الخدمات. ويشير صالح الغامدي ومحمد الحسني عريسان مقبلان على الزواج إلى معاناة العرسان بصفة خاصة في الصيف مع ارتفاع أسعار الفنادق والشقق المفروشة، فضلا على ارتفاع أسعار الخدمات السياحية في المتنزهات والكورنيش والمطاعم. وفي عسير يقول محمد علي الشهري إنه وعائلته يصيفون بنصب خيمتهم في المنتزهات للتغلب على أسعار الفنادق والشقق المفروشة. ويؤكد كل من سعد محمد وعبدالله بن سعد وأحمد الصغير حيث تم استئجار شقتين بواقع 400 ريال للشقة الواحدة وذلك لليلة الواحدة ارتفاع الأسعار، فيما يشتكي أحمد مناع بدوره من ارتفاع أسعار الشقق المفروشة والفنادق على مختلف درجاتها، متسائلا: لماذا لا يدفع الزائر لجدة أو أبها السعر نفسه الذي يدفعه للشقة قبل موسم الاصطياف. إلى ذلك قال خالد العمر مسؤول في إحدى الشقق المفروشة في جدة: إن الشقق السكنية المفروشة والفنادق تشهد في الصيف نسبة إشغال كاملة حيث تتراوح أجور السكن بين 500 700 ريال للشقة الواحدة وهو الأمر الذي يدفع ببعض المواطنين الذين يرغبون بالسياحة في المنطقة خلال فترة الإجازة إلى التذمر المتزايد من استغلال ملاك الشقق السكنية المفروشة لحاجة السياح الشديدة للسكن ورفع الأسعار بشكل مبالغ فيه بعيدا عن الرقابة. ربما لهذا السبب تتولى الهيئة العليا للسياحة بالتعاون مع وزارة التجارة تنفيذ جولات ميدانية رقابية على الفنادق ومراكز الشقق المفروشة للتأكد من الخدمات التي تقدمها وتوافقها مع التصنيف المعطى لها من قبل وزارة التجارة بهدف رفع الجودة وضمان مراقبة الأسعار خاصة في مواسم الإجازات التي ترتفع فيها الأسعار بنسبة حددتها وزارة التجارة. وتأتي مشاركة الهيئة في الجولات الميدانية بتوقيع الطرفين اتفاقية لتطبيق نظام المراقبة الدائمة على هذه المواقع بهدف دفع عجلة التنمية السياحية. واعتبر مدير مرور جدة العميد محمد القحطاني أن جدة مدينة يقصدها مئات الآلاف من الزوار على مدى العام وتبلغ ذروة الزحام في الإجازات وفي رمضان والأعياد، فيما تشهد ورشة لمشاريع تنموية مختلفة في الطرق والجسور والصرف الصحي، وذلك يترك أثرا سلبيا على الحركة المرورية «فنحاول عن طريق اللجنة المرورية دراسة وضع تحويلات لأي مشروع قائم لتخفيف الأثر السلبي قدر الإمكان مع تأمين انسيابية في الحركة المرورية».. وأكد العميد القحطاني أن الانتهاء من هذه المشاريع سيخفف من إشكالية الزحام المروري بنسبة معينة، مشيرا إلى أن الحل السليم يكمن في إيجاد طرق نقل عام تتناسب مع طبيعة سكان المدينة.