سعى رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في محادثاته مع الرئيس الامريكي جورج بوش امس الثلاثاء لتهدئة مخاوفه بشأن السياج الامني المزمع اقامته في الضفة الغربية والذي يدينه الفلسطينيون باعتباره اغتصابا للارض. وقال مسؤولون اسرائيليون عشية زيارة شارون الثامنة للبيت الابيض منذ توليه رئاسة الوزراء انه سيأخذ تعليقات بوش على هذا الامر بجدية واشاروا الى ان المرحلة النهائية من الجدار الامني التي تقام على اراض يريد الفلسطينيون اقامة دولتهم عليها لم تتقرر بعد.وقال احد المسؤولين ليس هناك جدار بين شارون وبوش مشيرا الى ان اي خلافات يمكن حلها. من جهة اخرى اعلنت مصادر اسرائيلية ترافق شارون ان كوندليزا رايس مستشارة الرئيس الامريكى للامن القومى لم تطلب منه خلال لقائهما وقف تنفيذ الجدار الامنى فى الضفة الغربية واكد السفير الاسرائيلى فى واشنطن دانى أيالون انه وبموجب تقديراته ستكون قضية الجدار الفاصل احدى القضايا الهامشية فى محادثات واشنطن رغم ما قيل عن تحفظات امريكية على الجدار التى ترى فى هذا الجدار محاولة لترسيم حدود سياسية وخطوة أحادية الجانب تهدف الى التأثير على التسوية النهائية0 وبدأ شارون المحادثات متعهدا باطلاق سراح 540 سجينا فلسطينيا من بينهم 210 من اعضاء الجماعات الاسلامية كانت اسرائيل ترفض الافراج عنهم وذلك في محاولة لتعزيز موقف رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس وخطة السلام التي تدعمها الولاياتالمتحدة والمعروفة باسم /خارطة الطريق. وتهدف الخطة الى انهاء الصراع والانتفاضة الفلسطينية المندلعة ضد الاحتلال الاسرائيلي منذ 34 شهرا واقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2005. ورحب سكوت مكليلان المتحدث باسم البيت الابيض بقرار اسرائيل الافراج عن السجناء قائلا ان مثل هذه الخطوات تسهل احراز تقدم على طريق السلام. لكن الفلسطينيين يطالبون بالافراج عن جميع السجناء وعددهم ستة الاف سجين فلسطيني في السجون الاسرائيلية. وفي لفتة اخرى قبل بدء زيارة شارون ازالت القوات الاسرائيلية نقاط تفتيش بالقرب من رام الله والخليل بالضفة الغربية وفتحت بذلك الطريق امام اكثر من مئة قرية لاول مرة منذ اندلاع الانتفاضة. واعرب بوش عن قلقه يوم الجمعة الماضي من السياج الامني ووصفه بانه مشكلة بعد محادثاته مع عباس في البيت الابيض التي بدا انها تضع رئيس الوزراء الفلسطيني المعتدل على قدم المساواة مع شارون في واشنطن. وقال بوش من الصعب للغاية بناء الثقة بين الفلسطينيين واسرائيل مع اقامة سياج يتلوى كالثعبان عبر الضفة الغربية. ويخشى الفلسطينيون ان يكون هذا السياج الذي يقطع اراضي الضفة الغربية بمثابة ترسيم من جانب واحد لحدود دولتهم المستقبلية ووضع مساحات كبيرة من الاراضي المصادرة في الضفة الغربية داخل الجانب الاسرائيلي من السياج. وحاول شارون اقناع بوش بان السياج يستهدف فقط منع المهاجمين الفلسطينيين من الوصول الى المدن الاسرائيلية.لكن الحقيقة الماثلة هي ان مئات من قطع الاراضي الزراعية الفلسطينية اصبحت معزولة على جانبي السياج في الضفة الغربية. وتعتزم اسرائيل الالتفاف بالسياج حول المستوطنات الكبيرة في الضفة الغربية. ورغم الجدل المثار خصصت اللجنة المالية بالكنيست الاسرائيلي مبلغ 750 مليون شيقل 171 مليون دولار من ميزانية الحكومة يوم الاثنين لبناء السياج المقام من الخرساة المسلحة في بعض اجزائه ومن المجسات الالكترونية في اجزاء اخرى استباقا لاي مواقف امريكية يبديها الرئيس بوش ولاجباره على التراجع عن تصريحاته بحضور ابومازن.