وصل الرئيس الامريكي جورج بوش أمس الثلاثاء إلى داكار عاصمة السنغال في مستهل زيارته الاولى إلى إفريقيا. وهبطت طائرة الرئيس في مطار داكار الدولي وكان في استقباله رئيس السنغال عبد الله واد. ووصل بوش وقرينته لورا على متن طائرة تابعة لسلاح الجو قبل اجتماع مقرر مع الرئيس السنغالي وخمسة رؤساء آخرين من دول غرب إفريقيا وزيارة إلى ميناء جزيرة جوري الذي كان يشتهر في السابق بتجارة الرقيق. ومن المقرر أن يتوجه بوش إلى جنوب إفريقيا وبوتسوانا وأوغنداونيجيريا قبل أن يختتم زيارته السبت المقبل. وتهدف الزيارة إلى إلقاء الضوء على النجاحات التي حققتها تلك الحكومات في ظل ما شهدته القارة من حروب وفقر وفساد ومجاعة وأمراض. غير أن الزيارة تتواكب مع الضغوط التي تواجهها الولاياتالمتحدة لارسال قوات للمساعدة في إخماد القتال في ليبيريا. ولم يدرج هذا البلد الذي مزقته الحرب على جدول زيارة بوش لكن من المتوقع أن تلقي الازمة الليبيرية بظلالها على التغطية الاخبارية أثناء الزيارة. وقد وصل أمس الاثنين إلى العاصمة الليبيرية مونروفيا15خبيرا عسكريا أمريكيا متخصصين في الشئون الطبية والبيئية والمدنية لتقييم الاوضاع هناك قبل صدور أمر محتمل من بوش بنشر قوات أمريكية تتولى تثبيت الهدنة الهشة القائمة في تلك البلاد. وكان الرئيس الليبيري تشارلز تايلور المحاصر بجيشين من المتمردين قد أعلن الاحد الماضي بأنه سيقبل عرضا باللجوء إلى نيجيريا المجاورة غير أنه جعل مغادرته البلاد مشروطة بوصول قوات حفظ سلام دولية إلى البلاد أولا. وكان قد نكث بوعود سابقة بالتنحي. وقال بوش الاسبوع الماضي إنه يستكشف جميع الخيارات لاحلال السلام في ليبيريا. وكانت البلاد قد شهدت ثلاثة أسابيع من القتال الضاري الذي أودى بحياة المئات في العاصمة مونروفيا. وأدى القتال إلى الابطاء في تنفيذ هدنة هشة جرى التوصل إليها. وأدت الموجات المتعاقبة من الصراعات الاهلية إلى مزيد من الدمار والخراب وجعلت السكان يعيشون حالة من الفقر المدقع. ومارس الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان والحكومتان الفرنسية والبريطانية ضغوطا على واشنطن لاتخاذ إجراء لحل الازمة في ليبيريا مشيرين إلى علاقات واشنطن بهذه الدولة الواقعة في غربي أفريقيا والتي تأسست عام 1847 على يد عبيد محررين قادمين من الولاياتالمتحدة. وأجرى وزير الخارجية الامريكي كولن باول اتصالات مع عنان سعيا إلى تحديد آفاق الدور العسكري الامريكي في الصراع. وقال باول إن الولاياتالمتحدة مازالت تحاول اتخاذ قرار بشأن تشكيل القوة والمساهمات الممكنة من دول غرب أفريقيا فيها. وسيضيف إرسال قوات أمريكية إلى ليبيريا عبئا جديدا على الجيش الامريكي الذي يوجد 000ر150 من أفراده بالفعل في العراق وأكثر من عشرة آلاف في أفغانستان وحوالي ثلاثة آلاف يعدون جزءا من قوة حفظ السلام المنتشرة في البلقان. ومما يجعل المهمة معقدة هو مصير الرئيس الليبيري تشارلز تايلور. وبينما قال تايلور انه سيغادر البلاد شدد أيضا على أنه سيكون من الافضل أن يسبق خروجه من ليبريا وصول قوة لحفظ السلام في البلاد. وقد طالبت أمريكا تايلور بالتنحي. وكانت العلاقات الامريكية مع كثير من الدول الافريقية قد شهدت توترا بسبب الحرب في العراق ويرى بعض الافارقة أن زيارة بوش تتعلق بصورة أكبر بحشد الدعم للحرب على الارهاب والبحث في قضايا تجارية بدلا من القضايا الانسانية. وفي أوغندا التي حققت تقدما كبيرا في الحد من تفشي مرض نقص المناعة المكتسب (الايدز) سيطرح بوش مبادرته التي وضعت قبل خمس سنوات لمكافحة الايدز والتي تتكلف 15 مليار دولار. وكان قد صرح للصحفيين الافارقة الاسبوع الماضي بأن من أسباب زيارته لاوغندا هو التأكد من أن الناس في جميع أنحاء العالم ولاسيما في البلدان الافريقية الاخرى يدركون أنه يمكن القضاء على فيروس (إتش. آي. في) المسبب لمرض الايدز من خلال الجهود الصحية العامة. وقال بوش أيضا إنه سيستمر في الضغط على الرئيس الاوغندي يوويري موسيفيني للقيام بدور أكبر في إنهاء القتال الدائر في الكونغو. ويواجه الزعيم الاوغندي اتهاما بتأييد المتمردين. وستظل الولاياتالمتحدة كذلك ملتزمة بتدريب الجيوش الافريقية لتحسين قدرتها على العمل كقوات لحفظ السلام ووقف الصراعات الدامية. وقال هذا استخدام بالغ الاهمية للاصول الامريكية.. أعتقد أن الشعب الامريكي سيتفهم ويدعم فكرة تدريب الاخرين على الاضطلاع بشئونهم في محيطهم. جنديان أمريكيان لدى وصولهما مونروفيا عاصمة ليبريا