دعا السير جيرمى جرينستوك السفير البريطانى فى الاممالمتحدة الى ارسال قوة دولية بقيادة أمريكية لحفظ السلام فى ليبيريا بعدما احتدمت المعارك بين القوات الحكومية والمتمردين فى العاصمة منروفيا. وكانت الانباء قد أفادت بدخول قوات المتمردين الى المدينة الاربعاء لكن الرئيس الليبيرى تشارلز تايلور تعهد بمواصلة القتال. وقد فر الالاف من منروفيا كما قتل ثلاثة مواطنين عندما تعرض مبنى تابع للسفارة الامريكية فى المدينة لاطلاق النار. وقال مندوب بريطانيا فى الاممالمتحدة ان المجتمع الدولى سيبدى ترحيبا كبيرا اذا قررت الولاياتالمتحدة قيادة قوة حفظ سلام فى ليبيريا.. مشيرا الى ان الولاياتالمتحدة هى المرشح الطبيعى لقيادة تلك القوة. يذكر أن ليبيريا قد أسست كموطن للعبيد الامريكيين الذين تم تحريرهم فى غرب أفريقيا لكن الولاياتالمتحدة لم تعلن حتى الان عن أية خطط لقيادة تلك القوة. لكن السفير الامريكى لدى ليبيريا جون ويليامز بلانى قال فى تصريحات لهيئة الاذاعة البريطانية ان الهدف الرئيسى فى الوقت الراهن يتمثل فى ضرورة التزام جميع الاطراف باتفاق وقف اطلاق النار الذى وقعت عليه. ومن المقرر أن تتوجه بعثة رفيعة المستوى من ممثلى الدول الاعضاء فى مجلس الامن الدولى وبينهم المندوب البريطانى الى غرب أفريقيا اليوم. وسوف تعقد البعثة محادثات مع ممثلى مختلف الفصائل الليبيرية فى غانا التى شهدت توقيع اتفاق وقف اطلاق النار الذى لم يدم طويلا فى الاسبوع الماضى. كما يعتزم أعضاء البعثة التوجه الى منروفيا نفسها اذا سمح الموقف الامنى هناك باتمام تلك الزيارة. لكن المراسلين يقولون ان توجه البعثة الى منروفيا قد يطرح سؤالا دبلوماسيا معقدا فى ظل الاتهامات الدولية الموجهة الى الرئيس تايلور بارتكاب جرائم حرب. وأعلن متمردو حركة (الليبيريون المتحدون) من أجل المصالحة والديمقراطية أنهم شنوا الهجوم على العاصمة بعد تعرضهم لهجمات متكررة من جانب القوات الحكومية. وكانت قوات المتمردين قد عبرت جسرا رئيسيا الى الشمال من العاصمة يوم الاثنين الماضى واستمرت المعارك عند نقاط استراتيجية فى المدينة منذ ذلك الحين. وأفادت التقارير باصابة مئات الاشخاص ومقتل كثيرين فى المعارك كما يخشى سكان المدينة من تكرار معارك الشوارع التى شهدتها منروفيا خلال الحرب الاهلية فى التسعينيات بعد انهيار وقف اطلاق النار. وقد أعلن المتمردون يوم الثلاثاء انسحابهم من محادثات السلام بسبب اصرار الرئيس تايلور على عدم التنحى والبقاء فى منصبه حتى الانتخابات الرئاسية فى يناير المقبل. ويسيطر المتمردون على حوالى ثلثى أراضى ليبيريا وقد أعلنوا انهم لن يوقفوا القتال قبل السيطرة على العاصمة. وقال محمد كماره المتحدث باسم المتمردين لو كان تايلور يريد السلام لاعطيناه السلام لكنه لا يفهم سوى صوت الرصاص وهذا ما نقدمه له حاليا.