أعلنت الأممالمتحدة أن تدهور مستوى التعليم لدى الاطفال السوريين داخل بلادهم وخارجها هو «الأسوأ والأسرع في تاريخ المنطقة»، وذلك بحسب دراسة مشتركة لمنظمتين تابعتين لها نشرت الجمعة. وقالت المفوضية العليا للاجئين ومنظمة الاممالمتحدة للطفولة «اليونيسف» في دراسة بعنوان «توقف التعليم». وكشفت الدراسة ان «ما يقرب من ثلاثة ملايين طفل من سوريا اضطروا للتوقف عن التعليم بسبب القتال الذي دمر فصولهم الدراسية، وتركهم في حال رعب، واضطر العديد من أسرهم الى الفرار الى خارج البلاد». وأدى النزاع المستمر منذ 33 شهرا، الى لجوء اكثر من مليوني سوري نصفهم من الاطفال الى الدول المجاورة، ونزوح ملايين غيرهم في داخل البلاد هربا من اعمال العنف التي ادت كذلك الى تضرر مئات المدارس. واشارت الدراسة الى أن «ما بين 500 و600 ألف طفل سوري لاجئ هم خارج الدراسة»، في حين ان «مدرسة من كل خمس مدارس في سوريا اصبحت غير صالحة للاستخدام، إما لأنها تعرضت للتلف او التدمير، او اصبحت ملجأ للمشردين داخليا». وأوضحت ان اكثر المناطق السورية تضررا من ناحية التعليم «هي تلك التي تشهد اشد اعمال العنف»، ومنها الرقة وحلب (شمال) وادلب (شمال غرب) ودير الزور (شرق) وحماة (وسط) ودرعا (جنوب) وريف دمشق. واشارت الى انه في بعض هذه المناطق «انخفضت معدلات الحضور في المدارس الى 6 بالمائة»، بعدما كانت مستويات الالتحاق بالمدارسة الابتدائية وصلت الى 97 بالمائة قبل بدء النزاع. وطالبت المنظمتان باتخاذ «إجراءات حاسمة» لمعالجة تدهور التعليم، منها «التوقف عن استخدام المدارس لأغراض عسكرية واعلان المدارس كمناطق آمنة، ومحاسبة الاطراف التي تنتهك ذلك»، ومضاعفة الاستثمار الدولي في التعليم في الدول المضيفة للاجئين. وكانت اليونيسف حذرت في تقرير قبل أشهر من «ضياع جيل بكامله» من الاطفال السوريين نتيجة النزاع الذي اودى بأكثر من 126 الف شخص. ومن جهة أخرى، في روما، أعلن برنامج الاغذية العالمي عزمه على توفير الغذاء لاربعة ملايين شخص في سوريا خلال شهر كانون الاول/ديمسبر، مشيرا في الوقت نفسه الى «تزايد الحاجات الانسانية وانعدام الامن الغذائي». وقال البرنامج الذي يتخذ من روما مقرا له في بيان ان «مشروع برنامج الاغذية العالمي لضمان الغذاء لاربعة ملايين شخص هذا الشهر في كل انحاء سوريا يسير في طريقه، الا ان الحاجات الانسانية وانعدام الامن الغذائي في زيادة مطردة». واوضح البرنامج انه وزع خلال عمليتين مختلفتين ثلاثة الاف حصة غذائية كافية لضمان الغذاء ل 15 الف شخص لمدة شهر في العاشر والثاني عشر من كانون الاول/ديسمبر في منطقة ادلب. كما يتوقع هذا البرنامج اقامة جسر جوي لنقل نحو 400 طن من الغذاء من العراق الى المناطق الواقعة شمال شرق سوريا لتوزع على العائلات النازحة هناك، الا ان سوء الاحوال الجوية حال دون البدء بهذه العملية. وباشر برنامج الاغذية العالمي ايضا توزيع عشرة آلاف ليتر من المازوت في نحو عشرة تجمعات للاجئين في دمشق لتمكينهم من طهي الطعام والتدفئة. وقال ماتيو هولينغوورث مدير البرنامج لسوريا: «ان غالبية السوريين الذي نزحوا تركوا منازلهم، ولم يحملوا معهم سوى القليل من الحاجات الخاصة وهم يفتقرون الى الألبسة الشتوية والأغطية لدرء البرد. وهم بحاجة ماسة الى المحروقات للتدفئة وطهي المنتجات الغذائية التي يتلقونها في اطار المساعدات الانسانية». بالنسبة الى اللاجئين في الدول المجاورة لسوريا فان برنامج الاغذية يقدم «مساعدات الى اكثر من 600 الف لاجئ سوري على كامل الاراضي اللبنانية».