أعلنت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف) في تقرير لها اليوم الحاجة الماسة لأكثر من 4 ملايين شخص بسوريا للمساعدات الإنسانية موضحة أن معدل الأطفال تجاوز أكثر من نصف مجمل المتضررين من النزاع في مختلف الأراضي السورية في ظل اشتداد العنف والنقص الشديد في التمويل . وأكدت اليونيسيف تكثيف جهودها لإيصال المساعدات داخل سوريا مستهدفة عدداً متزايداً من الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية حيث نزح العديد منهم بسبب النزاع الجاري لملاجئ جماعية ولا يملكون سوى القليل من الأمتعة ويفتقرون إلى الاحتياجات الأساسية مشيرة إلى أنها تعمل من أجل حقوق الأطفال في جميع أنحاء العالم لبقائهم وتطورهم وحمايتهم وحفظ حقوقهم . من جانبه ، أوضح ممثل اليونيسيف في سوريا يوسف عبدالجليل أنه بالرغم من تدهور الوضع في سوريا فقد تمكنت اليونيسيف من توسيع نطاق عملياتها وتقديم إمدادات الإغاثة الضرورية كالبطانيات وملابس الأطفال ومستلزمات النظافة الصحية والأغطية البلاستيكية وبسكويت الطاقة. وقد أوصلت اليونيسيف العديد من هذه الإمدادات خلال عملياتها الأخيرة على مختلف جبهات النزاع . وقال : إن وصولنا إلى بعض المناطق في الوضع الأمني الحالي يشكل تحدياً كبيراً ولكن بفضل جهود شركائنا وموظفينا الميدانيين فقد نجحنا في إحراز تقدم حقيقي وقد شاركت اليونيسيف مؤخراً في بعثة مشتركة للأمم المتحدة إلى منطقة الكرامة في محافظة إدلب شمال غرب سوريا حيث قامت يوم السبت الماضي بتقديم أول دفعة من مواد الإغاثة الأساسية إلى 6,000 لاجئ . وأضاف أن بعض المدن التي وصلتها مساعدات اليونيسيف في الأسابيع الثلاثة الماضية تشهد نزاعاً شديداً ومتواصلاً ففي مدينة حلب الشمالية مثلاً وزعت اليونيسيف وشركاؤها المحليون 45,000 بطانية ولحاف لمساعدة السكان على مقاومة البرد في فصل الشتاء وفي دير الزور والحسكة وحمص وإدلب والرقة ودمشق وزعت اليونيسيف حوالي 90,000 بطانية للأطفال وأسرهم و 14,000 غطاء بلاستيكي وما يزيد على 10,000طقم من ملابس الأطفال وفي طرطوس وحمص وتلبيسة . وبين أن اليونيسيف قدمت 176 صندوقاً من المواد المدرسية لتغطية احتياجات 7,000 طفل وتزامنت حملة المساعدات الأخيرة مع تواصل عملية إرسال 1,000 طن من مستلزمات معالجة المياه إلى سوريا لضمان وصول مياه سليمة وصالحة للشرب إلى نحو 10 مليون شخص في أنحاء مختلفة من البلاد ولمنع الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق المياه مشيراً إلى أن اليونيسيف تقدر أنه نظراً للدمار الذي لحق بالبنية التحتية للمياه فقد انخفضت كمية المياه التي تصل بعض المناطق إلى ثلث ما كانت عليه قبل بداية الأزمة السورية منذ نحو العامين . ولفت إلى أن نقص التمويل يشكل عقبة رئيسية في وجه محاولة اليونيسيف لزيادة استجابتها للاحتياجات الإنسانية . وتناشد المنظمة المجتمع الدولي من أجل الحصول على 68 مليون دولار لمواصلة تقديم المساعدات العاجلة في سوريا في مجالات المياه والصرف الصحي والتغذية والتعليم والدعم النفسي والاجتماعي . وتأتي هذه المناشدة ضمن نداء واسع النطاق أطلقته الأممالمتحدة في ديسمبر الماضي وحصلت اليونيسيف حتى الآن على أقل من 20% من المبلغ المطلوب . الجدير بالذكر أن اليونيسيف ومنذ بداية الأزمة في سوريا في مارس من 2011م كانت قد قامت بتطعيم 1,3 مليون طفل ضد الحصبة كما قامت بتسجيل 35,000 طفل في برامج تعليمية وقدمت مياه الشرب لما يزيد على26,000 شخص والدعم النفسي والاجتماعي ل 32,000 طفل. رابط الخبر بصحيفة الوئام: اليونيسيف : 4 ملايين سوري في حاجة للمساعدات الإنسانية