توصل فريق من العلماء الأمريكيين بجامعة ولاية نيويورك لأسلوب جديد في تصنيع وحدات التخزين يتمثل في إنتاج مستشعرات مغناطيسية حساسة فائقة الصغر يمكن في حالة استخدامها داخل وحدات التخزين أن ترفع السعة التخزينية لهذه الوحدات مائة ضعف على الأقل نظرا لكونها أكثر حساسية من المستشعرات الحساسة المستخدمة حاليا.أعلن هذه النتائج الدكتورة سوزان يوا وهارش كوربا الأستاذان بالجامعة في العدد الاخير من مجلة الفيزياء وقالا إنهما أجريا تجارب على مستشعرات فائقة الصغر جرى تصنيعها بمفاهيم التكنولوجيا الفائقة الصغر المعروفة باسم( نانوتكنولوجي) وجرت التجارب في درجة حرالغرفة العادية وكشفت هذه التجارب عن أن بالإمكان إحداث تغيير كبير في المقاومة الكهربية لبعض المواد عند تعريضها لمجالات مغناطيسية ضعيفة جدا وأن هذا التأثير لم يكن معروفا من قبل لأن المستشعرات أو الاجزاء الحساسة المستخدمة في تصنيع وحدات التخزين لم تكن لديها القدرة على استشعار هذا التأثير والتفاعل معه ولكن بعد التوصل إلى المستشعرات الجديدة أمكن تطويع هذا التأثير وتوظيفه في عملية التخزين الأمر الذي يعني أنه بالإمكان تخفيض حجم النبضات الكهربية التي يتم استخدامها في تمثيل البيانات المراد تخزينها على الاسطح المغناطيسية المستخدمة في صناعة وحدات التخزين وبالتالي إتاحة المجال لرفع السعة التخزينية لهذه الوحدات بمعدلات اكبر.ومن المعروف أن التخزين على الاسطح المغناطيسية يعتمد على التغيير الذي يحدث في طبيعة هذه الاسطح بعد تعريضها للإشارات أو النبضات الكهربية التي جرى تمثيل البيانات داخلها وتصل إليها من وحدة المعالجة الرئيسية بالحاسب ولذلك فإنه كلما أمكن تحقيق تغير في الاسطح ذات المجالات المغناطيسية الأضعف بالسطح المغناطيسي زادت مقدرة هذا السطح على تخزين المزيد من البيانات.وقال الباحثان إنهما تمكنا من رصد أي تأثير للمجالات المغناطيسية الضعيفة جدا على المقاومة الكهربائية يزيد بمعدل33 مرة على التأثير عما تم رصده في أبحاث سابقة وهذا يعني أن هناك تغيرا كبيرا في المقاومة الكهربية يمكن الاستفادة منه في عملية التخزين وأضاف الباحثان ان المستشعرات الجديدة لديها ميزة اخرى فبسبب حساسيتها العالية في درجة حرارة الغرفة العالية فإنها جاهزة للعمل مباشرة مع التكنولوجيات الحالية المستخدمة في صناعة التخزين التي يصل حجمها الى 25 مليار دولار, وتتنبأ الباحثة جوربا بان المستشعرات الجديدة سوف تسمح لسعات وحدات التخزين بأن تستوعب تيرابايت من البيانات في البوصة المربعة( تريليون بايت أو تريليون حرف من حروف الكلام) .