ترى من المسئول عن طفل يتحول الى مروج مخدرات في بعض الشوارع والارصفة العربية في الظلام بعيداً عن اعين اسرة او مؤسسة اجتماعية ترعاه ؟؟.. من المسئول عن الطفولة المشردة والتي لا تجد سوى الشارع ملاذاً لها؟. ومن ثم يتحولون في لحظات إلى اطفال كبار مطاردين. سهل توجيههم. واستغلالهم في كل الاعمال والافعال غير المشروعة تحت مختلف المسميات.. ترى كيف نعالج مشكلة اطفال الشوارع قبل ان تتحول لظاهرة تؤرق ضمير مجتمعاتنا العربية.. وماذا عن جديد.. هذا الشعار الانساني.. الذي اطلقه صاحب السمو الملكي الامير طلال بن عبد العزيز رئيس مجلس ادارة المجلس العربي للطفولة والتنمية.. القائل (معاً حتى لا ينام طفل في الشارع).. وماذا عن الاستراتيجية المستقبلية لهذا المشروع العربي الهام وما يحتاجه من دعم. ومساندة من كافة الدول العربية.. للوقوف على مسار الاستراتيجية العربية للمشروع العربي لاطفال الشوارع.. كانت وقفتنا مع نهلة فاروق ابو عيسى المنسق العام للمشروع العربي لاطفال الشوارع بالمجلس العربي للطفولة والتنمية.. معاً حتى لا ينام طفل عربي في الشارع.. صاحب السمو الملكي الامير طلال بن عبد العزيز اطلق هذا الشعار اثناء انعقاد المؤتمر الثاني للمنظمات الاهلية العربية بالقاهرة.. كدعوة لتكاتف وتنسيق الجهود وتضافرها بين الهيئات الحكومية والاهلية والمنظمات العربية والدولية والقطاع الخاص. لمواجهة هذه الظاهرة الآخذة في الانتشار في العديد من الدول العربية.. ومن ثم دعوة كل الاجهزة المعنية للتعريف بها وبخطورتها وحفز الرأي العام العربي للتصدي لها.. الاستاذة نهلة قالت ان اطفال الشوارع نحو 10 ملايين طفل يهيمون في شوارع العالم. منهم 40 مليونا في امريكا اللاتينية والوسطى وما بين 25 إلى 30 مليون طفل في آسيا. واكثر من 20 مليونا في افريقيا. وما بين 20 إلى 25 مليون طفل موزعين على باقي اطفال العالم. اما في العالم العربي وبالرغم من قلة الاحصاءات فان حجم هذه الظاهرة يتراوح بين 7 إلى 10 ملايين طفل عربي وهؤلاء معرضون للتحول على ارصفة الشوارع العربية. ثم الى مروجي مخدرات او اعضاء في جماعات مشبوهة. اسباب الظاهرة واللحظة الخطيرة.. عن تلك اللحظة التي يتحول فيها الطفل العربي من التواجد في بيئته الطبيعية إلى طفل من اطفال الشوارع تؤكد الاستاذة نهلة ابو عيسى انها لحظة خطيرة في حياة أي طفل او مجتمع . لحظة تحول خطيرة لها اسباب وظروف اقتصادية واجتماعية.. تؤدي لهذا الوضع ولعل العنف والخوف من العقاب والتعامل اللاانساني من بيئة الطفل الطبيعية كل ذلك يدفعه إلى الخروج هائماً في الشوارع. الخطوة الاولى في رأي نهلة ابوعيسى من الاباء والامهات تبدأ بالرفقة في التعامل خاصة اننا في مجتمعاتنا العربية كثيرا ما نبخل على اطفالنا بالحنان والرفق والابتسامة في كثير من الاسر. الخشونة التي يتعمدها البعض منا في تعاملاته مع اقرب الناس اليه قد تقف سبباً اساسياً وراء هذا التحول الخطير لدى الطفل. دعم مشروع معاً حتى لا ينام طفل في الشارع مع تزايد حجم تلك الظاهرة.والاعتراف بوجود من 7 إلى 10 ملايين طفل في الشارع العربي.يأتي السؤال عن مدى مساندة الحكومات والدول العربية لهذا المشروع. الاستاذة نهلة تقول ان العديد من الدول العربية تهتم بالفعل بعلاج هذه الظاهرة على اختلاف درجاتها من دولة الى اخرى.. لكن ظاهرة اطفال الشوارع ظاهرة ومشكلة ممتدة لها جذور قوية في المجتمع العربي ويقوم المجلس العربي للطفولة من خلال شركاء اساسيين بالعمل على معالجة المشكلة سواء على مستوى اللجان مثل المجالس الخاصة بقضايا الطفولة. او الجهات الاهلية. ومن خلالهم يكون الوصول إلى الاسرة المعنية بصفة مباشرة . المجلس يقسم المشكلة الى جزءين تعالج على المستوى الوقائي وهو الجانب المتعلق بدراسة وعلاج الاسباب الرئيسية لهذه الظاهرة المرتبطة بالدول.. والوضع الاقتصادي والسياسي لكل دولة.ومن ثم محاولة معالجتها من خلال الخدمات او البدائل الخاصة بالقوانين المختلفة والسعي لتنفيذ اتفاقية حقوق الطفل.. اما الجانب الاخر.. وهو الجانب العلاجي فيحاول المجلس عبر قنواته توفير العلاج المطلوب للاطفال والاخذ بيد من هم في الشارع فعلاً من خلال تقديم العون لهم في كافة النواحي لحمايتهم حتى لا يكونوا فريسة سهلة للتحول والانضمام إلى العصابات المنحرفة والخارجة عن القانون. فتلك العصابات تتربص دوما باطفال الشوارع وتسعى لاستغلالهم في تنفيذ الاعمال الخارجة عن القانون خاصة المخدرات.. توصيات.. واقتراحات تركزت التوصيات التي خرج بها الخبراء والمتخصصون في عالم الطفولة اولاً: ان المجلس العربي كجهة اقليمية عليه ان يطرح الاستراتيجية الخاصة بالمشروع العربي لاطفال الشوارع على الجهات الحكومية وغير الحكومية. وعلى المنظمات الدولية على اساس ان تستفيد منها لان الاستراتيجية التي وضعت تشكل الاطار العام الذي ينطلق من خلاله كل العاملين في مجال اطفال الشوارع. ثانياً: تم تحديد بند بناء القدرات التنفيذية للمؤسسات وايجاد مناخ موات للعمل والتعاون بين الاطراف المعنية بقضية اطفال الشوارع.. ثالثاً: رفع درجة التكامل والتناغم بين المؤسسات الحكومية المسئولة عن السياسات العامة وبين المنظمات غير الحكومية ذات القدرة على العمل المباشر مع اطفال الشوارع واسرهم.. رابعاً: العمل على رفع درجة وعي وتفاعل افراد المجتمع بقضية اطفال الشوارع والظروف المحيطة بهم.. بحيث تتحرك القوى والجهود لخدمتهم. خامساً: تمكين اطفال الشارع من الاستفادة من الخدمات الاساسية مثل الخدمات الصحية.. سادساً: توفير الغذاء والكساء المناسبين لاطفال الشوارع حسب متطلبات وظروف وضعهم. سابعاً : توفير الحماية القانونية لاطفال الشوارع وذلك من خلال اعادة النظر في بعض التشريعات المعمول بها في عدد من الدول. والتي تعتبر طفل الشارع مارقاً عن سلطة والديه دون التحقق من وفاء الوالدين بمسئولياتهما تجاه الطفل. ثامناً : اشراك اطفال الشوارع واسرهم في صياغة وتنفيذ الحلول المقدمة لهم بما يضمن شعورهم بامتلاك تلك المبادرات والحلول واعادة ثقتهم بانفسهم وبناء مهاراتهم وقدراتهم النفسية. تاسعاً:ضمان ديمومة وفعالية المؤسسات التي تقوم بحماية ورعاية فن اطفال الشارع. عاشراً: ايجاد قدرات لتبادل المعارف والمهارات والتكامل فيما بين المؤسسات العربية المهتمة بقضية اطفال الشارع.