تفتقر معظم الشركات والمؤسسات باختلاف احجامها وأنشطتها الى الروح الابتكارية والنافذة في الرؤية المستقبلية لاحتياجات وتوجهات عملائها, رغم توافر جميع مقومات النجاح لبعض تلك الشركات من رؤوس اموال او اصول مادية وكفاءات بشرية. وبطبيعة الحال فان المهارات الابتكارية قد تصل لحدود وأسقف معينة في تطوير أجهزة المنشأة المتنوعة والداخلية والتنظيمية وتصبح عملية الابتكار راكدة حتى اشعار آخر او تكون بوتيرة ثابتة, اما اذا تحدثنا عن المجال الخارجي للأعمال كالخطط التسويقية والمتمثلة اهدافها بأهداف وجود النمشأة من الأصل والتي منها زيادة حصة السوق والعميل ودعم منتجاتها وتطوير وتنمية عملائها مجال يكون الابتكار والتجديد فيه لا حدود له فضلا عن انه اساس التفوق والقوة التنافسية, فلن تكون هناك فرصة للنجاح دون مدخل مبتكر لخطط التسويق وآليات تطبيقها, لان كل شيء في التسويق يتغير على اساس مترابط بتغيرات الاسواق والعملاء وتبدل ثقافاتهم وسلوكياتهم المعيشية, فليس من مصلحة اي شركة ان تستمر على برامجها الاعلانية في السنوات السابقة, او ان يكون معدل التغيير في تطوير المنتجات بطيئا مسجلا ارتفاعا طفيفا كل عشر سنوات ولم يكن ليسجل ذلك الارتفاع لولا التقليد لأحد المنافسين الذي مازالت تبعاته مداولة في اروقه المحاكم, ولا يمكن ابقاء معدلات الاسعار كما هي فأسعار منتجات المنافسين والقدرة الشرائية للعملاء تتغير وتتأثر باستمرار ان لم يكن ذلك التغيير بين ليلة وضحاها. فمن التقسيمات المعروفة للشركات من وجهة النظر التسويقية هي شركات تقليدية تحركها الاسواق وشركات ابتكارية تحرك الاسواق فالاولى تتوقف على انتاج ما يتم تحديده وتشكيله بناء على رغبات واحتياجات العملاء الظاهرة والاولية او اتباع منهجية القياس فيما يتطلبه السوق وقد يناسب هذا الاسلوب بعض الصناعات التقليدية وهي شركات ينعدم فيها الابتكار وتنحو للبيروقراطية, والنوع الآخر من الشركات وهي الابتكارية فهي تعمل على تصميم السلعة وقياس قدرتها على اشباع احتياجات كامنة لدى العملاء يعجز العملاء انفسهم عن تحديدها في بعض الحالات او تعمل على اشباع رغبات واحتياجات العملاء بطرق بديلة ومستحدثة. ان عملية الابتكار ومختبرات توليد الأفكار لمن اهم ركائز البرامج والخطط التسويقية والأسلوب الحيوي النابض للصمود في وجه تحديات المنافسة وانفتاحية مطلقة للاسواق العالمية, تلك العملية التي مازالت تسجل لدى بعض المنشآت التجارية والربحية في هامش أجندة التطوير وتنمية الموارد البشرية. مراد ابراهيم البخاري