عزيزي رئيس التحرير من كان يصدق ان واحة الاحساء التي تتربع على عرش مائي يأتي عليها اليوم الذي تنضب فيه عيونها ويتوقف جريانها بعد ان كانت سلسبيلا يتدفق هنا وهناك بقدرة المولى تعالى حتى عانقت نخيلها عنان السماء وازدهرت فيها زراعة الخضراوات بلا حصر والفواكهة والرز البلدي (الحساوي) الذي يشتهر بحاجته الى الماء وها هي الايام تكشف في كل يوم عن توقف عين هنا واخرى هناك ولا من مجيب فأين الطبيب الذي يستطيع ان يرى الجرح النازف ليقوم بتضميده ويصف له العلاج الناجح (عين أم سبعة) (الحقل) (الخدود) (الجوهرية) (البحرية) (برابر) (الحويرات) اسماء لمعت في سماء المياه الجوفية كانت تحتضن ماء يلذ لنظره الرائين ويطرب لسماع صوته كل من شاهد وتدبر الله اكبر ها هي المضخات تحاول جاهدة رفع الماء فهيهات ها هي مزارعنا ترفع اكف الدعاء الى المولى القدير في ان يرحم الله ضعفها ويقيض لها من ينهض بها ويعيد اليها ابتسامتها ونظراتها بعد ان قاربت شمس الاصيل عن أروقتها وها هو الحزن يخيم عليها هل الحل في الاستسلام للقضاء والقدر اللهم لا اعتراض وما السر في ضعف تدفق تلك العيون بل وتوقف العشرات منها هل الآبار التي تحفر بأعماق كبيرة على مشارف الاحساء أم أن عوامل الطبيعة امتدت اليها ام ماذا؟ وهل نستطيع المساهمة في علاجها؟ واذا كانت الهيئة العليا لتطوير السياحة في هذا الجزء الغالي من الوطن لم تمد يديها الى هذه العيون ولم تستغل هذه الثروة السياحية حتى الآن فهل تسعى جاهدة في انقاذ ما تبقى واستغلال هذه الثروة السياحية خاصة ان العالم يشتكي ندرة المياه بل واين عين النجم التي كانت في يوم من الايام موردا سياحيا ومشفى يؤمه المرضى من داخل المملكة وخارجها خاصة من دول الخليج بمياهه المعدنية كل تلك العيون وغيرها اصبحت في عداد كان يا ما كان في قديم الزمان نقول لاوراق الشجر لا تحزني ولعيوننا توقفي عن البكاء فان لديك من هم اهل للمسؤولية ولقد وضعوا على عاتقهم انقاذك والسعي لايجاد المخرج وسيأتي اليوم الذي نباهي بك الامم مادمنا في ظل قيادة حكيمة تسعى بكل ما اوتيت من حكمة لتذليل الصعاب فأملنا لن ينقطع وابشري يا احساءنا فالخير قادم وسيستمر العطاء باذن الله. @@ احمد ناصر الملحم