يبدو ان وجه المنافسة بين مناطق المملكة (الغربية والوسطى والشرقية) محدود مع وجود اعداد كبيرة من التشكيليين السعوديين يتوزعون في كافة المناطق والمدن السعودية (الغربية، الجنوبية، الشرقية، القصيم، الوسطى..) وغيرها لكن ما يمكن ملاحظته هو ان النشاط التشكيلي وبكل اوجهه يتمركز على الاكثر في المنطقة الغربية خاصة في مدينة جدة. الاسباب عديدة لعل اهمها وجود قاعات عرض متخصصة نجدها في (روشان، اتيلية جدة، ارابيسك، العالمية، رضى، المركز السعودي، بيت التشكيليين، البعد الثالث، والمنصورية للثقافة والابداع، وغيرها.. وهذا الكم من المؤسسات الفنية على اختلاف وتنوع اهتماماتها وحرصها فاننا لا نجد مقابلا لها في اي من المناطق او المدن السعودية الاخرى هذا خلاف الاعلام الاكثر متابعة والمتواجد في مدينة جدة على الخصوص.. ايضا رعاية المعارض، واقتناء الاعمال وتواجد الفنانين.. (الخ) كل هذا يبدو اكثر محدودية في المدن او المناطق الاخرى. اما في الرياض فنجد الجهتين الرسميتين كما هما في كافة او معظم المدن الاخرى ومنها الدماموجدة ، الطائفوابها. وغيرها. وظهرت مؤسسة الفن النقي ببرامج جديدة لفنانين او واعدين كان من آخر هذه الانشطة معرض الفنان محمد الرصيص الاستعادي كما وتوجد قاعات الامير فيصل بن فهد بمعهد العاصمة النموذجي بالرياض، وهو مقر مؤقت لمتحف الفن السعودي المعاصر وقاعة عروض لمعارض الرئاسة العامة لرعاية الشباب، كما وتوجد قاعة الخيمة والشرقية، وقاعات اخرى في بعض المراكز التجارية لكن المتابعة الاعلامية لمثل هذه القاعات تبدو محدودة جدا لتوجهها التجاري في معظم الاحيان ولخلوها من عروض منظمة اومستضافة لفنانين من الرياض او خارج المنطقة لكن السفارة الفرنسية اقام بعض المعارض الفردية او المشتركة كما وبدا مركز الملك فهد الثقافي بالرياض مؤهلا لاقامة المعارض الكبرى لاتساع المساحة ولامكانية تهيئة مساحات كافية للعروض الكبرى وكانت مسابقة السفير قد اقيمت في هذا المركز العام الفائت. وفي الرياض يتم الاعداد والتهيئة لقاعة عرض كبيرة تابعة لمؤسسة الفن النقي تسعي هذه المؤسسة لاكتمال جوانبها ومرافقها وهي خطوة جيدة ومطلوبة في وقت لا توجد قاعات عرض متكاملة إلا بشكل محدود وانه يغيب عن هذه القاعات تنظيم برنامج للعروض الجماعية او الفردية لفناني المملكة او من خارجها. وفي العاصمة الرياض ظهرت جماعتان تشكيليتان تختلفان في عدد المنتسبين لكل منهما لكن على نحو المنافسة الشريفة بين فناني العاصمة كانت مجموعة الوان ثم مجموعة فناني الرياض والجماعتان ضمتا بعض الاسماء وليس اكثرها والاهداف بين الجماعتين متشابهة وان اختلف الاعضاء من حيث الممارسة والتجارب وكذا الاتجاه والاعمار ايضا لكنها تجمعات - دون شك- هامة وضرورية لتحريك النشاط الاكثر هدوءا عن بقية المناطق خاصة على المستوى المحلي ونجد ان خروج الفنانين في الرياض الى المدن الاخرى محدود جدا لكن مجموعة فناني الرياض عرضت في تحركها المحلي في جدة ويظهر ان الصلة الفنية نحو تبادل اقامة المعارض تبدو مقطوعة بشكل واضح بين فناني مدينة الرياض والمدن الاخرى النشطة بالمعارض وبفنانيها. هناك تجمعات فنية في الدوادميوالقصيموجيزان وربما ابها او غيرها ويحاول فنانو الدوادمي التحرك الى اكثر من منطقة او مدينة ذلك بشكل جماعي او مشترك ثنائي او رباعي او غيره وسنجد عروضهم تنتقل بين جدةوالدمام وغيرها وهو نشاط جيد ومطلوب اما فنانو القصيم فيكتفون غالبا بالعرض في المهرجان الوطني بالجنادرية ولاعوام محدودة مكتفين بنشاطهم في القصيم. لاشك ان المستوى الفني للتشكيليين السعوديين يتوزع في كل المناطق (جدة، مكة، المدينة،الرياض، القصيم، الاحساء، الدمام، جيزان، ابها، وغيرها) وهذا يعني انه يجب ان تتخذ الحركة التشكيلية شكلا جديدا يعبر عن نشاط كل المدن او المناطق يعبر عن حيوية ومستوى رفيع يعبر عن دور الفنان سواء على مستوى الداخل او الخارج وهنا لابد الاشارة الى ان كثيرا من معارضنا الخارجية على مستوى متوسط ولاتعبر عن كل او معظم الاسماء في حركة التشيكل. ومع الجهود الواضحة التي تبذلها الرئاسة العامة لرعاية الشباب كجهة راعية للفن التشكيلي في المملكة ومشرفة عليه وعلى نشاطه من خلال مركزها الرئيسي في الرياض او مكاتبها في المناطق الاخرى من المملكة الا ان هناك حاجة ماسة لانشاء جهة تلتقي فيها وتصب منها الانشطة التشكيلية وتكون مرجعا للتشكيليين تنسق اعمالهم ومعارضهم تحت اشراف الرئاسة العامة لرعاية الشباب واعنى جمعية خاصة للفنانين التشكيليين السعوديين او اتحاد تشكيلي لهم على غرار الاتحادات الرياضية. من اعمال طه صبان