بين جدة والمنطقة الشرقية، بكل مدنها الدمام والخبر والقطيف والجبيل والأحساء، بون شاسع في مدى الرعاية التشكيلية ونشاطاتها، ففي جدة نشاط متواصل تشهده قاعاتها بل إن تنافسا واضحا بينها يجعل منها عاصمة تشكيلية على المستوى المحلي والخليجي بلا منازع. هذه الأيام تزهو جدة بمعارض شخصية للفنانين عبدالله حماس وفهد الحجيلان وطه صبان وريما الديني، وقبلهم عبدالله المرزوق وقسورة حافظ، وقريبا معرض رياض حمدون وجيلان الغامدي. لا نعلم سبيلا لتنشيط حركة المعارض في المنطقة سوى استمرارها، وهذا يعني أن هناك قدرا من الإنفاق المالي الذي لا تتكفل القاعات به عادة.. أما في المنطقة الشرقية، بكل مدنها، فليس هناك من نشاط هذه الأيام سوى معرض مشترك للفنانين حسن مداوي ويوسف ابراهيم، الذي يقيم ويعمل في مدينة ينبع، وذلك في قاعة "تراث الصحراء" بالخبر، التي أصبحت أكثر المواقع استضافة للمعارض مع قلة الحريصين على إقامة معارض فردية في المنطقة الشرقية. وعندما نقارن بين الشرقيةوجدة في أمر القاعات نجد بجانب تراث الصحراء قاعة التراث العربي بالخبر التي أقفلت من أعوام عروضها إلا من أعمال لها سنوات لم تتبدل من جدرانها. أما في القطيف فهناك قاعة "إبداع" وقاعة "نادي الفنون" وهي المستقطب الوحيد لفناني المحافظة من الرسامين بكل فئاتهم أو الضوئيين أو الخطاطين، ومع ذلك فهي الأنشط في استضافة معارض أبناء القطيف وبناتها. في جدة هناك قاعة "العالمية" و"داما" و"سيزان" و"أثر" و"المركز السعودي للفنون التشكيلية" و"اتيليه جدة"، الأكثر نشاطا، وغيرها. ومع كل هذا النشاط الذي يتنوع في جدة، فإن هذه القاعات لا يكفيها فنانو المملكة بقدر الانفتاح على الفنانين العرب خاصة مصر وسوريا الذين يجدون اهتماما واضحا من "اتيليه جدة" و"العالمية"، واهتمام بعض الشخصيات، وكذلك الاقتناء، وإن بدا محدودا في الآونة الأخيرة، إلا أننا نلمس مقدار التنافس بين القاعات التي تحرص على استضافة فنانين هامين من كافة المدن السعودية بجانب المعارض المشتركة. لا نعلم سبيلا لتنشيط حركة المعارض في المنطقة سوى استمرارها، وهذا يعني أن هناك قدرا من الإنفاق المالي الذي لا تتكفل القاعات به عادة، فتتركه على الفنان الذي يحتاج الى مزيد من الاهتمام مع عدم الإقبال على اقتناء أعماله، وبالتالي يكون البحث عن موقع أكثر اهتماما من الناحية المعنوية والمادية لتكون جدة الأكثر جذبا. [email protected]