اعتمد الفن التشكيلي في معظم مدن المملكة على جهتين: مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب وفرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، هما الجهتان اللتان تقومان بالدور، والواقع انه محدود جدا، فالمكتب أو الفرع قد لا يقيمان إلا معرضا واحدا أو معرضين في العام، وقد لا يقدم النشاط إلا مجموعة معينة تكون من الشباب أو المبتدئين وقليل من أسماء معروفة، كمعارض تقام في القصيم أو حائل أو أبها أو الدمام أو الأحساء أو غيرها من مدن. الفنانون التشكيليون الأحسائيون يبدون شديدي الحساسية من الخروج بأعمالهم خارج مدينتهم، فإن القلة القليلة منهم تأخذ بالمبادرة والنشاط خارج حدود المدينةإذا استثنينا جدةوالرياض، فإن معظم المدن تتشابه في حيوية نشاطاتها التشكيلية إلا أن بعض المدن فيها مرافق تقوم ببعض التعويض، مثلا القطيف أو الخبر في المنطقة الشرقية التي يقوم نادي الفنون بتهيئة وتنشيط الرسامين بإقامة أو على الأدق استضافة معارضهم في قاعة العروض، أما الخبر فهناك مد وجزر في قاعات العروض التشكيلية التي تتوزع بين ما اقفل منها أو لم يزل على قيد الوجود دون نشاط (حالة تجميد) أو بمقابل مادي قد يكون عاليا، ثم اللجوء إلى الفنادق أحيانا. في الاحساء سعى فرع الجمعية الآن إلى تعويض كل ذلك وحل الإشكال بإنشاء قاعة للعروض الفنية، وقاعات العروض الخاصة لم توجد في هذه المدينة مع كثره أسمائها الممارسة للفن والتي بينها بعض الأسماء المعروفة على مستوى المملكة كما أن مكتب رعاية الشباب انتهى دوره التشكيلي بنقل النشاطات الثقافية إلى وزارة الثقافة والإعلام، أما الجمعية فمع إشارتي إلى قيامها بتحمل الدور فإنها قد تمر ببعض الظروف المالية التي لا تجعلها حتى تقوم بطباعة دليل يتناسب مع حجم بعض نشاطاتها أو حتى استضافة فنانين ومعارض من خارج المحافظة، وبالتالي تكتفي بالموجود فالجود منه، وهذا ينعكس على الفنانين سلبا، والفنانون التشكيليون الأحسائيون يبدون شديدي الحساسية من الخروج بأعمالهم خارج مدينتهم، فإن القلة القليلة منهم تأخذ بالمبادرة والنشاط خارج حدود المدينة، أما المحاولات المحدودة من البعض للخروج ضمن لقاءات بعض فناني الفنانين بتبادل الزيارات وتنظيم ورش في الرياض وحائل والقصيم أو الانضمام إلى جماعة ألوان على الخصوص، فإن كل ذلك لم يقدم ما هو مأمول لتمثيل مدينة فيها عدد من الفنانين التشكيلين المتميزين. [email protected]