كان الفلكي يتحدث في احدى القنوات التلفزيونية عن توقعاته لهذا العام ويتحدث بطريقة العالم الواثق من حساباته الفلكية التي اتخذها وسيلة تسويقية مربحة بالتنجيم، وراح يسمعنا من صحائفه السود ماسيحدث في العراق ومنطقة الخليج العربي بعد الحرب المرتقبة على اعتبار ان بيض الصفائح العربية والاسلامية لم تعد موجودة وان وجدت فهي غير ذات جدوى وكأنها صفائح بلاستيكية (ميدان تايوان) ومع هذا فان نتائج تلك الحرب على العالم بكل درجاته ايجابية كما يزعم. وتحدث عن بوش وصدام وما سيحل بهما حتى امتدت توقعاته الى عام 2005م ليقول إن مستجدات كثيرة ستحصل في العالم العربي كلها ايجابية وغير متوقعة ومن ضمنها (اننا قد نسمع عن وزيرة في السعودية).. يا سلام.. على النصر العظيم.. وزيرة لدينا يا لهذا الاعجاز في الانجاز!! يبدو ان ذلك المنجم الذي (كذب ولو صدق) كغيره من الناس الذين لا يعترفون الا بمقياس الظواهر ذات الرنين الاجتماعي والسياسي. فهل وجود وزيرة في دولة ما يشير الى انتهاء كل المشكلات النسوية فيها. ان واقع الحال يشير الى عكس ذلك تماما. لان تفوق امرأة ما في مجال ما لا يعني ان المجتمع شفي من كل علاته فهناك دول عينت فيها المرأة كوزيرة، ولكن على الجانب الآخر كانت المرأة تقتل ظلما تحت مسمى قضية شرف، وهناك دولة اخرى مازالت نسبة الاميات فيها تزيد اضعافا مضاعفة على ما هو لدينا في المجتمع السعودي. وهناك دول عندما نالت فيها المرأة حقها الشرعي في خلع زوج لا تقبل معاشرته اصبح الحق موضع اخذ ورد قائم على السخرية في الوقت الذي كان فيه هذا الحق معمولا به لدينا منذ سنوات وسنوات. وهناك دولة اخرى مازالت المرأة فيها ممتهنة الكرامة الى الحدود التي تدفعها لغمس لقمة العيش في مواخير الفجور. فما جدوى الفرح بوجود وزيرة اذا لم يكن وجودها لايهم احدا غيرها!! ان وجود وزراء رجال لا يعني ايضا ان كل الرجال في المجتمع وزراء في طابور الانتظار. ان شفاء المجتمعات ومعالجة ادوائها لا يعالجها التباهي بالوزيرة بل يعالجها العمل والتنقيب عن موطن الداء لايصال العلاج اللازم له تدريجيا حتى تصح الامور وكلنا يعلم ان الامراض الاجتماعية تنتشر على يد المرأة والرجل معا ونحن بحاجة لهما معا للمعالجة فان كان هو الوزير فلن يضيرني ذلك المهم ان نتباحث معا في كل الشئون.