قيادة المرأة للسيارة هو ما يشغل هذه الأيام، هذا الموضوع وصل إلى درجة في غاية الخطورة تستحق منا التوقف عندها، وأعلم أن حديثي عن هذا الموضوع قد لا يعجب البعض ولكن يكفيني أن يعجب آخرين يخشون الله في إمائهم، شرعا قيادة المرأة ليست محرمة لذاتها،فليس حراما أن تجلس المرأة مكان السائق وتمسك(الدركسون) و(تعشّق)، ولكن التحريم أتى مما يترتب على قيادتها، فالإسلام دين حكمة لا يحرّم شيئا عبثا، ومن ذلك مخالطة الرجال والفتنة والخروج دون محرَم وقلة الحاجة للرجل وغيرها من المحظورات لنتخيل ماسيحدث للمرأة لو واجهت عطلا في السيارة على الطريق؟ أو حصل لها حادث مروري وتجمهر حولها (أهل الفزعة) ليتسابقوا في خدمتها؟ هل يليق بها وبأنوثتها الفطرية أن تتجول بين أقسام المرور والشرطة لتنهي إجراءاتها؟وماذا لو كانت متسببة في الحادث فهل سيتم حجزها ليوم أو أكثر؟ تأملوا إحصائيات التحرش في شوارع أوروبا وأمريكا والتي تقود بها المرأة منذ عشرات السنين التي تحدث كل ساعة ودقيقة رغم وجود قوانين صارمة للتحرش ومع ذلك ستجدونها مخيفة بل هناك دول مجاورة لنا مشابهة لحالنا تتجرع المصائب بأنواعها كل يوم اقتصاديا واجتماعيا. أعود لمن نصّبوا أنفسهم حماة عن حق المرأة في القيادة، أين هم من بقية حقوقها؟ لماذا لا نسمع لهم صوتا في حقوق المرأة الأخرى كحقوق المعلمات في المناطق النائية والممرضات اللاتي يعملن طوال الليل بأجور بسيطة والمطلقات وغيرهن؟ كل من يتشدقون بأن قيادة المرأة هي حقها وينصبون أنفسهم حماة عنها يناقضون أنفسهم لأنهم عجزوا عن القيام بمسؤولياتهم تجاهها كالزوج أو الأب أو الأخ أو غيره فأحالوا الموضوع لها ليزحزحوا همّها كما يزعمون في نظرهم الخاطئ عن عاتقهم، أين هم من حديث الرسول عليه الصلاة والسلام (خيركم خيركم لأهله) أين قوامتهم ورجولتهم؟ أم أنها فرد للعضلات في العبارات فقط دون ترجمة على الواقع، وهل هم حريصون على حقوقها أكثر من حرص الدين عليها فديننا أعطى لكل حقوقه، حتى البهائم والطيور، فهذه الحقوق تستوجب الشكر. البعض يقول هناك من ليس لديها ولي أو أنه منشغل عنها، وهذا احتمال ممكن، ويجب أن تقود لتقضي حاجاتها، هذه حالات استثنائية لها حلول أخرى تصلح ولا تفسد ولو سلمنا أن هذا القول صحيح فهناك قاعدة شرعية نصّها أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، وهذه مفسدة واضحة فدرؤها مقدّم. أعود لمن نصّبوا أنفسهم حماة عن حق المرأة في القيادة،أين هم من بقية حقوقها؟ لماذا لا نسمع لهم صوتا في حقوق المرأة الأخرى كحقوق المعلمات في المناطق النائية والممرضات اللاتي يعملن طوال الليل بأجور بسيطة والمطلقات وغيرهن؟أين أصواتهم عن حسن التعامل معهن والرفق بهن والقيام بمسؤولياتهن تجاهها؟إذا كان نساؤنا لم يسلمن من(البلاوي)قبل القيادة فما بالكم بعدها؟أتمنى لو يراجع أحدهم أقسام الشرطة ومراكز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليرى من المشاكل ما يندى له الجبين ويعرفوا نعمة الله علينا وليراجعوا أنفسهم جيداً. المرأة في مجتمعنا تنعم بكل الحقوق فهاهي تعمل وتدير عملها التجاري وتراجع البنوك والجهات الحكومية وغيرها بكل خصوصية فهل عدم قيادتها يهدم كل حقوقها الموجودة؟ نعم هناك بعض القصور ولكن هناك ايجابيات أكثر من الظلم تجاهلها. هذا عكس فطرة المرأة من القرار في البيت وتربية الأبناء ومسؤوليات الأسرة إلى التهاون ومخالطة الرجال وإخراجها من إطارها الانثوي الناعم الذي جمّلها الله وحباها به بل إنها (إلى الهاوية). هناك شيء في غاية الأهمية لماذا تظهر مطالبات قيادة المرأة أو بالأصح تحريرها وقت الأزمات؟ نتذكر أول مطالبة كانت عام1411ه وحينها كانت أزمة حرب الخليج وها هي تظهر الآن وقت أزمات أخرى فما السبب؟ الله يكفينا كل شر. بإذن الله ألقاكم الجمعة المقبلة.في أمان الله. [email protected]