يعقد منتدى دافوس (سويسرا) الاقتصادي الثالث والثلاثون الذي سيضم مئات المسؤولين الاقتصاديين والسياسيين اعتبارا من الخميس على خلفية شن حرب محتملة على العراق وكساد اقتصادي عالمي. وسيلعب الدور الرئيسي في هذا الاجتماع السنوي غير الرسمي اول رئيس برازيلي يساري لويز ايناسيو لولا دا سيلفا ووزير الخارجية الاميركي كولن باول. وسيعقد الاجتماع وسط اجراءات امنية لا سابق لها في سويسرا حيث سيعلن المجال الجوي فوق هذا المنتجع السويسري الشتوي للتزلج في غريزون (شرق) منطقة محظورة من 23 وحتى 28 من يناير. واقر خوسيه ماريا فيغيريس، احد المنظمين، بأن قرب اندلاع نزاع (مع العراق) سيحتل المرتبة الاولى في لائحة مشاغل المشاركين هذه السنة. ومن وجهة النظر هذه، فان الزيارة الخاطفة التي سيقوم بها كولن باول الاحد المقبل تتصف باهمية خاصة. ويعقد المنتدى في وقت حرج بالنسبة للازمة مع بغداد. ففي السابع والعشرين من يناير سيرفع رئيس فريق المفتشين الدوليين لنزع اسلحة العراق هانس بليكس تقريره الاول الى مجلس الامن الدولي حول عمليات التفتيش التي جرت حتى الآن. واللائحة التي تحتوي على حوالي 270 ندوة ومجموعة عمل تنظم في دافوس، ومعظمها في جلسات مغلقة، تعكس هذا الجو المتوتر. وتشمل هذه اللائحة مواضيع مثل القاعدة، الاجزاء المفقودة او كيف ستغير مكافحة الارهاب العالم؟ او العلاقة بين النفط والنزاع او ايضا هل بامكان السياسة الخارجية الاميركية ان تعمل منفردة؟ . وللتخفيف من تصادم الحضارات، وهو الموضوع الذي يتكرر الحديث عنه منذ اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001، يعتمد المنتدى الاقتصادي العالمي على مجلس المئة الذي سيتم انشاؤه بمناسبة انعقاد منتدى دافوس. وسيضم هذا المجلس مئة شخصية، نصفها من العالم الغربي والنصف الآخر من العالم الاسلامي، ستنكب على التفكير بنقاط الخلاف بين الغرب والاسلام. وعلى الصعيد الاقتصادي، سيبحث المنتدى في آفاق اعادة تحريك النمو الاقتصادي في العالم وسيدرس الوسائل الرامية الى اعادة الثقة -- وهو موضوع رسمي في المنتدى هذا العام -- بعد الفضائح التي تسببت بها عمليات التلاعب في الحسابات لدى كل من مجموعتي انرون و وورلد كوم الاميركيتين. ومع استمرار الترنح في الاقتصاد الاميركي، راى فيغيريس انه لا يوجد في الوقت الحالي محرك واضح للنمو قد يخرجنا من الكساد . وسيشارك في المنتدى ايضا بعض كبار رؤساء الشركات الاميركية من بيل غيتس مؤسس شركة مايكروسوفت الى رؤساء مجالس ادارة بوينغ (فيليب كوندي) وكوكا كولا (داغلاس دافت) او هيولت- باكارد (كارلي فيورينا). وتكتسي المشاركة الاميركية هذه السنة اهمية خاصة وستكون كثيفة ايضا: فاضافة الى الوزير كولن باول، سيحضر وزيرا العدل جون اشكروفت والتجارة دونالد ايفانز المنتدى. وفي المقابل، لن يحضر سوى عدد قليل من كبار الشخصيات من اوروبا الغربية وروسيا والشرق الاوسط. وسيقتصر التمثيل الفلسطيني على وزير المالية سلام فياض لان رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات رفض الدعوة. وسيكون رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق شيمون بيريز الشخصية الاسرائيلية الوحيدة الحاضرة. والرئيس البرازيلي الجديد لولا كان المدعو الخاص في المنتدى الاجتماعي العالمي الثالث في بورتو اليغري (البرازيل) الذي يريد لنفسه ان يكون الند المعارض لمنتدى دافوس، قبل انضمامه الى كبار شخصيات هذا العالم في جبال الالب السويسرية. وكان لولا، النقابي السابق، منتقدا عنيفا للمنتدى الاقتصادي العالمي. وبحسب وزير الثقافة البرازيلي جيلبرتو جيل، فان لولا يريد تمرير رسائل منتدى بورتو اليغري في دافوس. وفي الاجمال، فان 2150 مدعوا من 99 دولة سيلتقون في دافوس، بينهم 29 رئيس دولة او حكومة و81 وزيرا والف من مسؤولي الشركات. وسمح لمعارضي المنتدى بالتظاهر في المنتجع السويسري في دافوس في الخامس والعشرين من يناير، لكن عددهم سيكون محدودا بسبب حواجز تقام على الطرقات المؤدية الى المنتجع. والعام الماضي، تم نقل مقر انعقاد المنتدى للمرة الاولى الى نيويورك تعبيرا عن التضامن مع الولاياتالمتحدة اثر اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر.