في سياق مناهضتهم الدائمة ل «منتدى الاقتصاد العالمي» في دافوس، إدّعى ناشطون يساريون معارضون للرأسماليّة في «المنتدى الاجتماعي العالمي» World Social Forum أن المؤسسات المتعدّدة الجنسيات، وبالتواطؤ مع الحكومات، تحاول السيطرة على سوق جديدة تبلغ قيمتها بلايين الدولارات، تحت ستار تخفيض انبعاث الغازات المُسبّبة للاحتباس الحراري! والمعلوم ان «المنتدى الاجتماعي» يعبّر عن القوى المناهضة للعولمة، التي تتألف من قوى يسارية وجماعات ناشطة في الدفاع عن البيئة وحقوق الإنسان والمرأة، والتي ترى في هذا المنتدى منصة بديلة ل «منتدى دافوس». وفي العادة، تستضيف مدينة «بورتو أليغري» البرازيلية القريبة من حدود أوروغواي، أعمال «المنتدى الاجتماعي». وتحدّث بات مووني، الخبير الكندي في «التكنولوجيا الحيويّة والتنوّع البيولوجي» لوسائل الإعلام، عن هذا الامر قائلاً: «تقول الشركات التي تسببت بالمشاكل «ثقوا بنا، نحن سنخرجكم من هذه الأزمة. لا تقلقوا فنحن نملك تكنولوجيا جديدة ستدفعون لها كي تتحكّموا بحرارة المناخ». وقال ناشط في منتدى بورتو أليغري انه كان يتعيّن على «منتدى الاقتصاد العالمي» أن يركز اهتمامه على تحسين شروط الحياة اليومية للفقراء وأن يهتم بالبيئة، بدلاً من التباحث حول ما إذا ما كان ينبغي سنّ إصلاحات مالية أو إهمالها، مما يُظهر عمق الاختلافات حول المدى الذي يجب ان تذهب إليه الرقابة على الشركات والمصارف ونشاطاتها عالمياً. «بينما يحتسي المشاركون في «دافوس» الشمبانيا في الفنادق الفخمة ويتناولون الأطباق المعدّة خصيصاً لهم ويحاولون إيجاد متسع من الوقت للتزلج، نحن نخيّم هنا تحت المطر ونطبخ في العراء»، قالت مليسا زومينو من أوروغواي، التي تعمل في جمعيّة تعنى بتعزيز تعايش الإنسان مع الطبيعة. واحتفل «المنتدى الاجتماعي» بالذكرى العاشرة لإنشائه هذه السنة، بالتزامن مع احتفال دافوس بمرور أربعين سنة على تأسيسه. وبرزت في جلساته مواقف جذرية، وصلت الى ذروتها عند استضافة الرئيس البرازيلي المتحدّر من الطبقة العاملة الذي استقبل استقبال الأبطال. والمعلوم ان الرئيس دا سيلفا، هو زعيم سابق ل «الاتحاد الراديكالي». وقد تجمع نشطاء «بورتو أليغري» في ملعب رياضي منشدين لهذا الرئيس: «لولا... لولا... محاربٌ من الشعب البرازيلي». وقد حظي لولا بمزيد من الهتاف بعدما توعّد بإخبار زعماء ومصرفيي العالم خلال «منتدى الاقتصاد العالمي» بأن سياسات السوق الحرة التي دعموها لعقود تقف وراء الانكماش المالي العالمي. وتعهّد الرئيس دا سيلفا بتأنيب رجال الأعمال الجبابرة لتسببهم بالانهيار العالمي عندما يجتمع إليهم في «دافوس». ولم يحدث ذلك بسبب دخول الرئيس البرازيلي المستشفى عقب مغادرته «بورتو أليغري»، إثر إصابته بنوبة إعياء مفاجئة.