شفاعة ⁧‫أمير الحدود الشمالية‬⁩ تُثمر عن عتق رقبة مواطن من القصاص    شركة سناب تعزز حضورها في السعودية بافتتاح مكتب جديد وإطلاق «مجلس سناب لصناع المحتوى»    وكالة الفضاء السعودية تدشن «مركز مستقبل الفضاء» لدعم الابتكار وتعزيز الريادة    لأول مرة.. لجنة للفروسية في اتحاد الغرف    انطلاق معسكر "إخاء الشتوي" تحت شعار "فنجال وعلوم رجال" في منطقة حائل    البريد السعودي يصدر طابعاً بريدياً بمناسبة اليوم العالمي للطفل    الأمير سعود بن نايف يفتتح مؤتمر الفن الإسلامي بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء»    مستشفى أبها للولادة والأطفال يُقيم فعالية "اليوم العالمي للإلتهاب الرئوي"    أمير القصيم يستقبل الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية    موعد مباراة الهلال ضد السد في دوري أبطال آسيا    أمير الرياض يكلف الغملاس محافظا للمزاحمية    هل تؤثر ملاحقة نتنياهو على الحرب في غزة ولبنان؟    الجوال يتسبب في أكثر الحوادث المرورية بعسير    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 44211 شهيدًا    المعرض السعودي الدولي للحرف اليدوية "بنان" يوسع مشاركات الحرفيين المحليين والدوليين في نسخته الثانية    سعود بن نايف يرعى ملتقى "الممارسات الوقفية 2024"    برنامج الغذاء العالمي: وصول قافلة مساعدات غذائية إلى مخيم زمزم للنازحين في دارفور    أمير الرياض يفتتح المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة    موقف توني من مواجهة الأهلي والعين    اكثر من مائة رياضيا يتنافسون في بطولة بادل بجازان    باص الحِرفي" في جازان: احتفالية فنية تعزز التراث وتلهم الأجيال    «هيئة الإحصاء»: ارتفاع الصادرات غير النفطية 22.8 % في سبتمبر 2024    "يلو 11".. ديربي حائل وقمم منتظرة    في أقوى صراع الحريق يشعل منافسات براعم التايكوندو    تحت رعاية ولي العهد.. السعودية تستضيف مؤتمر الاستثمار العالمي في الرياض    "السجل العقاري" يبدأ تسجيل 90,804 قطع عقارية بمدينة الرياض والمدينة المنورة    التدريب التقني والمهني بجازان يفتح باب القبول الإلكتروني للفصل الثاني    "الصندوق العقاري": إيداع أكثر من مليار ريال في حسابات مستفيدي "سكني" لشهر نوفمبر    «التعليم» تطلق برنامج «فرص» لتطوير إجراءات نقل المعلمين    أمر ملكي بتعيين 125 «مُلازم تحقيق» على سلك أعضاء النيابة العامة القضائي    اقتصادي / الهيئة العامة للأمن الغذائي تسمح لشركات المطاحن المرخصة بتصدير الدقيق    الأرصاد: أمطار غزيرة على عدد من المناطق    يلتهم خروفا في 30 دقيقة    المدينة: ضيوف برنامج خادم الحرمين يزورون مجمع طباعة المصحف ومواقع تاريخية    مسودة "كوب29" النهائية تقترح 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة    لماذا رفعت «موديز» تصنيف السعودية المستقبلي إلى «مستقر» ؟    «مجمع إرادة»: ارتباط وثيق بين «السكري» والصحة النفسية    تحفيزًا للإبداع في مختلف المسارات.. فتح التسجيل في الجائزة السنوية للمنتدى السعودي للإعلام    فعاليات متنوعة    "الحياة الفطرية" تطلق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    «واتساب» يتيح التفريغ النصي للرسائل الصوتية    القِبلة    محمية الأمير محمد بن سلمان تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش    توقيع 19 اتفاقية وإطلاق 5 برامج ..وزير الصناعة: المحتوى المحلي أولوية وطنية لتعزيز المنتجات والخدمات    بحضور سمو وزير الثقافة.. «الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    مشكلات المنتخب    القبض على مقيم لاعتدائه بسلاح أبيض على آخر وسرقة مبلغ مالي بالرياض    فرع وزارة الصحة بجازان يطلق حزمة من البرامج التوعوية بالمنطقة    معتمر فيتنامي: برنامج خادم الحرمين حقّق حلمي    سالم والشبان الزرق    الجمعان ل«عكاظ»: فوجئت بعرض النصر    المدى السعودي بلا مدى    إبر التنحيف وأثرها على الاقتصاد    «سلمان للإغاثة» ينظم زيارة للتوائم الملتصقة وذويهم لمعرض ترشح المملكة لاستضافة كأس العالم 2034    جمعية تآلف تحتفل باليوم العالمي للطفل بفعاليات ترفيهية وبرامج توعوية    قرار التعليم رسم البسمة على محيا المعلمين والمعلمات    الأمر بالمعروف في عسير تفعِّل المصلى المتنقل بالواجهة البحرية    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاستنساخ.. واقع الخيال وإنجاز((حواء))الفاحش؟!!
العالم يدفع "ضبط النفس"ضريبة ل((نجاحه))المؤسف
نشر في اليوم يوم 03 - 01 - 2003

بعد ما يربو على الاعوام الخمسة من ولادة النعجة (دوللي) ذائعة الشهرة وسيدة تاريخ جنسها الأول عبر العصور كونها أول كائن حيواني يولد بطريقة (الاستنساخ) أو التكاثر غير الجنسي وما أعقبه هذا الإنجاز العلمي الخارق من صخب وغضب وتنديد عالمي واسع ظل معه السؤال حول إمكانية استنساخ البشر من عدمه قائم حتى يوم الجمعة الماضي الذي أعلنت فيه إحدى الشركات الأمريكية والتي يرأسها (سائق سباق) سابق عن ولادة الطفلة (حواء) ونجاح أول عملية استنساخ للإنسان عرفها التاريخ.. المولودة المستنسخة من خلايا جلد امرأة أمريكية في الحادية والثلاثين من العمر لم يكشف عنها الكثير تاركين ذلك للأيام القليلة القادمة.. وفي هذا التحقيق يتناول (آخر الأسبوع) الكثير عن الاستنساخ منذ أن كان فكرة خيالية الإبداع في رواية (عالم جديد شجاع) للكاتب الإنجليزي (هكسلي) عام 1932 والذي يعد أول من تطرق ل(الاستنساخ) ك(فكرة ) حسبا تصور روايته إلى أن أصبح الخيال واقعا علميا فاحشا يشمئز العالم ب(حواء) الاكتشاف (الأخير)؟!!
عملية استنساخ (دوللي)
في الثالث والعشرين من شهر فبراير عام 1997م أعلن فريق من علماء الوراثة البريطانيين بقيادة (ابان يلموت) في معهد (روزلين) بأسكتلندا عن نجاح أول تجربة للاستنساخ الجسدي( التكاثر غير الجنسي) أسفرت عن ولادة أشهر نعجة في التاريخ والتي أطلق عليها (دوللي).. حيث أخذت خلية من ثدي شاة عمرها ست سنوات ثم نزعت نواة هذه الخلية وغرست في بيضة من شاة أخرى مفرغة من نواتها.. وبعد ذلك زرعت هذه البييضة بالنواة الجديدة في رحم الشاة ثالثة بعد أن مرت بعملية حضانة مخبرية وعبر الخطوات التالية:
1. أخذوا 277 بييضة مما أفرزه مبيض النعجة الأنثى ذات الرأس الأسود, وتم تفريغها من نواتها, وأبقوا على السيتوبلازم والغشاء الواقي.
2. أخذوا من ضرع نعجة بيضاء الرأس عددا من الخلايا.
3. نزعوا من كل خلية من خلايا الضرع نواتها, ثم خدروا نشاطها
4. غرسوا داخل كل بيضة مفرغة من نواتها نواة من خلية الضرع.. وهذه النواة تحتوي على ال 46 صبغيا وهي ما يسمى بالحقيبة الوراثية التي تحمل جميع الخصائص الذاتية للمخلوق
5. وضعت كل خلية في أنبوب اختبار
6. سلطوا على الخلية في أنبوب الاختبار صعقة كهربائية فتحركت الخلايا للانقسام
7. حدث الانقسام في 29 خلية فقط من أصل 277 خلية وبلغت هذه الخلايا مرحلة(8-10 خلايا متماثلة)
8. قاموا بزرع هذه العلقة (8-10 خلايا متماثلة) في مكانها في الرحم
9. من بين ال29 علقة واحدة فقط وصلت إلى إتمام النمو فولدت سخلة (نعجة صغيرة) تامة الخلق في شهر يوليو 1996 وكانت تزيد 6.600 كيلو غرام وهي مماثلة لأمها ذات الرأس الأبيض
10. راقب الباحثون نموها حتى بلغت الشهر السابع من العمر وعندها أعلنوا نجاحهم العملي للعالم.
(موقف عالمي موحد)
منذ أن أعلن عن الاستنساخ كان الموقف الديني والأخلاقي والقانوني واحدا بطول العالم وعرضه وهو تحريم وتجريم تطبيق تقنيات الاستنساخ على الإنسان مع جواز الاستفادة منها فيما يتصل بالحيوان والنبات واتفقت كل المؤسسات الدينية والمجامع الفقهية والمرجعيات الدينية الإسلامية على الفتوى بالتحريم القاطع للاستنساخ البشري حتى أن مجمع البحوث الإسلامية أوصى بتطبيق حد الحرابة على من يطبقون تقنيات الاستنساخ على البشر وتكاد هذه الفتوى أن تكون مستقرة في أنحاء العالم الإسلامي ويناظرها في العالم المسيحي فتاوى من الكنيسة الكاثولوكية والأرثوذكسية تحمل نفس المعنى وتسير في الاتجاه نفسه.. ومثلما رفضت دول عالمية كبرى أي محاولة لاستنساخ البشر قبل سنوات نددت وشجبت نفس الدول وغيرها خبر نجاح أول عملية استنساخ بشري على مر التاريخ يوم الجمعة الماضي وإحدى الشركات الأمريكية تعلن ذلك بولادة الطفلة المستنسخة الأولى بهذه الطريقة. وكان قد دعا رئيس الجمهورية الفرنسية بعد ولادة (دوللي) المجلس الاستشاري القومي للأخلاق إلى دراسة القانون الفرنسي ليطمئن على سلامته من وجود ثغرات يمكن للباحثين الفرنسيين أن يقوموا في يوم من الأيام بالاستنساخ البشري.. وتباينت الآراء من الاستنساخ البشري إلى ثلاثة مواقف:
الأول: يشجعه وهو موقف المتخصصين في علاج العقم والثاني: يعارضه وهو الموقف الذي اتخذته حكومات إنجلترا وألمانيا وفرنسا . والثالث: يرى عدم التسرع في الرفض أو القبول, بل تحديد فترة مؤقتة توقف فيها الأبحاث حتى تستكمل دراسة النواحي الاجتماعية والأخلاقية للاستنساخ وبعدها يقرر استئنافه أو توقيفه وهو موقف الولايات المتحدة الأمريكية التي دعت إلى إيقاف تمويل الأبحاث المستخدمة في الاستنساخ البشري لمدة خمس سنوات (حينها) إلا أن الزمن مر واصبح الاستنساخ البشري حقيقة!!
(الموقف الشرعي)
كثرت التساؤلات عن حكم الشرع في الاستنساخ البشري ولما كان من الصعب جدا على فقيه واحد أن يدلي برأيه في مسألة مستحدثة ومعقدة كالاستنساخ فقد دعت المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية إلى عقد ندوة تضم فريقا من الفقهاء الأجلاء والأطباء المتخصصين لدراسة أمر الاستنساخ البشري وقد عقدت الندوة في الدار البيضاء في المملكة المغربية بين 14-17 يونيو 1997م وصدرت في ختامها التوصيات التالية:
أولا: تجريم كل الحالات التي يقحم فيها طرف ثالث في العلاقة الزوجية سواء أكان رحما أم بويضة أم حيوانا منويا أم خلية جسدية للاستنساخ.
ثانيا: منع الاستنساخ البشري العادي فإن ظهرت مستقبلا حالات استثنائية عرضت لبيان حكمها الشرعي من جهة الجواز.
ثالثا: مناشدة الحكومات من التشريعات القانونية اللازمة لغلق الأبواب المباشرة وغير المباشرة أمام الجهات الأجنبية والمؤسسات البحثية والخبراء الأجانب للحيلولة دون اتخاذ البلاد الإسلامية ميدانا لتجارب الاستنساخ البشري والترويج لها.
رابعا: متابعة المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية وغيرها لموضوع الاستنساخ ومستجداته العلمية وضبط مصطلحاته وعقد الندوات واللقاءات اللازمة لبيان الأحكام الشرعية المتعلقة به.
خامسا: الدعوة إلى تشكيل لجان متخصصة في مجال الأخلاقيات الحياتية لاعتماد بروتوكولات الأبحاث في الدول الإسلامية وإعداد وثيقة عن حقوق الجنين.
(الوراثية) غير الاستنساخ)
هناك فرق هام جدا بين (الهندسة الوراثية) و(الاستنساخ) فالهندسة الوراثية في النبات والحيوان تهدف إلى التعرف على المورثات وعلاقتها بالأمراض الوراثية ومن ثم معالجتها وهذا عمل جيد ومحمود كما أنه يمكن بواسطة الهندسة الوراثية الحصول على عقاقير جديدة ومفيدة للإنسان كالأنسولين البشري الذي تم الحصول عليه وغيره من الأدوية كالسوماتاستاين والأنترفيرون المستخدم في علاج السرطان والأمراض الفيروسية وغيرها. أما مبررات أنصار الاستنساخ التي منها استخدامه للعلاج:
@ زوجان مصابان بالعقم ولا يصلحان لطفل الأنابيب
@ أبوان لهما طفل واحد أصيب بمرض خطير وتوفي أو سنهما لا يسمح بالإنجاب بعد ذلك
@ زوجان مصابان بمرض وراثي واحتمال حدوثه عالي جدا عند الابناء
@ طفل اصيب بمرض خطير ويلزمه نقل نخاع عظمي (مثلا) دون أي فرصة أن يرفض جسمه النخاع الجديد . وهذه بعض الأمثلة للاستخدامات المحتملة للاستنساخ البشري كما أن هناك مشاكل عديدة له: اجتماعية, إنسانية ونفسية.. وغيرها فهناك اضطراب في الأنساب.. وما يتبعه من اضطراب في المجتمع وقد يضطرب أعداد الذكور أو الإناث وقد يستخدم لأغراض إجرامية كاستنساخ شخص بدون إذنه, أو بيع أجنة مستنسخة أو الحصول على نسخ متماثلة من أشد المجرمين عتوة ووحشية أو اختيار سلالة متميزة تعتبر هي الجنس الارقى وسلالة أخرى من غير ذلك..
(فتوى العالم الأزهري)
فتحت دراسة شرعية لعالم أزهري الباب للحديث عن حالات معينة يمكن أن يكون فيها الاستنساخ البشري جائزا من الناحية الشرعية إذا توافرت له ظروف وضمانات بعينها. البحث الذي يتوقع أن يثير اهتماما في الأوساط الفقهية أعده د. محمد رأفت عثمان أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر الشريف عن الاستنساخ في ضوء القواعد الشرعية وألقاه في المؤتمر الذي عقده المجلس الأعلى للثقافة بمصر عن (القانون وتطور علوم البيولوجيا) الذي شهد عددا من الاجتهادات الفقهية في مجال الثورة البيلوجية ومنها الاستنساخ ويؤكد د. رأفت عثمان في بحثه (الذي قدم فيه إحاطة علمية وافية لموضوع الاستنساخ) أن هناك أكثر من حالة للاستنساخ البشري يجب التمييز بين كل منها وألا تأخذ جميعها نفس الحكم الشرعي وميز بين ست صور للاستنساخ البشري يمكن الفتوى في أربع منها بالتحريم القاطع في حين أن حالتين منها أفتى بالتوقف بشأنها وعدم الفتوى بالتحريم أو الإباحة لحين معرفة النتائج التي سيتحدد بها القول بالإباحة أو التحريم.
الصورة الأولى: أولى الصور الست التي ميزها د. رأفت عثمان هي أن يكون الاستنساخ بأخذ نواة خلية من أنثى لتوضع في بويضة أنثى أخرى بعد نزع نواتها ثم الزرع النهائي في الرحم وهذه الحالة من الاستنساخ البشري أفتى بحرمتها تماما وفقا لعدة قواعد أصولية وفقهية أولها قاعدة القياس على حرمة الاستمتاع الجنسي بين أفراد النوع الواحد (السحاق بين الإناث واللواط بين الذكور) فإذا كان الاستمتاع الجنسي بين أفراد النوع الواحد حراما فالإنجاب أولى بالحرمة وكذلك سدا للذرائع لأنها لو شاعت بين النساء لأدت إلى انتشار الرذيلة وكذلك منعا للضرر النفسي والاجتماعي الذي سيقع على المولودة.
الصورة الثانية: هي أخذ نواة من خلية امرأة لتوضع في بويضة نفس المرأة وهي حرام كالحالة السابقة وأدلة التحريم هي نفس الأدلة.
الصورة الثالثة: هي أن تكون النواة من خلية ذكر حيواني في بويضة امرأة والحكم فيها هو التحريم القاطع لأنه عبث وتشويه لخلق الله إذ سينتج مخلوقا جديدا كليا.
الصورة الرابعة: هي أن تكون النواة من خلية ذكر إنسان ولكن ليس زوجا للمرأة صاحبة البويضة والحكم فيها التحريم أيضا لأنه في معنى الزنا وإن لم يكن زنا حيا لعدم توافر أركانه ولكنه يؤدي إلى ما يؤدي إليه الزنا من اختلاط الأنساب ومن ثم ينطبق عليه نفس الحكم.
الصور الأربع السابقة يذهب د. رأفت عثمان إلى تحريمها تحريما قطعيا متفقا مع إجماع العلماء في تحريم الاستنساخ البشري لكن هناك صورتين يرى د. رأفت عثمان التوقف فيهما ولا يذهب إلى ما ذهب إليه جمهور العلماء بالتحريم.
الصورة الأولى: تكون فيها النواة التي تحمل المادة الوراثية من خلية ذكر إنسان (زوج) توضع في بويضة امرأة (زوجته) بشرط أن يكون ما زال حيا (أي الإنجاب اللاجنسي بين الزوجين) فهو يفتي بالتوقف في مثل هذه الحالة دون القول بالتحريم أو بالإباحة انتظارا لنتائج الأبحاث والتجارب في مجال الاستنساخ فإذا كانت النتائج طفلا مشوها غير سوي في أي من جوانب التكوين الجسمي والنفسي والاجتماعي فيكون الحكم هو التحريم القاطع أما إذا كان الطفل المولود بهذه الطريقة طبيعيا لا تشوبه شائبة فيصبح في هذه الحالة محل مناقشة العلماء من كل الشخصيات العلمية والإنسانية والفقهية حيث يبدو ساعتها أن الزوج الذي لا يستطيع الإنجاب بالطريق الطبيعي (الجنسي) صاحب حق في اللجوء إلى الاستنساخ البشري وفق هذه الطريقة.
الصورة الثانية: فهي المعروفة بالتوأم السيامي أو المتطابق وهي صورة للاستنساخ البشري لا يستغنى فيها عن الحيوان المنوي كما في الحالات السابقة وإنما هي محاولة لولادة أكثر من مولود يشتركون في نفس الصفات الوراثية كالتوائم وتتم عن طريق تخصيب البويضة بالحيوان المنوي في طبق خارج الرحم وتقسيم الخلية الناتجة عن هذا التلقيح لأكثر من خلية تتطابق جميعها وتحمل نفس الصفات الوراثية وهو يفتي فيها بالتوقف دون القول بالتحريم أو بالإباحة انتظارا لنتائج تجارب الاستنساخ وما ستفسر عنه. وليست هذه دعوة أو فتوى للاستنساخ البشري وإنما هو اتباع لمنهج علماء السلف في الفقه الإسلامي في توقع الحادثين وافتراض قضايا لم تحدث ثم الاجتهاد في بيان أحكامها (أو ما يعرف بالفقه الفرضي) فهو على قناعة بأنه بالرغم من تشديد القوانين والتشريعات الدولية على تجريم وتحريم الاستنساخ البشري فإن ذلك لن يمنع حدوث استنساخ بشري بسبب سهولة هذا النوع من العمليات التي يستطيع أي مركز أطفال أنانبيب إجراءها بعيدا عن الرقابة فهي ليست أصعب جهدا أو أكثر تكلفة من القنبلة الذرية التي لا يتوقف تصنيعها بالرغم من الحظر وارتفاع التكلفة خاصة في ظل تراجع الوازع الأخلاقي والديني وانتشار العبث مع ضعف الرقابة.
(نرفض ما يرفضه الدين)
أما رأي الشارع في (الاستنساخ) فجاء رافضا له ومؤمنا بدين خالقه عز وجل وغير مقتنع بوجود مثل هذه الطريقة الواهمة معتبرا اياها أي عملية الاستنساخ كذبا وافتراء ومضرة.. وهذا ما عكسه أولا رأي الأستاذ إبراهيم الشمراني بقوله: في حقيقة الأمر نحن كمسلمين لا نستطيع البت في أي أمر من أمور حياتنا إلا بالرجوع لديننا الحنيف والحقيقة ان هذا الأمر رفض من قبل الشرع وأنا ضد حدوث مثل هذا الأمر لما له من عواقب جسيمة سيكون مردودها سيئا على البشر وأعتقد أنه فقط محاولة من الغرب لتحدي الخالق فالإنسان خلقه الله من خلايا وأجنة سليمة تحقق خلقة الله التي أراد أن يصور هذا المخلوق بها فيكون إنسانا سليما نتج عن تزاوج ذكر وأنثى يحمل صفاتهما والذي أعرفه وعلى حد ما قرأت وسمعت أن المستنسخ يكون عقيما وهنا قد خالفوا شريعة الله في التزاوج للتناسل والتكاثر لتعمير هذه الدنيا فيخرج جيل ضعيف يخالف فطرة الله التي فطر الناس عليها ومن هنا أرفض الفكرة شكلا ومضمونا لأنها تسيئ أكثر من أن تخدم.
(يجب أن يكون الهدف إنسانيا)
أما الدكتور إيهاب دكتور صيدلة فأجابنا بقوله: الفكرة من الممكن أن تنتشر وتأخذ طابعا سلبيا إلى حد سيضر البشرية في يوم من الأيام لأنه من الممكن أن نجد جيوشا من أشكال واحدة تعود بالدمار على الكون وهذا ممكن الحدوث لأن الخير موجود والشر موجود. أنا أرى أنه من المفروض أن الهدف من هذه الفكرة إنساني يخدم الشعوب ويساعد على تطويرها كأن يتم استنساخ عقليات مفكرة تخدم المجتمع ليستمر (بتشغيل) عقله فتتم الاستفادة منه ولكني متأكد من أنه سيستخدم الاستنساخ لأهداف غير سامية. أما من ناحية الشرع فليس لي أدنى فكرة وأترك الأمر للمختصين بالدين وهم كثر في المملكة.
(ضد الأسرة والمجتمع)
الدكتور عماد أبدى رأيه في فكرة الاستنساخ بقوله: من الناحية الشرعية أعتقد أن العلماء لم يبيحوا حاجة مثل الاستنساخ لأن أضراره كثيرة مثلا سيأتي يوم نجد فيه أن المرأة لم تعد في حاجة للرجل لأنها ستقوم باستنساخ أولادها بنفسها مما يجعل وجود الرجل مثل عدمه والعكس صحيح كما ستؤثر على الأنساب لأنه سيخرج من لم يعرف أباه مما يؤثر على تكوين المجتمع ويفقده تماسكه.
(لا أصدق لا دوللي ولا حواء)
الشاب بندر حمود العتيبي الذي تعجب من الموضوع كثيرا ولم يصدقه حيث تساءل أكيد تمزحون وهذه أول مرة أسمع مثل هذا الكلام؟! وبعد تأكيدنا له أن (حواء) وهي الطفلة الأولى بالاستنساخ قد أعلن عن نجاح ولادتها الأسبوع الماضي قال: هذا الأمر فيه مبالغة لأنه لا يستطيع خلق البشر سوى خالقهم سبحانه.
@ سألته هل سمعت بالنعجة (دوللي) أول حيوان مستنسخ؟
رد بسرعة لم أسمع عنها ولا أصدق مثل هذا الكلام ولن تستطيعوا إقناعي لأن هذه أمور بيد الخالق تعالى
@ فرضا لو حصل هذا الأمر هل تقبل بأن يتم استنساخك؟
أبدا ولو أعطوني كنوز الدنيا وأعتقد أن أي شخص عاقل لن يرضى بمثل هذه المخالفات.
(أرفض المخالفات)
أما حسين الزهراني فيؤكد أنه من أشد المعارضين لمثل هذه الأمور لأنها تحد للمولى عز وجل ويقول: أنا أرفض الفكرة من الأساس فكيف أوافق على أن يتم استنساخي؟!
@ هل ترى لها إيجابيات أو سلبيات على المجتمع؟
الحقيقة أن غير مطلع على الموضوع ولكني ضد هذه الفكرة وأعارضها لأني متأكد بأنها في غير صالح الخلق وفيها قبل كل شيء مخالفة للفطرة البشرية وأتمنى أن تفشل هذه الفكرة لأننا في غنى عنها!!
(مخالفة للدين)
ولم يكن رأي عبد الرحمن الجنيد يختلف عمن قبله من الاخوان بقوله: أنا ما أعرف عنها شيئا ولكن أنا لا أؤيدها لاعتقادي بأنها مخالفة للدين وأظن أن هناك من العلماء من لم يجزها لذلك قد يكون رأيي غير مقنع ولكنني في الحقيقة غير مرتاح لهذه العملية!!
@ هل ستوافق على استنساخك؟
أعتقد أنها مشكلة ولكني لن أوافق حتى لا يكون (مني اثنان)؟!
(ليست هناك إيجابيات)
أما عبد العزيز المحيذيف الدوسري الطالب في كلية العلوم الصحية فيرى الاستنساخ علما جديدا توصل له الأطباء في الغرب كعلم مذهل نتج بعد بحوث وتجارب قاموا بها وقد تطرق له علماؤنا وشيوخ الإسلام ورفضوا الأمر عدا في حالات نادرة خاصة وكوني مسلما ولله الحمد فلن يخرج رأيي عن رأي أهل العلم فما يرفضه ديننا الإسلامي وفيما يقبله.
@ ألا ترى له إيجابيات في المستقبل؟
لا أعتقد ذلك فديننا الحنيف لا ينهى عن أمر وهو خير للأمة.
(سيصبح العالم كئيبا)
أما رأي الدكتور محمد الادريسي طبيب الأسرة فقد كان مغايرا لمن سبقوه فقد أجاب بموضوعية أكثر حيث قال: الاستنساخ سلاح ذو حدين قد يستخدم لصالح البشرية وخيرها وقد يستخدم ضد البشرية لأنه أي علم من العلوم الله لم يطلع الناس عليه إلا وبه خير إذا وظف التوظيف السليم ولكن المشكلة في البشر أنفسهم فهم من يحررون أو يطوعون ما أعطوا اياه لصالحهم العام لذلك يجب أن نخضع عملية الاستنساخ لما أتانا به الكتاب والسنة فنرى ما يوافقها وما يخالفها من أوامر ونواه وضبط تشريعي لعملية الاستنساخ لأمور النسل وحفظ النسب وعدم أغفال عملية التزاوج المهمة في حياتنا كبشر.
@ هل أنت مع أو ضد الفكرة؟
واضح من كلامي أن الاستنساخ شيء جيد لكن يجب أن يوظف التوظيف السليم لخدمة البشرية بصورة ترضي الله ورسوله.
@ هل توافق أن يتم استنساخك لو حدث الأمر وأصبح واقعا؟
مثلي أنا.. حتى يصاب العالم باكتئاب.. وضحك كثيرا
(ستتبدل كثير من الأمور)
ما رأي المرأة فجاء من خلال إحدى العاملات في استقبال أحد المستشفيات الخاصة وقد رمزت لاسمها ب(أ.م) هي تقول: هذه فكرة مجنونة وغريبة وستحدث فوضى في أوساط المجتمع وستبدل الكثير من الأمور والتي لن تكون في صالح البشر وأنا لا أتصور نفسي أكثر من شخصية عندها كيف سأتزوج وكيف سأنجب لالا لا أصدق أن يحدث هذا وأتمنى ألا يحدث. تخيل أن كل منا لديه من نفسه أكثر من واحد لن يبقى للبشر مكان يعيشون فيه على الأرض وما يثير دهشتي هو التناقض العجيب فيما يطالبون به وما يفعلونه فهم في السابق يطالبون بتحديد النسل للاستيعاب البشري والآن يفتحون الباب على مصراعيه للاستنساخ أمرهم عجيب جدا وقبل هذا وذاك الأمر فيه تحد لقدرة الله عز وجل فهو الوحيد القادر على الخلق والاحياء صدقوني أنا لا أتصور حدوث مثل هذا الأمر.
النعجة دوللي (أول عملية استنساخ في معهد روزلينا باسكتلندا)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.