استقبل خبر اعلان نجاح اول عملية استنساخ للانسان الذي اعلنت عنه يوم الجمعة شركة امريكية بكثير من القلق والخوف واستنكرته السلطات الرسمية في الولاياتالمتحدةالامريكيةوفرنسا . اعلان النبأ ان الرئيس الامريكي جورج بوش يشعر بانزعاج شديد من جهود استنساخ البشر. وكان الرئيس بوش قد طلب من الكونجرس حظر استنساخ البشر وحظر استنساخ الاجنة البشرية لاغراض البحث العلمي. واقر مجلس النواب بالفعل هذا الحظر لكن مشروع القانون تعثر في مجلس الشيوخ بعدما جادل ناشطو بحوث بأن من شأنه ان يعوق البحث العلمي. و انتقد الرئيس الفرنسي جاك شيراك بشدة هذه الجهود وناشد الدول في شتى انحاء العالم بتجريم وانزال أشد العقاب على اي محاولة لاستنساخ الانسان. وكانت شركة كلونيد التي تتخذ من الولاياتالمتحدة مقرا لها قد اعلنت يوم الجمعة انها نجحت في استنساخ انسان لأول مرة. وينظر الخبراء بريبة الى تلك المزاعم وكذبها عالم فرنسي علنا. شركة كلونيد امريكية مثيرة للجدل مرتبطة بطائفة ريليا المهووسة باعتقادات ضالة. وقد أعلنت بريجيت بويسيلييه مديرة هذه الشركة يوم الجمعة أن الولادة حدثت يوم الخميس وان الطفلة استنسخت من خلايا امرأة امريكية في الحادية والثلاثين من عمرها هي التي حملتها وولدتها. المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان قال يعتقد الرئيس (بوش ) مثل معظم الامريكيين ان استنساخ البشر امر مزعج للغاية ويؤيد بقوة تبني تشريع يحظر جميع ابحاث استنساخ البشر. وفي بريطانيا سكتت السلطات الرسمية ذات الميول العمالية عن ادانة الحدث لكن عالم بريطاني ادان الحادثة ووصفها بأنها مثال على الاعماق السحيقة التي سيتردى فيها بعض الاطباء. وقال باتريك ديكسون وهو خبير بريطاني في مجال أخلاقيات الاستنساخ البشري ان هذا الاعلان سوف يثير النفور والاشمئزاز في كل أنحاء العالم. غير أن ديكسون وصف الانباء بأنها لامناص منها بالمرة محذرا من أنها تمثل علامة بارزة يدرك العالم عندها فجأة أن العلم يمكن أن يخرج عن نطاق السيطرة. وقال ديكسون هناك سباق عالمي بين العلماء المارقين لانتاج (البشر) من خلال الاستنساخ، تدفعهم إلى ذلك الشهرة والاموال والمعتقدات الضالة والملتوية. وإعلان اليوم هو امر لا مناص منه حيث يمكننا أن نتوقع عددا من الولادات الاخرى للبشر المستنسخين خلال الاسابيع القليلة المقبلة. وأضاف أن صناعة الاستنساخ تصل استثماراتها إلى عشرات الملايين من الجنيهات. وقالت طائفة ريليان التي زعمت مسئوليتها عن أول إنسان مستنسخ، أن مفتشا مستقلا سوف يتم استخدامه ليأخذ أدلة الحامض النووي من الطفلة وأمها البالغة من العمر 30 عاما. ولكن ديكسون قال ان الطفلة المولودة قد ولدت في كابوس حي ومعرضة لمخاطر التشوه العالية وسوء الحالة الصحية والوفاة المبكرة والضغوط العاطفية التي يصعب تخيلها. وأثار ديكسون قضايا حول علاقة الطفلة بأعضاء الاسرة الاخرين متسائلا ماذا ستفعل بشأن إحساسها بالهوية الشخصية مع إدراكها أنها ليست أكثر من نسخة من شخص آخر أكبر منها بكثير؟. وأثار ديكسون المخاوف من أنه على الرغم من أن الطفلة لم تولد في بريطانيا، إلا أنه من المرجح أن تكون التكنولوجيا البريطانية هي التي استخدمت في العملية، بعد استنساخ النعجة دوللي في سكوتلندا منذ بضع سنوات والبيئة البحثية المواتية إلى حد كبير في هذا المجال في بريطانيا. وقال الخبير الفرنسي في علم الوراثة اكسيل كان بعد اعلان طائفة الرائيليين ولادة طفل مستنسخ ان لا ادلة تثبت ذلك وطالما لم يحصل ذلك يبقى ذلك مجرد ادعاء. وردا على سؤال لاذاعة (اوروبا 1) الفرنسية الخاصة قال كان يجب ان يقوم علماء بوضع الخريطة الجينية للطفل المستنسخ والخريطة الجينية للشخص الذي استنسخ عنه الطفل وان يثبتوا تطابق الخريطتين. وشدد على ان التقنية لم تنجح حتى الآن لدى القردة والانسان. فهل كان الرائيليون اول من تمكن من انجاحها؟ اقول مجددا انه لا يوجد اي عنصر يثبت ذلك في الوقت الحاضر. واضاف اكسيل كان اذا كان هذا الطفل فعلا مستنسخا والرائيليون يريدون اثبات ذلك فيجب ان يقدموا دليلا علميا. وما لم يقدم هذا الدليل يبقى الامر مجرد ادعاء. وقال راندال بريذر استاذ تكنولوجيا التناسل الحيوية بجامعة ميسوري الامريكية انه لابد من فحص البصمة الوراثية لخلايا الطفلة ومطابقتها ببصمة الوالدة للتأكد من انها فعلا مستنسخة. واضاف بريذر متسائلا: هل هذا ممكن في البشر؟.. ربما. هل شهدنا مشكلات في استنساخ الحيوانات الاليفة.. نعم. هل نفهم سبب هذه المشكلات.. لا. لذا يجب علينا الا نفعل ذلك. وقال راندال بريذر استاذ تكنولوجيا التناسل الحيوية بجامعة ميسوري الامريكية انه لابد من فحص البصمة الوراثية لخلايا الطفلة ومطابقتها ببصمة الوالدة للتأكد من انها فعلا مستنسخة. وينظر غالبية العلماء بشك إلى شركة كلونيد وقدرتها على استنساخ إنسان. وقد تم استنساخ مواش وفئران وأغنام وبعض الحيوانات الاخرى ولكن بدرجات متفاوتة من النجاح. الشركة قالت ان الطفلة تزن سبعة أرطال (18ر3 كيلوجرام) واطلق عليها اسم إيف (أي حواء) وانه تمت ولادتها من الحامض النووي لخلايا الجلد في المرأة، مما يجعل الاثنين توأمين متماثلين. ومقر شركة كلونيد في كيبك الكندية ورئيسها رائيل سائق سباق فرنسي سابق واسمه الحقيقي كلود فوريهون رائل، ويعتقد أن البشر هم كائنات فضائية مستنسخون. ولم تدل بويسلييه بأي دليل مباشر أو تأكيد من قبل طرف ثالث بأن الشركة قد قامت بهذا السبق العلمي الكبير، كما لم تحدد في أي دولة حدثت عملية الولادة القيصرية يوم الخميس . وإذا ثبتت صحة أول إعلان من نوعه في العالم، فسوف يعني ذلك أن الانسانية انزلقت في هاوية سحيقة كان كثيرون قد حذروا منها منذ استنساخ النعجة دوللي في عام 1997م. والفكرة برمتها عالجها الكاتب الانجليزي ألدوس هكسلي في روايته التي تحمل عنوان (عالم جديد شجاع) في عام 1932 وتثير منذ ذلك الوقت جدلا أخلاقيا جوهريا حول قيام العلماء بالتدخل في عملية الخلق وانتاج أطفال حسب الطلب على حد زعمهم. وسوف يعني أيضا أن هذه الطائفة قد استبقت فرض حظر عالمي على الاستنساخ يجرى النقاش حوله في الاممالمتحدة، وهي تحقق بذلك فوزا على فريقين علميين آخرين يزعمان أنهما يديران مشاريع مماثلة. وقالت بويسلييه أن أربعة أطفال آخرين مستنسخين سوف يولدون في وقت قريب أحدهم في شمال أوروبا وآخر في أمريكا الشمالية واثنان في آسيا.وان الشركة بدأت في العمل مع عشرين زوجا وزوجة آخرين. بل ان الطفل الاوروبي قيل انه سيتم استنساخه من امرأتين شواذ أما الاطفال الآسيويين فهما مستنسخان من أطفال ماتوا وفقا لما قالته المتحدثة باسم الشركة. وقد تم الاحتفاظ بخلايا الطفلين الآسيويين حتى يتم استنساخهما وهي عملية تم فيها زراعة الحامض النووي الخاص بهما في خلية يتم انتزاعها من مادتها الجينية ثم يتم زراعتها ثانية في رحم المرأة حسب ما اعلنته الشركة. وقالت بويسلييه انه من بين 10 تجارب، نجحت حتى الآن خمس عمليات حمل، وهي مزاعم قوبلت بعدم التصديق من قبل العديد من الباحثين، الذين لم يشهدوا أبدا نسبة نجاح تصل إلى 50 في المائة في استنساخ الثدييات. وعندما استنسخ العلماء الاسكتلنديون النعجة دوللي قاموا بمائتين وست وسبعين محاولة من أجل إنتاج حيوان ولد حيا وغير مشوه. وكانت نسبة النجاح بالنسبة للثدييات في العادة أقل من خمسة في المائة. وقد استنسخ علماء الهندسة الوراثية حتى الآن حيوانات أخرى من بينها الخنازير والماعز والقطط. وقد أظهرت الحيوانات ميلا أكبر للعيوب والامراض التي تظهر في مراحل لاحقة من العمر. ومديرة شركة /كلونيد/ بريجيت بواسيلييه كيميائية كانت تعمل في فرنسا اعلنت مرة اخرى في مؤتمر صحافي عقدته بمنطقة هوليوود شمالي مدينة ميامي بولاية فلوريدا بعد اعلانها الاول انها استنسخت الطفلة من خلايا /أمها/ وقالت المتحدثة باسم كلونيد نادين جاري ان الطفلة ولدت خارج الولاياتالمتحدة لكنها امتنعت عن ذكر المكان. ولم تدل بويسيلييه بأي دليل مباشر أو تأكيد من قبل طرف ثالث بأن الشركة قد قامت بهذا السبق العلمي الكبير، كما لم تحدد في أي دولة حدثت عملية الولادة القيصرية وقالت انها ستوفر الدليل في غضون ثمانية أو تسعة أيام. وفي هذا السباق المجنون ينخرط ايضا خبير الاخصاب الايطالي سيفيرنيو انتينوري ، الذي زعم الشهر الماضي أن سيدة لم يعلن عن هويتها تحمل جنينا (موفور الصحة) من المنتظر أن يولد في كانون الاول /يناير/ المقبل. . وقال عالم اخر هو الاميركي بانوس زافوس الذي يتعاون مع انتينوري ايضا انه بصدد استنساخ طفل ايضا.