توغل الجيش الاسرائيلي صباح امس في مدينة جنين شمال الضفة الغربية وفي مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، كما افادت مصادر امنية فلسطينية. ومنع الجيش الاسرائيلي ولليوم الثالث على التوالي نحو الف فلسطيني من مخيم طولكرم للاجئين بشمال الضفة الغربية من العودة الى منازلهم. و جمع هؤلاء الفلسطينيون الذين تتراوح اعمارهم بين 15 و45 عاما الاربعاء الماضي للتحقق من هوياتهم في ملعب مدرسة في المخيم الذي تديره وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) التي رفعت احتجاجا رسميا على عملية الاستيلاء على مكاتبها. وعبر متحدث عسكري عن "اسفه" للمضايقات التي تسبب بها هذا الأجراء غير المسبوق على السكان المدنيين، لكنه أكد أن "مكافحة الإرهاب"ولا سيما التصدي لمخططات تنفيذ عمليات انتحارية تجعله امرا ضروريا. واعتقل 16 فلسطينيا بينهم مسؤول عسكري لحركة فتح في المنطقة خلال العملية التي يتوقع ان تنتهي في الساعات المقبلة، بحسب الاذاعة الاسرائيلية العامة. وافادت المصادر الامنية الفلسطينية ان رتلا من الدبابات وسيارات الجيب يضم خمسا وعشرين آلية دخل الى مدينة جنين والمخيم المجاور لها. وحصل تبادل لاطلاق النار مع مقاتلين فلسطينيين فيما فرض الجيش نظام حظر التجول على القطاع. وتظاهر امس قرابة عشرة الاف فلسطيني في جنين للتعبير عن دعمهم للعراق لمناسبة الذكرى الاولى لمعركة جنين ضد الجيش الاسرائيلي. وسار المتظاهرون وهم يرفعون مئات الاعلام الفلسطينية وصورا للرئيس العراقي صدام حسين ورايات مختلف الفصائل الفلسطينية، فيما كان ناشطون مسلحون يطلقون النار في الهواء. وكانت معركة جنين الاكثر دموية منذ بدء الانتفاضة في سبتمبر 2000 اسفرت في ابريل 2002 عن مقتل 53 فلسطينيا و23 جنديا اسرائيليا وواجهت اسرائيل بسببها حملة استنكار على الساحة الدولية. وفي قطاع غزة توغل الجيش الاسرائيلي في مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين في وسط قطاع غزة وحاصر عددا من المنازل وسط اطلاق النار. وقال مصدر امني فلسطيني ان اكثر من عشر دبابات واليات عسكرية اسرائيلية انطلقت في ساعة مبكرة من محيط مستوطنة نتساريم جنوب مدينة غزة وتوغلت لاكثر من كيلومترين في اراض خاضعة للسيطرة الفلسطينية في مخيم النصيرات وسط اطلاق النار وتحت غطاء من مروحيات عسكرية. واشار الى ان الجنود الاسرائيليين شرعوا بعملية مداهمة واسعة لمنازل المواطنين واعتدوا على اصحابها كما حاصروا منزل المواطن عبد الحكيم الجحجوح واجبروا العائلة على الخروج من المنزل. واكد ان الدبابات الاسرائيلية اغلقت الطريق الرئيسي الساحلي الذي يربط بين مدينة غزة ووسط قطاع غزة كما اغلقت مفترق الشهداء قرب مستوطنة نتساريم من الجهة الغربية للمدينة ومنعت ايا من المواطنين من التنقل بين غزةوجنوبها. من جانبه حذر وزير العمل الفلسطينى الدكتور غسان الخطيب من أن الحكومة الاسرائيلية تستغل الانشغال العالمى التام بما يجرى فى العراق لتصعيد عدوانها ضد الشعب الفلسطينى. وأشارالمسؤول الفلسطينى فى حديث لاذاعة صوت العرب امس الى أن سلطات الاحتلال الاسرائيلى بدأت حملات قتل وهدم منازل وبناء جدران للفصل العنصرى وتشديد قيود الحركة والعقوبات ضد الفلسطينيين. وأضاف أن السلطة الفلسطينية أبلغت ممثلى اللجنة الرباعية الذين اجتمعوا فى بروكسل بخطورة الوضع. وأكد فى الوقت نفسه ضرورة قيام تحرك عربى على مستوى القادة للجم هذا العدوان.