اعادت قوات الاحتلال الاسرائيلية امس احتلال مدينة بيت لحم وانتشر الجنود والمدرعات الاسرائيلية في انحاء المدينة تحت غطاء جوي كثيف انتقاما للعملية الاستشهادية التي نفذها شاب فلسطيني من ابناء بيت لحم في القدس الغربية المحتلة فجر الخميس وقالت محطات اذاعة اسرائيلية ان القوات حاصرت كنيسة المهد لمنع النشطاء من التحصن بها كما فعلوا عندما عاودت اسرائيل احتلال المدينة في ابريل نيسان الماضي. كما طوق الجيش بيت لحم وقرى حسان وبيتين والخضر المجاورة وفرض حظر التجول. وفي قطاع غزة قال شهود فلسطينيون ان قوات اسرائيلية تساندها نحو 40 دبابة ومركبة مدرعة دخلت قرية القرارة امس الجمعة ونسفت بالديناميت منزل عضو في حماس التي اعلنت مسؤوليتها عن تفجير حافلة القدس. وطوقت القوات الاسرائيلية مخيما للاجئين قرب بيت لحم قبل الفجر وقام الجنود بعمليات تفتيش من منزل لمنزل. وقال سكان فلسطينيون ان 16 فلسطينيا ينتمون الى جماعات مختلفة اعتقلوا من بينهم فتاة فلسطينية اتهمت بالتخطيط للقيام بهجوم استشهادي. وتشارك في العملية التي اطلق عليها اسم (سلسلة ردود) قوات من سلاح المدفعية ودبابات وقال ضابط كبير مكلف بالعملية لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان الجيش لم يحدد لنفسه مهلة محددة. سنبقى الوقت اللازم لانهاء مهمتنا. واعلن الجيش الاسرائيلي انه اعتقل 16 فلسطينيا آخرين في مداهمات جرت خلال الليل في مناطق مختلفة من الضفة. وذكرت مصادر عسكرية ان عددا كبيرا من المعتقلين اعضاء في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي اعلنت مسؤوليتها عن تفجير القدس. وجاء اجتياح بيت لحم عقب قرار رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون اعطاء الجيش حرية ضرب المقاومة الفلسطينية واستخدام كل ما هو متاح لتفكيك هياكل السلطة الفلسطينية والبنية التحتية للمجتمع الفلسطيني ويبدو مرجحا ان تطويق بيت لحم خطوة اولى قبل القيام بعملية عسكرية هناك. وفرضت القوات العسكرية الاسرائيلية حظر التجول على منطقة بيت لحم بينما انتشرت عربات الجند المدرعة وعربات الجيب في شوارع المدينة وسيطرت القوات الاسرائيلية على مبنى من سبعة طوابق. ومهد شارون ووزير الدفاع شاؤول موفاز الطريق ايضا الى عملية عسكرية في بيت لحم بالغاء اتفاق ابرم في اغسطس اب أدى الى سحب اسرائيل لقواتها من المدينة وتسليم الاشراف الامني فيها الى الفلسطينيين.وقالت المصادر ان شارون وموفاز لاحظا انه منذ انسحاب اسرائيل اصبحت بيت لحم ملاذا آمنا للاستشهاديين الذين تسميهم اسرائيل بالارهابيين وانهما تعهدا في اجتماع الخميس بمكافحة هذه البنية الاساسية للمقاومة والقضاء عليها. وفي حادث منفصل قالت قوات الامن الفلسطينية ان ضابط شرطة قتل بقذيفة مدفعية اسرائيلية قرب مستوطنة نتساريم اليهودية.وزعم الجيش الاسرائيلي انه كان وسط مجموعة مسلحة من الاستشهاديين اقتربت من المستوطنة في محاولة للتسلل اليها. وكان جيش الاحتلال الاسرائيلي انسحب من بيت لحم في آب/اغسطس اثر اتفاق امني توصل اليه وزير الدفاع الاسرائيلي السابق بنيامين بن اليعازر (حزب العمل) مع الجانب الفلسطيني وقضى بان تتولى الاجهزة الامنية الفلسطينية الامن في المنطقة وتمنع انطلاق عمليات منها ضد الاسرائيليين. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مسؤول اسرائيلي ان هذا الاتفاق بات في حكم الملغى وقرر شارون وموفاز وضع حد لهذا الاتفاق الذي كان يهدف بحسب الاسرائيليين الى استخدام بيت لحم كاختبار، للقيام بعدها، في حال التوصل الى استقرار امني فيها، بانسحابات للجيش الاسرائيلي من بلدات اخرى في الضفة الغربية. وقد اصبحت اسرائيل تسيطر عمليا على مجمل الضفة الغربية بعد اقل من اسبوع على اعادة احتلال الخليل ردا على عملية ادت الى مقتل 12 اسرائيليا من العسكريين والمستوطنين في الخليل.في قطاع غزة، قتل الجيش الاسرائيلي ليلا الشرطي في الاستخبارات العسكرية الفلسطينية فهمي ابو حسين (26 عاما) خلال عملية توغل اسرائيلية. لكن الجيش الاسرائيلي قال انه قتل لدى محاولته مع مجموعة اخرى الهجوم على مستوطنة نتساريم جنوب مدينة غزة. وتوغلت قافلة من الآليات العسكرية الاسرائيلية صباح امس الجمعة في مدينة جنين التي يشملها الحكم الذاتي الفلسطيني ومخيم اللاجئين فيها حيث يدور تبادل لاطلاق النار بين فلسطينيين وجنود الاحتلال.وافادت مصادر امنية فلسطينية ان القوات الاسرائيلية تحاصر خصوصا منزلا في مخيم جنين للاجئين (شمال الضفة الغربية) قد يكون لجأ اليه ناشط من حركة الجهاد الاسلامي. ابطال الانتفاضة يرجمون دبابة اسرائىلية