اليوم الاثنين 18 نوفمبر2013م، وبعد (انتظارِ طويلِ)، يشهد مطار محافظة الأحساء لحظته المرتقبة، وهي إقلاع الرحلة الدولية الأولى، والمتوجهة - بحوله تعالى- إلى إمارة الشارقة، وبالتأكيد هي من اللحظات المبهجة لأهالي الأحساء، بعد أن كان مطار الملك فهد محطتهم الدولية الأقرب، فمنه يغادرون وإليه يعودون، ثم يتحملون عناء السفر من المطار إلى الأحساء عبر الطريق البري فيما لا يقل عن ساعتين ذهابا ومثلهما إيابا !!!. أرى أننا حيال خطوة تلزمها خطوات أخرى، فالطموح مازال كبيرا ومشروعا، عطفا على نسب المسافرين الأحسائيين من المحطات الأخرى في الشرقية وغيرهاولكونها لحظة استثنائية وسعيدة ومبهجة لكل الأحسائيين فهي الفرصة السانحة للاحتفاء، ولشكر من يستحق الشكر، فنحن على علم بأن في الأحساء رجالا يعملون بجد، ويسعون جاهدين من أجل تطوير هذه المحطة، وجعلها وجهة لخطوط طيران ولوجهات سفر أكثر، كالجهود المبذولة من محافظة الأحساء ممثلة في سمو الأمير بدر بن محمد آل جلوي، وحرصه المستمر على تطوير هذا المطار، ثم الجهود التي تبذلها الغرفة التجارية وأمانة الأحساء، والتي تتواءم مع جهود المسؤولين القائمين على مطار الأحساء، ولا نستثني بعض الجهود الأهلية المهمة التي أسهمت بها بعض الأسر الأحسائية الكريمة مشكورة، وهذا كله يتكامل بتنسيق هذه الجهات مع هيئة الطيران المدني والجهات المعنية الأخرى. من أروع مظاهر الاحتفاء بهذه اللحظة ما شاهدته شخصيا من تفاعل رائع أبداه أهالي الأحساء، فقد استثمرت خلال الأيام القليلة الماضية مواقع التواصل الاجتماعي الإلكترونية، والبرامج التواصلية في الهواتف الذكية، لتناقل أخبار وجداول الرحلات الدولية المبرمجة لمطار الأحساء، بل هناك ما هو أروع وأبدع، حين حرص بعض المسافرين الأحسائيين على الطيران على متن الرحلة الدولية الأولى لا لغرضٍ سوى دعم هذه المبادرة، وانجاح هذه الخطوة، وهو أمر لا نستغربه أبدا من أناس عشقوا مدينتهم كعشق أهالي الأحساء، كما أنها مسألة تأخذ أبعادا أعمق من مجرد التفاعل مع الحدث أو التعبير عن حبهم لمدينتهم، فذاك دليل قاطع على الوعي بالدور المنتظر من المنتمين للمكان، وبمسؤوليتهم في دفع عجلة تطويره، والرفع من مستوى خدماته. من جانب آخر أرى أننا حيال خطوة تلزمها خطوات أخرى، فالطموح مازال كبيرا ومشروعا، عطفا على نسب المسافرين الأحسائيين من المحطات الأخرى في الشرقية وغيرها، وعطفا على الموقع الاستراتيجي للأحساء، زد على ذلك تلك الحركة التنموية (الديناميكية) التي تحدث بين جنبات هذه المدينة في كل المجالات، وبالتالي فالطموح كبير بأن نراه مطارا حافلا بالنشاط وبالحركة التجارية والسياحية، والطموح كبير بأن تحط فوق مَدْرَجِهِ رحلات من وجهات دولية أخرى، ليعاضد بخدماته المطارات الأخرى في هذا الوطن العزيز، ونؤكد واثقين أنه سيسهم إذا ما فُعِّل التفعيل الأمثل في فك الاختناقات عن مطارات المملكة الأخرى، وسيسهم مع تلك المطارات في دوران العجلة الاقتصادية والسياحية في زمن صار فيه الاقتصاد عصب الحياة. [email protected]