لايزال الاستثمار العقاري يعد من القنوات الاستثمارية الرائدة والهامة، وما يميز الاستثمار العقاري انه قليل المخاطرة وغالبا يكون ذا عائد مجز نسبيا مقارنة بباقي قنوات الاستثمار، بل اكاد اجزم بانه المنافس الابرز للفوائد البنكية طويلة الاجل، والحقيقة ان الاستثمار في العقار يتطلب شرطين أساسيين غير الحظ والمهارة. اولا: رأس المال يجب ان يكون كبيرا ويتناسب مع قيمة العمائر سواء كانت شققا سكنية او مجمعات تجارية، حيث ان مبلغ 500 الف ريال يعتبر مبلغا معقولا كبداية لدخول هذا المجال. ثانيا: طول النفس، الاستثمار العقاري هو من الاستثمارات طويلة المدى، فالصبر على هذا النوع من الاعمال مطلوب ويجب التخلي عن التفكير في جني الارباح بسرعة. اذ ان العائد والفوائد من هذا الاستثمار تجنى على المدى البعيد وتحسب بالسنوات، وبامكان المستثمر تحويل هذا الاستثمار الى سيولة وذلك ببيع العين والحصول على السيولة اللازمة، وتوجد قاعدة معتمدة لدى كثير من المستثمرين العقاريين مفادها ان اي عقار متوسط في العمر يجب ان يكون سعره يعادل عشرة اضعاف الايجار السنوي او اقل واذا كانت اكثر من ذلك فان شراء هذا العقار يعتبر مخاطرة في غير صالح المشتري مثال: الايجار السنوي: 10 سنوات = قيمة العقار. 10 سنوات: 70000 ريال = 700000 ريال سعودي. مثال ذلك بناية سكنية بحي الصفاء بمدينة جدة وعمرها 10 اعوام وعائدها السنوي 70 الف ريال، يجب ان تكون قيمتها في حدود 700 الف ريال او اقل، اما العقارات الجديدة فيجب ان تكون قيمتها حوالي 14 ضعف العائد السنوي لانها لا تحتاج للصيانة كثيرا وعمرها الافتراضي اطول من العمائر القديمة، وهذه القاعدة ليست بالضرورة ناجحة دائما، ولكن بسبب الانخفاض الشديد لاسعار الفائدة العالمية يمكن ان تقدر القيمة السوقية للعقارات بزيادة 20% عن النسبة اعلاه، وهذه الطريقة يستخدمها المستثمرون في مجال العقار للاستدلال على السعر التقريبي للعقارات المعروضة للبيع، ويبدأ التفاوض مع البائع على هذا الاساس المتين حيث انه مؤشر جيد ويساعد المشتري على عدم الانجراف وسط ضجيج المزايدات.