الخبر التي ولد بها علي محمد علي البلوشي ليست هي الخبر التي نعرفها الآن، ونعتبرها واحدة من اجمل مدن المملكة.. كانت الخبر في ذلك الزمن البعيد مجموعة من المباني المتواضعة والمتناثرة تنام، في هدوء ودعة في احضان الخليج العربي وعدد محدود من السكان بحيث كانوا يعرفون بعضهم البعض، ويحيون على تجارة اللؤلؤ وصيد الاسماك. في صحبة والده الذي عمل في خفر السواحل، تنقل علي البلوشي بين مدن المنطقة الشرقية.. من الخبر الى العقير ثم الى دارين وبعدها الى القطيف ثم الى الدمام ومنها الى دارين مرة اخرى قبل ان يستقر مرة اخرى في الخبر، بدأ علي البلوشي رحلة الكفاح في ارامكو مراسلا بالنهار وطالبا بالليل ثم ترقى الى كاتب آلة، ثم مشرفا على الكتبة، ثم مسئولا اداريا ومستشارا لادارة شئون الموظفين، ثم ابتعث الى امريكا في دورة لزيارة عدد من الشركات والتعرف الى اساليبها في ادارة شئون الموظفين، ثم عاد الى عمله في شئون الموظفين لينتقل ناظرا لشئون الموظفين بالوكالة في ابقيق ثم ليعود الى الظهران ليعمل مستشارا لعلاقات ارامكو الحكومية الخاصة بالعمل، ثم يحضر مؤتمرين للبترول ضمن وفد ارامكو الرسمي، ويبتعث الى دورة للتدريب على الادارة العليا في جامعة بنسلفانيا ثم يعود الى ارامكو وينتقل الى ادارة السكن ليكون اول سعودي ينتقل الى هذه الادارة ثم ينتقل الى ابقيق ويتدرج في عدد من الوظائف حتى يصل الى مساعد ناظر في ابقيق ويسافر الى امريكا لحضور دورة في الادارة للتعرف على ادارة الفندقة والمطاعم ثم يعود الى ارامكو ليعين في منصب ناظر احياء السكن في ابقيق ثم ينتقل للعمل ناظرا للخدمات السكنية في رأس تنورة، ثم ينتقل الى الظهران مساعدا لمدير احياء السكن، ثم مديرا عاما لاحياء السكن في ارامكو ومسئولا عن كل الاحياء السكنية في ابقيق ورأس تنورة والتابلاين حتى المنطقة الشمالية. درس علي البلوشي في امريكا، وحصل على البكالوريوس في ادارة الاعمال ثم عمل مع احدى شركات التغذية في امريكا والتي تعاقدت معها ارامكو للقيام بخدمات التغذية فيها، وكان عمله بها هوالتعرف على كيفية ادارة هذا النوع من الشركات في التحضير وتوزيع الاغذية، وانتهز هذه الفترة فواصل دراسته في جامعة وليم باترسون للحصول على درجة الماجستير، ليحصل عليه من عام واحد في علم الاجتماع وليسجل بذلك رقما قياسيا اذ كان السائد ان تستغرق دراسة الماجستير بين سنة ونصف السنة وسنتين ثم يلتحق بدورة خاصة في تطوير الاداء الاداري في جامعة هارفارد. ويعترف علي البلوشي بأن تجربة العمل في ارامكو السعودية منحته حب النظام والانضباط والالتزام والجدية والقدرة على اتخاذ القرار المبني على العلم والدراسة ويرى ان شباب اليوم اقل صبرا واكثر سؤالا واستفسارا اما الرعيل الاول من الموظفين فكان يعمل في ظروف صعبة حيث لا توجد لديه سيارات او مكيفات او حتى مراوح، و كانت السيارات التي تنقلهم الى العمل مكشوفة وبعد ان توصلهم يتم تحميلها بالاسمنت ومواسير وانابيب البترول الى موقع آخر. بعد تقاعده من ارامكو السعودية ادار علي البلوشي شئون المتقاعدين من موظفي ارامكو السعودية واستطاع - خلال عمله هذا - ان يحقق الكثير من رغباتهم.. كما امتلك مزرعة مساحتها خمسون الف متر على طريق الجبيل وحولها - بمساعدة ابنائه - الى مزرعة نموذجية والتحق من فرط حبه للزراعة - بالجمعية الزراعية في المنطقة، ثم عين رئيسا لمجلس ادارتها، وساهم في حل كثير من مشكلات المزارعين فوضعت الجمعية فنيين تحت تصرف المزارعين ليساعدوهم في تطوير مزارعهم وتبنت في فترة من الفترات بيع البيض وبعض الخضراوات واقراض المزارعين. وترأس علي البلوشي مجلس ادارة الشركة السعودية لمراكز الترفيه بالدمام التي اسستها مجموعة من رجال الاعمال لتقديم خدمة متميزة وبنت مجموعة من المدن الترفيهية تضم احدث التقنيات في هذا المجال المهم، وبأسعار مناسبة تقل كثيرا عما يدفعه مرتادو هذه الاماكن في الدول الاخرى. وانشأ علي البلوشي - مع عدد من اصدقائه - مصنعا للحبال البلاستيكية على مساحة 6 آلاف متر في المدينة الصناعية الثانية هو الاول من نوعه في المنطقة اضافة الى ان اللقيم المستخدم في الصناعة يتم انتاجه محليا في شركة سابك وشركة التلوين بالرياض. وعلاقة علي البلوشي بالرياضة علاقة وثيقة فهو لاعب كرة قدم سابق، وكان أول رئيس لنادي القادسية، وكانت الخبر تمثل المركز الاول للرياضة في المنطقة، وكان ينظم دورات رياضية للجاليات في الظهران وابقيق ورأس تنورة وكان اعتماد الرياضة في الماضي على كرة القدم اما الآن فقد تنوعت الالعاب واكتسبت العابا اخرى شعبية كبيرة.