بسبب الضغوط الكثيرة التي نتعرض لها داخل منازلنا وفي أماكن أعمالنا فإننا ورغما عنا نخسر الكثير دون أن نشعر، نخسر ثقتنا بأنفسنا ونخسر مستوى طموحنا ونخسر الإنجاز الجيد الذي كنا نحصده وتعودنا عليه، وكل ذلك بسبب التوتر الذي تحدثه الضغوط فينا ذلك التوتر الذي يفقدنا توازننا وربما أدخلنا في دوامه الأمراض النفسية أبعدكم الله عنها. ولذلك فإن الإنسان منا بحاجة لبديل عن الأمراض النفسية لتخفيف حده التوتر وادارته بشكل جيد فيما بعد. ذلك البديل هو الصحة النفسية والتي يشعر معها الفرد بحالة نسبية من التوافق النفسي مع نفسه وبيئته ومجتمعه والسعادة مع نفسه والآخرين وقادراً على تحقيق ذاته ومواجهة مطالب الحياة واستغلال قدراته وإمكانياته إلى أقصى حد ممكن ومن مؤشرات الصحة النفسية لدى أي منا: * القدرة على تكوين علاقات اجتماعية مرضية. * القدرة على مواجهة الدوافع والرغبات المتصارعة لديه. * القدرة على استغلال قدراته وإمكانياته. * القدرة على الاستماع بالحياة وبأسرته وعمله وأصدقائه. * القدرة على إحداث تغييرات إصلاحية بناءه في بيئته التي يعيش فيها وفي شخصيته. * القدرة على العطاء والإنتاج بإيجابية. أن ما تم ذكره هو فقط مؤشرات الصحة النفسية، ولكننا لم نجب بعد على كيفية السيطرة على التوتر أو التحكم وللإجابة على ذلك فإن هنا مجموعة من الطرق المساعدة ومن ذلك في حالة توترك: 1- غير وجهة نظرك، بمعنى أن ترفض أن تسمع للآخرين بتوترك، لا تحمل ضغينة لا حد، قل شيئاً لطيفاً لشخص على الأقل مرة في اليوم، الخ. 2- كن صاحب بصيرة في مشاكلك، بمعنى أن كل شخص عنده مشكلة أو هو مشكلة أو يعيش مع مشكلة فالمشاكل هي مصائب. قسم المشاكل الكبيرة إلى أجزاء أصغر يمكنك حلها واحدة تلو الأخرى. * كن متفائلاً وأنظر إلى الأخطاء كفرص للتعلم وحاول أن تكتشف الشيء الجيد في كل ما يحدث لك مهما كان شيئاً في باديء الأمر. 3- احتمل على الحياة، بمعنى أن تحاول أن تكون روحك مرحه، فلقد أظهرت الدراسات أن الأطفال في سن الحضانة يضحكون بمعدل (450) مرة كل يوم بينما يضحك الراشدون (15) مرة في اليوم! لاحظ الفرق. 4- كف عن القلق وابدأ بالعمل، بمعنى أن تتوقف عن الاضطراب متى ما أمكن وابدأ بتغيير الموقف الذي تراه غير محتمل. 5- توقف عن امتهان نفسك، خاصة فيما يتعلق بالتعليقات التي ربما تقولها لنفسك دون قصد أو شعور وحاول أن نهيئ نفسك عندما تقوم بعمل جيد. 6- تمهل في حياتك ولا تستعجل في كل الأمور فهناك متسع لكل شيء ومن ذلك أن تقوم بممارسة هواية لا يمكن استعجالهات، أقرأ كتاباً ليس له علاقة بالعمل، حاول التأمل في كل ما حولك قدر ما تستطيع. 7- انتبه إلى تنفسك ووضعك، فأول ما يحدث عندما نصبح متوترين هو أن تنفسنا يصبح أسرع وسطحياً بحيث تستخدم فقط الجزأين العلويين من الرئتين فقط وهذا يؤدي إلى عوارض الكآبة. ومنها: قلب يضرب بسرعة، آلام في الصدر، دوخه وقلق وعدم قدرة على التركيز. 8- لطف توترك، كأن تقوم بتدليك العضلات المتوترة لديك. 9- خفف توترك الجسدي بالاسترخاء. وكما ترون، فهذه مجرد نقاط مختصرة ولكنها مفيدة جداً لو حاولنا اتباعها. كل منا بقدر ما يستطيع. المهم أن نكون عمليين فيما نريد تحقيقه والوصول إليه. أبعد الله عن الجميع التوتر ومتعه بالصحة والعافية وأسعده في دنياه وآخرته..