تمر على كل شخص في حياته الكثير من الامور التي تسبب له ضغوطاً نفسية سواء كانت يومية مثل ضغوط العمل والدراسة أو كانت مفاجئة كالمشاكل الزوجية والعمليات الجراحية ومهما اختلفت هذه المسببات ومهما اختلفت توقيتها إلا أن الرابط بينها هو ماتحدث للشخص من ضغوط وتوتر يؤثر على الانسان بشكل كبير سواء من الناحية النفسية أو البدنية. وحيث ان جميعنا يعلم ان التوتر يمكن ان يؤثر على الشخص نفسياً وبدنيا، ومن الممكن ان يؤدي أيضاً إلى مشاكل جلدية مثل حب الشباب وتساقط الشعر وتقصف الاظافر. ومن أهم أعراض التوتر الظاهرة على الانسان مايحدث من تغير على الجلد والشعر والاظافر . فالتوتر يمكن ان يثير الجلد ويسبب حدوث هجوم غير متوقع بشكل متزايد مما يزيد من توتر المريض. ومعرفتك بكيفية التحكم في آثار التوتر على جلدك يمكن ان تساعدك في الحد من القلق وكذلك من الاعراض. التوتر والجلد: عندما يتوتر الشخص فان معدل هرمون التوتر في الجسم (كورتيزول) يرتفع وهذا بدوره يسبب زيادة انتاج الدهون والتي من الممكن ان تؤدي إلى حدوث بشرة دهنية وحبوب شباب وكذلك المشكلات الاخرى المرتبطة بالبشرة الدهنية . فإن حدوث التوتر يسبب تكون حب شباب مؤقت نتيجة لتزايد إفراز الدهون وقد أجريت دراسة في يناير عام 2001م ووجدت ان التوتر له تأثير سلبي على وظيفة الحاجز الموجود على الجلد مما يؤدي إلى فقدان الماء مما يوقف قدرة الجلد على إعادة إصلاح نفسه بعد الاصابة .فقد شملت الدراسة 27طالباً من دارسي الطب والصيدلية وطب الاسنان وقامت الدراسة بفحص تأثير فترات التوتر (أثناء الاختبارات النهائية) على استجابة الجلد للاصابة مقارنة بفترات انخفاض التوتر "مثل بعد العودة من الاجازة". وقد وجدت الابحاث ان الجلد يستغرق فترة للشفاء من الاصابة على الجلد اثناء الفترات المسبوقة بارتفاع التوتر أطول من تلك التي يستغرقها اثناء فترات التوتر الاقل . وكانت هذه هي الدراسة الاولى من نوعها التي تثبت الاثر الذي يسببه التوتر النفسي على الوظائف الطبيعية للجلد.فقد تصاحب حالات التوتر الشديدة ظهور حب الشباب أو الاكزيما أو الصدفية. التوتر وسقوط الشعر: توجد أسباب عديدة لتساقط شعر الرجال والنساء إلا ان التوتر قد يكون هو السبب الرئيسي في تساقط الشعر غير المعروف سببه. فعندما يكون الشخص متوتراً فإن الشعر يمكن ان يدخل في مرحلة السقوط. وتساقط الشعر بغزارة مشكلة شائعة الحدوث يمكن ان تحدث لمدة تصل إلى ثلاثة اشهر بعد التعرض لحادث يسبب ضغطاً وتوتراً . وبعد سقوط الشعر اول مرة يمكن ان يعود الشعر للنمو بعد مدة تتراوح من ستة إلى تسعة اشهر. وكذلك الاحداث التي تغير الحياة مثل الولادة او الجراحة يمكن ان تسبب فقدان الشعر ويمكن أن يفسر ذلك بإنه خلال هذه الاوقات يأخذ الجسم فترة راحة من نمو الشعر وذلك حتى يركز في الشفاء والالتئام على سبيل المثال لاينمو الشعر بغزارة كما كان من قبل بل قد يسقط ولا يعود للنمو. وفقدان الشعر استجابة لطبيعة التوتر ولكن المرضى يجب ان يذهبوا للطبيب ليقدر الموقف ويقرر إذا ما كانت هناك اسباب طبية اخرى ام لا وانصح المرضى ايضا بتجنب أي انظمة غذائية غريبة حيث لا يتناول الا نوعاً واحداً او نوعين من الاطعمة فقط وذلك لان التغذية السيئة والفقدان الزائد والسريع في الوزن يمكن ان يؤديان إلى فقدان الشعر. تأثير التوتر على الاظافر: الاظافر ليست محصنة للدرجة التي لا تظهر عليها الآثار الخارجية للتوتر. وبعض الناس تحدث لهم عادة عصبية وهي عادة قضم الاظافر عندما يشعرون بالتوتر وهناك عادة اخرى تربط بين التوتر والاظافر وهي حك الاظافر بظفر الابهام والتي يمكن ان يسبب وجود حافة للظفر. وهذا الاحتكاك يسبب تشوه الاظافر وعندما ينمو الاظفر تتكون حافة في منتصف الظفر. وبالاضافة إلى ذلك فان التوتر العاطفي او البدني وكذلك الامراض وبعض الادوية الكيميائية يمكن ان تسبب خطوط بيضاء افقية تظهر على الاظافر. وكذلك فان تقصف وتشقق الاظافر يعتبران أعراض جانبية شائعة التوتر. وأحياناً لايكون المرضى المصابون بمشكلات الاظافر على وعي بإن عادتهم الناتجة عن توترهم او عصبيتهم هي السبب الجذري للمشكلة. ولذلك فإن من المفيد ان يعطى المرضى الوسائل التي تساعدهم لكي يكونوا قادرين على التكيف مع مشكلات الجلد المرتبطة بالتوتر، وخصوصاً مرضى الاكزيما وحب الشباب والصدفية والامراض الجلدية المرتبطة بزيادة إفراز الدهون حيث تكون الاعراض الخارجية واضحة جداً. وهناك بعض الامور التي من شأنها أن تساعد في التغلب على التوتر من أهمها: 1- تعلم كيف تتعرف على المشكلة التي تقف وراء ظهور الاعراض وحاول ان تحد منها فيقل التوتر 2- ممارسة التمارين الرياضية يساعد في إفراز الاندروفين في الجسم وهذا يقلل التوتر. 3- تجنبي الاستحمام بالماء الحار جداً واستخدام صابون خال من المنظفات واستخدمي المرطب مباشرة بعد الاستحمام. 4- استعملي واقياً من الشمس يحتوي على SPF بنسبة 15% او اكثر وذلك يومياً ليحمي البشرة من التعرض للشمس. وفي نظري أن من أهم العوامل التي تساعد على مقاومة التوتر والتغلب عليه أن يعلم الانسان أن الحياة لايمكن أن تكون بدون ضغوط أو مشاكل من أي نوع كان فقد قال الله تعالى (لقد خلقنا الإنسان في كبد).