يرعى وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة وزير التجارة والصناعة اليوم فعاليات «لقاء الصناعيين الخامس 2013» الذي تنظمه غرفة الشرقية تحت عنوان (الفرص الاستثمارية في الصناعات التحويلية لقطاعي البتروكيماويات والمعادن)، بمشاركة عدد من الشركات والجهات المعنية بالقطاع الصناعي في مقدمتها هيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن)، والشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، والشركة السعودية للمعادن (معادن) إضافة إلى بعض الخبراء والمتخصصين في الشأن الصناعي في عدد من الدوائر الحكومية والمؤسسات الخاصة. وقال عبدالرحمن الراشد رئيس غرفة الشرقية، إن اللقاء الذي يعقد بالمركز الرئيسي للغرفة بالدمام يتطلع لفتح المزيد من آفاق الاستثمار، وجذب المزيد من رؤوس الأموال لإطلاق عدد إضافي من المشروعات في هذين القطاعين الاستراتيجيين، واللذين يعتبران في الوقت الحاضر من أهم قطاعات الصناعة الوطنية، التي تتخذ من المنطقة الشرقية مركز انطلاقها، تحديدا في مدينتي (الجبيل الصناعية، ورأس الخير الصناعية) اللتين تضمان عددا كبيرا من المجمعات الصناعية الكبرى على مستوى العالم، مؤكدا أن اختيار هذين القطاعين عنوانا للقاء يعود لأهميتهما وما يملكانه من ميزات إضافية هامة للاقتصاد الوطني، بحكم توافر موادهما الأولية في السوق المحلية، وهي في الغالب من منتجات شركتي أرامكو السعودية وسابك. وأضاف الراشد: إن اللقاء يندرج في إطار الجهود التي تبذلها الغرفة بالتنسيق مع الجهات المعنية لتطوير القطاع الصناعي، وذلك إيمانا منا بأهمية الصناعة كخيار استراتيجي لضمانة المستقبل، وآلية جادة وسليمة لتحقيق اهداف التنمية المستدامة، الرامية لتحقيق المزيد من النمو والتطور الاقتصادي، مؤكدا أن التوجه للاستثمار الصناعي في هذه المجالات يحقق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني من خلال تنويع مصادر الدخل، وإنشاء مشروعات جديدة تقدم سلعا ومنتجات جديدة، تسهم بدورها في توفير فرص وظيفية مجدية للكفاءات الوطنية، المتزايدة يوما بعد يوم، فضلا عن توفيرها مجالات عمل أمام المنشآت الصغيرة والمتوسطة. ولفت الراشد إلى أن أهمية هذا اللقاء تأتي من أهمية المنطقة الشرقية ك «عاصمة للصناعة الخليجية»، وبما تتمتع به من موقع جغرافي ينطوي على ثروات طبيعية هائلة، ويمنح مجالا للوصول إلى اسواق العالم الخارجي، فضلا عن الأسواق المحلية والخليجية، مما جعل منها منطقة قادرة بإذن الله على استيعاب العديد من المشروعات المعدنية والبتروكيماوية، وما نشهده من تطور هائل في هذا المجال هي خطوات موفقة في طريق طويل من الاستثمارات الصناعية، إذ لا تزال المنطقة مهيأة لمزيد من الاستثمارات في شتى المجالات الصناعية، فضلا عن الأنشطة الاقتصادية المساندة الأخرى، فهي فرص استثمارية واعدة تلد فرصا أخرى. من جانبه قال عضو مجلس الإدارة ورئيس اللجنة الصناعية بغرفة الشرقية سلمان الجشي، إن اللقاء سيعطي فرصة كبيرة للوقوف على العديد من الفرص الاستثمارية التي نجد من اللازم التوجه لها، والعمل على تحويلها الى مشروعات ذات ربحية عالية، يجني منها الاقتصاد الوطني المزيد من النمو والتطور، وتفتح أبوابا جديدة أمام المستثمرين المحليين خصوصا ذوي المنشآت الصغيرة والمتوسطة، فضلا عن المستثمرين القادمين من الخارج. وأضاف: إن الصناعة هي خيارنا الاستراتيجي الأهم لمواجهة التحديات، ومنه تنطلق العديد من القطاعات الاقتصادية، التي هي بمثابة الأبناء البررة لهذا القطاع، الذي يملك بعد توفيق الله مفاتيح النمو للعديد من القطاعات الانتاجية والخدمية الأخرى. وأشار الجشي إلى ان المنطقة الشرقية تشهد تطورات متلاحقة على الصعيد الصناعي يتمثل في انطلاق العمل في المدينة الصناعية الثالثة بالدمام، التي ستكون إضافة أخرى للمدينتين الصناعييتن (الأولى والثانية)، ومدينة رأس الخير الصناعية و(الجبيل 3) إضافة الى المدن الصناعية الأخرى في الدماموالخبر والأحساء، مؤكدا أن هذه المدن بأجمعها تعزز الميزة الإضافية والنوعية التي تتسم بها المنطقة، من كونها المنطقة الأكثر استقطابا للاستثمارات الأجنبية والمحلية، ليس على مستوى المملكة، بل على مستوى الخليج العربي، لذلك فهي «عاصمة الصناعة الخليجية» بكل جدارة واستحقاق. وأضاف الجشي: إن المنطقة الشرقية ورغم كل الإنجازات التي تتحقق على الأرض ونشهد نتائجها يوميا في القطاع الصناعي الا أن الفرص لا تزال متاحة، والمجالات والفرص أكثر من أن تحصى خصوصا في المجالات المعدنية والبتروكيماية التي هي عنوان هذا اللقاء، ويبقى القطاع الصناعي هو الأكثر استقطابا وديمومة للقوى العاملة الوطنية، وهو المجال الخصب للنمو والتطور، إذ إنه لا تنمية دون صناعة، وبالتالي فإن اللقاء خطوة من جملة خطوات لدعم صناعتنا الوطنية التي تسير بخطى واثقة نحو عالم مليء بالإنجازات. وأشاد الجشي بالجهود التي يبذلها الدكتور توفيق الربيعة وزير التجارة والصناعة لتطوير القطاع الصناعي، والتي من المؤمل أن تكمل هذه الجهود بمزيد من الخدمات والاجراءات التطويرية في المدن الصناعية، بما ينعكس على المشاريع الصناعية. أرقام قياسية وعالمية تحققها المملكة في القطاعات غير النفطية لفت تقرير اقتصادي صادر عن غرفة الشرقية إلى أهمية قطاع البتروكيماويات الذي يعد من أكبر القطاعات غير النفطية بالمملكة، حيث تصنف المملكة في المركز رقم 11 عالمياً في مجال توريد البتروكيماويات الذي يشكل (7 بالمائة من الإنتاج العالمي). وقال التقرير إن المملكة تستحوذ على نسبة 70 بالمائة من صناعة البتروكيماويات عربياً وحوالي 70 بالمائة من إنتاج دول مجلس التعاون الخليجي من هذه المنتجات، وذلك نظراً لما تتمتع به من ميزة نسبية فيما يتعلق بتوافر الغاز الطبيعي وانخفاض تكاليف نقله. واشار التقرير الصادر عن مركز المعلومات والدراسات بالغرفة الى أن قوة المملكة تكمن في توريد الايثلين والميثانول، كما تتجه إلى التنويع في مجال البتروكيماويات المركبة وتوريد المنتجات المتميزة مثل الكيميائيات المتخصصة ومنتج الثيرموبلاستيك الهندسي (لدائن معالجة بالحرارة). ويتمركز الجزء الاكبر من صناعة البتروكيماويات بمدينة الجبيل الصناعية بالمنطقة الشرقية، عن طريق الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) والتي تتأكد أهميتها في كونها تتبوأ المركز العاشر في قائمة أكبر شركات البتروكيماويات في العالم كما تشكل منتجات سابك نحو 80 بالمائة من الصادرات البتروكيماوية، بالإضافة إلى أنها تتبوأ المركز الثاني في قائمة أكبر الشركات العالمية المنتجة لمواد جلايكول الإثيلين، الميثانول، ميثيل ثالثى بوتيل الأثير، والمركز الثالث عالمياً في إنتاج البولي إيثيلين، والمركز السادس عالمياً في إنتاج البولى بروبلين، والرابع عالمياً في إنتاج البولي أوليفينات. وتشارك سابك بنسبة 20 بالمائة في شركة ألمونيوم البحرين ونسبة 31.3 بالمائة في شركة الخليج لدرفلة الألمونيوم، وبنسبة 20 بالمائة في الشركة الوطنية لنقل الكيماويات كما انها تمتلك شركة «سابك الأوروبية للبتروكيماويات» بمصانعها في «جيلين» بهولندا، و»جلسنكرشن» في ألمانيا مما يمكنها ان تتبوأ مكانا بارزا في ميزان القوة بين الشراكة العالمية. وعلى صعيد المعادن، تطرق التقرير الى واقع التصنيع المحلي في قطاع تشكيل المعادن بالمنطقة حيث يوجد 196 مصنعاً متخصصاً في صناعة تشكيل المعادن، ويعمل بهذه المصانع 29731 عاملا، كما حصلت على تمويل بنحو 8.8 مليار ريال وبما يشكل نسبة 38 بالمائة من التمويل الذي حصل عليه قطاع صناعة تشكيل المعادن في المملكة حتى نهاية عام 1433ه، كما يوجد بالمنطقة 72 مصنعاً متخصصاً في صناعة الفلزات القاعدية، ويعمل بهذه المصانع 19264 عاملا، وقد حصلت هذه المصانع حتى نهاية عام 1433ه على تمويل بنحو 34 مليار ريال وبما يشكل نسبة 72 بالمائة من التمويل الذي حصل عليه قطاع صناعة الفلزات القاعدية في المملكة. وتتوافر في المملكة بشكل عام والمنطقة الشرقية بشكل خاص عدد كبير من المعادن والمواد الخام المعدنية والتي يمكن الاستفادة منها في تصنيع العديد من الصناعات المعدنية، حيث يوجد في المملكة ثروات كبيرة من معادن «نحاس، زنك، رصاص، منجنيز، نيكل، دولوميت»، وفي المنطقة الشرقية يوجد 12 مجمعاً تعدينياً، وعلى سبيل المثال تتوافر في المنطقة ثروات معدنية في معدن الدولوميت والذي يمكن الاستفادة منه في تصنيع الركاميات اللازمة لأعمال الطرق والخرسانة المسلحة، وصناعة البلاط الموزايكي والطوب الحراري، وتبطين الأفران والقوالب المستخدمة في إنتاج الصلب، وإنتاج المواد العازلة. عروض مرئية لتجارب ناجحة في الاستثمار بقطاعي المعادن والبتروكيماويات يترأس الجلسة الأولى الرئيس والمدير التنفيذي لشركة التركي رامي بن خالد التركي، حيث تقدم هيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن)، عن طريق مدير قسم الفرص الاستثمارية بالهيئة المهندس علي عبدالله العمير ورقة عمل يستعرض فيها «انجازات الهيئة للمدن الصناعية، والاستثمار في المصانع الجاهزة لدى الهيئة»، تليها الورقة الثانية التي تتناول «الفرص الاستثمارية في الصناعات التحويلية» على ضوء تجربة شركة سبكيم» يقدمها مدير عام الاستراتيجية وتطوير الاعمال بالشركة المهندس سمير بن جميل الجشي، في حين تتحدث الورقة الثالثة «فرص الاستثمار في منتجات شركة صدارة التحويلية» ويقدمها مدير تطوير الصناعات الكيميائية والتحويلية بهذه الشركة المهندس محمد عبدالله العزاز، بينما خصصت الورقة الرابعة للحديث عن «الفرص الاستثمارية في الصناعات التحويلية الألمنيوم» ويقدمها محلل التسويق والأبحاث بشركة معادن محمد سعود الشايع.. اما الورقة الأخيرة في هذه الجلسة فتتناول «الفرص الاستثمارية في الصناعات التحويلة الفوسفات» ويقدمها أخصائي تطوير أعمال الفوسفات والمعادن الصناعية بشركة معادن. فيصل الجندل. وفي الجلسة الثانية سيتم تقديم ست أوراق عمل تتناول جملة من الموضوعات ذات العلاقة بعنوان اللقاء، أبرزها :»مقترح إنشاء تجمعات صناعية متخصصة»، ويقدمها نائب الرئيس التنفيذي للكيميائيات المتخصصة بشركة سابك المهندس عبدالله الربيعة، و»آلية وطريقة تحقيق التجمعات الصناعية المتخصصة نموذج plug &play»ويقدمها مدير عام إدارة الاستراتيجية بوحدة الكيميائيات المتخصصة بشركة سابك المهندس تركي الحمدان، و»امثلة لفرص استثمارية في التجمعات الصناعية المتخصصة» يقدمها أيضا المهندس عبدالله الربيعة .. في حين يعرض مدير عام إدارة التقنية بوحدة الكيميائيات المتخصصة بالشركة الدكتور حاتم الدخيل ورقة عمل عن «التجمعات الصناعية المتخصصة .. دور مراكز تنسيق التقنية والابتكار»، بينما يعرض مدير أول لإدارة وسعودة المقاولين بشركة سابك المهندس فيصل القناص ورقة عمل عن «برامج تدريب وتأهيل السعوديين للعمل في التجمعات المتخصصة»، إضافة إلى ورقة عمل بعنوان «الخطوات المستقبلية» ويقدمها نائب الرئيس التنفيذي للكيميائيات المتخصصة بسابك المهندس عبدالله الربيعة. كما يشهد اللقاء إقامة حلقة نقاش مفتوحة تضم كلا من المهندس عبدالله الربيعة، والمهندس تركي الحمدان، والدكتور حاتم الدخيل، والمهندس فيصل القناص، ويترأس جلسة الحوار العضو المنتدب والرئيس التنفيذي بشركة المستقبل للسيراميك والبورسلان مازن محمد الحماد. جلسة حوارية ويشهد اللقاء أيضاً جلسة حوارية يشارك بها كل من وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة، ورئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية عبدالرحمن الراشد، ونائب رئيس المجلس التنفيذي بشركة سابك المهندس عبدالله الربيعة، والرئيس التنفيذي لشركة معادن المهندس خالد المديفر، والمهندس صالح الرشيد مدير عام هيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية ورئيس اللجنة الصناعية بغرفة الشرقية سلمان الجشي، ومدير إدارة إمدادات الغاز وتسعيره بوزارة البترول والثروة المعدنية المهندس خالد السناني.